40 |المنقذ|

2.8K 470 92
                                    

حين عدتُ للدفتر وجدتُ أنه انتهى في يوم سفرها، فقط قالت أنها تتمنى ألا تنزعج عائلتها من ذلك، ولكنها بالوقت نفسه ألقت الذنب على عائلتها لأنهم كانوا متشددين للغاية ولم يسمحوا لها أن تحب من تريد بينما يعرفون ذلك.

طوال الأسبوع التالي بحثتُ في الغرفة كثيراً ولكنني لم أجد سوى هذا الدفترة، قلبتُ ملاءات السرير وفتحتُ صندوقه، بحثتُ حتى خلف المروحة في الحمام، ولكنني لم أجد أي شيء، الفتاة اختفت كما اختفى كل شيءٍ معها باستثناء غيتارٍ كهربائيٍ أسود ودفتر مذكراتٍ صغير لا يحمل أي نهاية.

طلبتُ من الأستاذ تيمان أن يفتح نافذتي، وعدتُه أنني لن أحاول الهروب لأنني هنا لأجل مصلحتي وأنا أعلم أنه سيفعل ذلك لأجلي، فتح النافذة لي بالفعل ولم يفتح الباب لأنه لا يريدني أن أزعج زوجته التي تكره الآخرين..

بفتح نافذة الغرفة الصغيرة استطعتُ سماع كل شيءٍ في الخارج، منزل الأستاذ تيمان في مكانٍ بعيدٍ تقريباً عن الزحام، على الأرجح أنها منطقةٌ طبيعية فيها الكثير من الأشجار، أستطيع سماع حفيف الأشجار وصوت العصافير الكثيرة طوال الصباح..

بسبب ذلك أيضاً استطعتُ سماع محادثاته مع زوجته كلها، كان الأستاذ تيمان يعلم أن المستذئبين يملكون سمعاً قوياً، كانوا يتهامسون طوال الوقت ولكن كان ذلك على الأرجح لأنهما يحبان الهدوء، ولكن الشيء الذي لم يعلمه أنني أملك سمعاً قوياً للغاية، وأنني كنتُ أسمع همساتهم تلك أيضاً..

ذات مرة أخبرها أن الطلاب يستعدون لدخول الجامعات، تساءلتُ ما الذي اختارته توأمي، لقد كنتُ بعيداً تماماً عنها حتى أنني لم أعرف ما الذي تحبه! في مرةٍ أخرى قال لها أنني فتىً جيد، وأنه يتطلع لتدريسي في السنة القادمة لأنني رسبتُ بهذه السنة، يقول أنني سأبلي بشكلٍ أفضل بعد أن حُلت مشاكلي ولكن سيكون من الصعب وكل زملائي يصغرونني بسنتين فقد تخلفتُ عن سنةٍ دراسيةٍ سابقاً أيضاً.

بعد ثلاث أيام من فتح النافذة سمعتُه يقول أنه سيذهب للمدرسة لتسوية بعض الأوراق وأخبرته زوجته أنها ستذهب لزيارة شخصٍ ما، كانت تلك المرة الوحيدة التي يفرغ بها المنزل، وقد كنتُ أحمل الأسئلة حول ابنته من عشر أيام ماضية بشكلٍ سبب لي الأرق بضعة مرات.

حين غادرا المنزل قررتُ الخروج، قفزتُ من النافذة الصغيرة نحو الخارج، كنتُ في الطابق الثالث ولكني استطعتُ النزول بسهولة أكثر مما توقعت، أعتقد أن حبسي هنا لأسابيع جعلني أنسى حقيقتي!

تجاهلتُ الحديقة التي تأملتُها طويلاً في الفترة الماضية ودخلتُ المنزل مجدداً من نافذة الطابق الأول، كان بيتاً كلاسيكياً للغاية، فارغاً تقريباً ولا يحوي الكثير من الأثاث، بعض الأرائك في الغرفة وطاولةٌ عليها شاشة تلفازٍ قديمة، على الجدار المقابل التلفاز كان هناك مجموعةٌ من الصور للأستاذ تيمان في عمر شبابه، مع زوجته وفتاة جميلة، بشعرٍ أشقرٍ مجعد، من الغريب رؤية فتاةٍ بشعرٍ أشقرٍ مجعد، كان يليق بها جداً، بشرتها بيضاء للغاية، وبدت لطيفة وناعمة، لذلك على الأرجح بانيك آزر وقع بحبها سريعاً جداً، كما أنها تملك شخصيةً نقيةً للغاية وفق ما رأيتُه من مذكراتها، يُقال أن الشياطين تُجذب إلى الملائكة، أعتقد أن هذه حقيقية..

The Cursed Child | الطفل الملعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن