24 |الكذبة القديمة|

2.7K 456 157
                                    

حين عدتُ للمنزل كان جيرمن هادئاً كثيراً، وكان مذعوراً على الأغلب من كل المستذئبين الذين شعر بهم بالداخل، ركنتُ السيارة بجانب الباب ودخلتُ وأنا أحمل الكلب بيديَّ ليلتفت كل من في الصالة لي حرفياً، وشعرتُ به خائفاً أكثر.

"مساء الخير.." قلتُ وأنا أجلس ووضعتُه على قدمي لينظر لي أبي باستغراب ويرد "أين كنتَ حتى هذا الوقت؟ وما الذي يفعله هذا الكلب معك؟"

"هل تأذنان لي أن أعتني به؟ إنه لصديقي ولا يستطيع إبقاءه لديه الآن، سيتجمد من البرد لو بقي في الخارج."

لم يجبني أبي وظلت كل الأعين موجهةً نحوي، أمي التي كانت تجلس بجانبي وضعت يدها على رأسه ليقفز نحوها سريعاً ويجلس عند قدميها مما دفع هيلر ليقول عوضاً عنهم "هذا مستحيل، أنتَ تعلم أن الكلاب لا تحب المستذئبين."

"سأعتني به بنفسي، لن يسبب إزعاجاً لأحد وسيعتاد عليكم سريعاً."

"ليس لدي مشكلة إن كنتَ مصراً، ولكن ليبقَ البيت نظيفاً وأبقه بعيداً عن كتبي وأوراقي.." أبي قال بهدوء مغلقاً حاسبه المحمول ووضعه على الطاولة لأبتسم وبدت أمي سعيدةً للغاية لتنحني على جيرمن وتعبث بشعره بمودة فمال على لمستها وتقبلها أسرع مني بكثير.

"أريد أن نتحدث قليلاً." قلتُ وأنا أعتدل بجلستي ونظر الجميع نحوي، كنتُ متوتراً قليلاً ولكنني قررتُ أن أكمل كلامي وأتابع "في البداية لا أريد أن أترك أمي خارج الأمور كلها! الفتى الذي كنتِ تدرسينه ريمون بلابير مستذئب، شعرتُ به حين دخلتُ للمنزل ووجدتُه هنا وتحدثتُ معه وبعدها عرفني على الأشخاص القادمين معه إلى هنا."

"أخبرني والدكَ بكل ذلك، قطيع بوسايدن من البرازيل.." قالت بابتسامةٍ صغيرة وهي تحمل جيرمن وتضعه على الأرض بجانبها لأنقل نظري بينهم وأضيف "ما لم يخبركِ أبي به ولا يعرفه الجميع هنا أن هينار بوسايدن، الفتاة القادمة معهم، والتي تكبرني بثلاث أعوام هي رفيقتي المقدرة.."

تجمد روي بكلامه وصاحت سيرا ولوران بنفس الوقت بكلمة "ماذا" بينما بدت أمي سعيدة وهيلر مستغرب، وواصل أبي مراقبتي بهدوء محاولاً معرفة إلى أين سأصل.

"أعلم أن هذا غريب، هي من مكانٍ بعيدٍ جداً، هي أكبر مني بثلاث سنوات وغريبةٌ تماماً عني ومختلفةٌ كلياً عني، ولكن منذ أن التقينا لأول مرة كلانا شعر بهذا، وكلا ذئبينا أخبرانا بالأمر، سواءً ذئبي أدريان أو ذئبتها، لذا هذه ليست فكرةٌ أريد التأكد منها، إنها حقيقةٌ قد تقبلتُها بالفعل في الأسابيع الماضية."

"مباركٌ لكَ إيجاد رفيقتكَ أوناري.." أمي قالت بابتسامة بينما تعبث بشعري لأبتسم مميلاً رأسي نحوها ثم نظرتُ إلى روي الصامت قبل أن يتنهد ويقول "أنا آسف أونار، لا يمكنني أن أسمح بهذا!"

"أنتَ لستَ ألفا قطيعي، وحتى وإن كنت.. فأنا لن أطلب إذنكَ بشأن هذا!"

"ليس لأنني لا آذن، ليس بسبب أي هراءٍ متعلقٍ بي، أنتَ فقط لا يمكن أن تكون مع هذه الفتاة بالذات من بين سبعة مليار شخصٍ على الكرة الأرضية اللعينة، هي تكرهك، هذه العلاقة لن تصل إلى أي نتيجة."

The Cursed Child | الطفل الملعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن