٭*6*٭

283 51 22
                                    

فتحت عينايّ لتستقر أنظاري على صقف ناصع البياض.. أشعر بخمول في سائر أنحاء جسمي مع بعض الألم الطفيف .. أطرافي شبه باردة و أشعر بوخز وألم كبيران نوع ما بظهر يدي اليسرى..

ذهبت بنظري تدريجيًا إلى مكان الألم، لأجد أن محلولًا شفاف مثبتًا بها، متصلًا بشرياني الرقيق..

نقلت بصري لأمسح الغرفة بمقلتايّ الناعستان لأجد أنني مازلت بنفس المكان الذي وضعني به مختطفي المدعو آدم.. هذا رائع مريم تلك الأيام لم تكن مجرد كابوس مقيت و يبدو أنكي فقدتي وعيك كذلك!!..

شعرت بنخزة في قلبي، تلتها غصة خانقة مريرة إكتسحت حلقي، ليثور معهم مدمعي فلم أقدر على أن أمسك بتلك الدمعة الخائنة التي فلتت حارة من مُقلتايّ.. ودون أن أشعر بدأت عبراتي الحارقة بالنزول، لتدعمها آناتي الخافتة الحزينة في نشيج مسموع يمزق نياط القلوب، ليصبح على أثره كل شيء ضبابي من حولي..

إن ألم قلبي يشتد ليخنقني، أشتقت لعائلتي، لقد خارت قواي، و تعبت من هذا الوضع!!.. عونك يارب...

وهاقد أفلتت شهقة مني تليها شهقات.. غير الألم الحاد الذي إغتصب رأسي، شيئ فشيء بردت أطرافي لتتصبغ بلون أزرق باهت، كما أنها صارت تنمل..

يا رب... فقط عونك، لم أعد قادرة على التحمل أو الصمود أكثر، لقد خارت قوايّ تمامًا.. أنا متعبة، ورب الكعبة قد تعبت.. التعب النفسي أنهكني، حتى جسمي الهزيل خانني ولم يعد يحتمل أكثر..

حاولت أن أنشغل بالصغير و أن أعتني به قدر الإمكان، صامدتًا، صابرة فلعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا، لكني الأن لم أعد أتحمل هذا الوضع الذي أنا عليه، أشعر أن اليأس بدأ يزحف نحوي، ليكبلني ويخنقني.. محطمًا بذلك جدار الأمل و التفائل الذي صنعته..

ليس دائمًا مايكون قناع البرود، و سلاح التجاهل حل، أحينا نحاول تجاهل ما حولنا فقط لنسبح مع التيار، لنجد أنفسنا بالأساس نتجاهل في ذواتنا و مشاعرنا، ليتضح لنا بالأخير أننا نغرق، لم نكن نسبح بالأساس.. لذا سريعًا ما يسقط منا ذلك القناع البارد، الهادئ، ليتهشم و تتهشم معه قلوبنا...

لم أخل نفسي ضعيفة إلى هذا الحد قتْ، فقط يومان مرّا بي كشهران أو أكثر، كانَا كافيان لذبحي، لتنهار حصوني، و تهشم كياني الهش بالأساس...

-مريم!.. مريم، لماذا تبكين هل يؤلمك شيء ما، هل أنتِ بخير؟!..

أنتشلني من نفسي و أفكاري صوت رجولي رخيم يتخلله بحة.. صحيح أن الرؤية تتعذر عليّ بسبب الغيوم المتجمعة بعينايّ، لكن هذا الصوت ليس بالغريب عن سمعي.. لست أدري لما حين سمعت صوته اضطرب فؤادي، لِيَزِدني ذلك من اختناقي، ورغبةً في البُكاء فوق بُكاءِ!..

لكني وضعت مشاعري المبهمة جانبًا لبعض الوقت، و التي لم أعرف كيف أترجمها، هل إلى حنق و غضب، أم إضطراب و خوف، أم إشتياق وحزن، أم لعله مزيجٌ من كل شيء، و فقط تعبٌ من كل شيء؟!.. لأجيبه و على عكس مشاعري المضطربة، بسخرية يغلفها البرود الممزوج بالألم...

من الحلال سيبدأ كل شيء!!Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon