{75}

2.9K 242 21
                                    

'' ما بينَ الطفولة والكِبَر ..💛! ''

'' الظروف المحيطة والمواقف الصعبة ،ومجتمع الإنسان هى اللي بتكوّن تفكيره ،ومن كتر مالبني آدم عاش مواقف وِحشة كتير بيبدأ عقله يربّيه ،وكُتر المواقف مابيبقاش مرتبط بسِن ..وارد جدًا تلاقي طفل صغير بيعرف يفكر بشكل اكبر من شاب ناضج ''

- اخيرًا قررت تاخد الولد
= بضيق : ممكن ماتفكرنيش ؟ ،كان ناقصني الوصية دي كمان
- يا عالم يا يوسف ،مش يمكن تحب الولد دا
= بضيق : كنت حبّيت ابني اللي جاي وماطلبتِش من مراتي تنزّله
- انتَ شخص غريب اوي بجد ،مش عارف انتَ ازاي قاعد عادي كدة
= اعمل ايه يعني ؟
- اتأثر شوية من كل الحاجات اللي بتحصل حواليك ،حسّسني انك زعلان
= طب مانا زعلان
- بس مش باين عليك
= وابيّنه ازاي ؟
- اتكلم ،فضفض ،عيّط

'' مابعرفش اعمل كدة ،اتعوّدت اكتم مشاعري ،اتعوّدت على عدم الكلام والفضفضة ،بصيت لطارق وقولتله ''

= مش بعرف اعبر ،مش بعرف اعيط ..بس انا من جوايا زعلان اكيد ،بس مش بعرف ابيّن دا
- دا عيبَك يا يوسف
= طارق غيّر الموضوع مش وقته ،المهم هعمل ايه مع علِي دا ؟
- هتعمل ايه يعني ؟ ،هيجي يعيش معاك وخلاص
= وبالنسبة لمراتي لما تعرف اني جِبته يعيش معايا وفي نفس الوقت عايزها تنزّل البيبي يبقى انا كدة استفدت ايه ؟
- مانا مش عايزك تتسرّع في قرار مراتك والبيبي دا ،كدة كدة انتَ هتاخد علِي ،فايمكن هو يغيّر حاجة فيك وتقدر تِقبل بالبيبي اللي جاي
= بضيق : كنت ناقصه هو كمان

'' أكتر حاجة بكرهها هو فرض حاجة عليا انا مش عايِزها ،مش بعرف اتعامل مع الحاجة اللي بحس اني مجبر عليها ..وعلِي دا مفروض عليا ،علِي دا حكايته حكاية ..الناس لقت علِي وهو طفل متلَف في حتة قماشة قدام باب مسجد في شارعنا ،لما أمي سمعت عن الطفل دا قررت هى اللي تاخده وتكفله ،وقتها كان عندي 23 سنة ،والدي كان توفّى ،وانا بعد التخرج اشتغلت في شركة كويسة ونقلت سكنِي جمب الشغل بتاعي ،وانا وحيد امي وابويا ،فكانِت امي عايشة لوحدها وكانت شايفة ان الطفل دا هو اللي هيسلّيها في وِحدتها ..خصوصًا انها كانت بتحب الاطفال جدًا ،وسمّت الطفل علِي ..اما عني فانا مش بحب الاطفال ،انا عمومًا مش شخص محب للناس ،مش اجتماعي بطبعي ،فكنت دايمًا بتعامل مع علِي من بعيد ..تعاملنا كان نادر جدًا ،عشان كدة لما والدتي اتوفت من شهرين سِبته مع واحدة جارة امي وكنت ناوي اودّيه دار ايتام ،بس بعد شهر من وفاتها لقيت المحامي بتاعها بيرن عليا وبيدّيني وصية امي ،وكانت بتوصيني اني آخد علِي يعيش معايا وماسِبهوش بعد وفاتها او اوديه دار ايتام ،ووصتني اديله تِلت ثروتها دي لما يكبر ويبقى بالغ ويقدر يتصرف فيها ،ودي كانت صدمة كبيرة بالنسبالي جدًا ..بس ماكنتش قادر اعترض وارفض وصيتها ،الموضوع صعب جدًا اني اخده يعيش معايا في بيت واحد ،خصوصًا بعد جوازي من هَنا .
حُب عمري ،انا بحبها جدًا بس هى مش حاسة بقدر حبي ليها ويمكن انا اللي مش قادر احسّسها بكدة لاني مش بعرف اتكلم عن مشاعري في العموم ،مش بعرف اعبر ..اتعودت على الكتمان من صغري لحد ما بقا الكتمان غاية بلجأ ليها كل ماحِس بإحساس مختلف أيًا كان نوعه ،بقالنا سنتين متجوزين انا وهَنا ..انا قولتلها من البداية اني مش بحب الاطفال ومش عايز اخلّف في المرحلة الجاية من حياتنا ،ممكن بعد كدة افكر في الموضوع بس اكيد مش دلوقتي ..لكن هى بعد الجواز كانت بتلّح عليا في موضوع الخلفة دا بشكل كبير وانا كنت رافض ،فا قررِت هى تبقى حامل من غير موافقتي ..وهى اعترفتلي بدا وانها قاصدة تحطني قدام الامر الواقع ،كانت شايفة ان التجربة هى اللي هتفك عقدتي ،مع اني مش مقتنع انّي عندي عقدة ،اتخانقنا وانا ماسكِتش خالص وزي ما هى خدِت قرار لوحدها انها تبقى حامل ،انا كمان خدت قرار لوحدي انّي مش عايز الطفل دا حتى لو على حساب حياتنا وهى عليها تختار ،واختارِت ..وسابت البيت ومشيت ،وبعدها بيومين والدتي اتوفّت ،لسة ماتفقناش هنعمل ايه وعلاقتنا هتنتهي ولا هتكمّل ..خصوصًا ان فيه وضع جديد انا اتحطّيت فيه وهو كفالة علِي .
انهاردة صحيت من بدري وانا متضايق ومخنوق من اللي هيحصل ،انهاردة هروح آخد علِي من عند جيران والدتي ،لما وِصلت كان جاهز ومعاه شنطة هدومه ،اخدت شنطة هدومه ونزلت قبله حطيتها في شنطة العربية ،نِزل ورايا وفتحتله باب العربية عشان يركب جمبي ،لكن هو فتح الباب اللي ورا وقعد ورا وكإنّي السواق اللي مأجرينه ليه ،قفلت باب العربية وركبت وسوقت لحد ماوِصلنا بيتي ،طلعت البيت بشنطة هدومه وهو كان طالع ورايا ..دخّلتها اوضته اللي انا حدّدتهاله ..جه من ورايا وقعد عالسرير ،قولتله ''

اسكربتات هالة أحمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن