{78} Part : 6

681 65 5
                                    

'' السـفينة ..💛 ''

'' الفصل السادس ''

'' تسمّر سليمان مكانه حينَ سمع كلام الطبيب ،كيف ؟ ''

- حامل ؟ ،ازاي يادكتور ؟ ..دي مابتخلّفش ! ،وبعدين سنّها عدّا الاربعين
= تقول إيه بقا ..حكمة ربنا

'' كانَ خبر سئ لسليمان جدًا ،إنه يعيش أسوأ أيام حياته وعقله مشتّت بين ولدٍ يعيش بعيد عنه ،وولدٍ يعيش في بيتِ الشياطين ويعجز عن أن يعترف لهم أنه ولده ! ،وفوق كل هذا يأتيه ولد آخر ليُزيد حياته صعوبة .بعد أن رحل الطبيب ،وقف سليمان أمام غرفة نوارة ..زفر بشدة ثم تصنّع الابتسام ودخل الغرفة ،كانت جالسة على الفراش ،حينَ رأته يدلف الغرفة هرولت إليه ..كان يبدو عليها معالم الصدمة وعدم الاستيعاب ،وسألته ''

- هو اللي الدكتور قاله دا صحيح ؟ أنا حامل ؟!
= ألف مبروك يانوارة
- ازاي بس ؟ ،أنا ؟ ،وفي عمري دا ؟

'' جلس سليمان على الفراش ونظر إليها وقال ''

= ربك لما يريد بقا
- يارب أنا حامل ؟ أنا يارب ؟ ،بعد كل السنين دي ؟

'' أخذت تُحدث نفسها بدهشة ،وتضع يدها على بطنها بغير استيعاب وسليمان يُتابعها بصمت ..وحينَ استوعبت جلست على الأرض وظلت تبكي ،ذهب سليمان وجلس بجانبها واحتضنها وظلّ يهدئها ..''

....

'' نهض يونس ووقف حينَ قصّ فاروق عليه قصة مؤمن وكيفَ تركه سليمان يصل لهذا الحال ،وقال لفاروق بغضب ''

- دِه مش مبرر ،كان يقدر ياخده ،كان يقدر ياخدنا ويهرب ويعيش بينا في أي مُطرح بَعيد عن التجارة وبَعيد عن الناس اللي ممكن تأذينا ! ،بس هو اللي اختار الحل الاسهل ..لقى في الاستسلام مصلحة ،وفي الآخر احنا اللي شِلنا الليلة

'' نهض فاروق ووقف أمامه وقال ''

= إنتَ بتتكلم كدة عشان انتَ ماكُنتِش مكانه ،مافيش أب حَب ولاده زي سليمان ماحبّكوا
- لاه فيه ! ،فيه كَتير ..فيه أب كيف الشيخ ابراهيم علّمني القرآن ،وعلّمني كيف اعيش في كنف ربنا واحاسِب على نفسي من المعصية
= ومين اللي ودّاك للشيخ ابراهيم ؟ ،مين اللي اختارلَك أب يعلّمك ويربّيك كدة ؟
- ومين اللي ودّا مؤمن الجبل ؟ ،مين اللي رمى يحيى عشان بس اتولَد في وقت ابوه ماكنش عايزه ؟
= يابني افهم ...
- مقاطعًا : إفهم انتَ ..كل اللي قولته دِه مايدخلش مخ عاقل ،ولا هيشفع لاخوك في القبر اللي هو فيه دلوك ! ،ماحدش فيكوا فكّر في ربنا ،ولا حد فيكوا بيخاف منيه ،عشان اكدة ربنا سلّط عليكم عقولكم ومخلّيكم فاهمين ان انتوا صُح وطريقكم دِه هو الصُح

'' سكتَ فاروق ثوانٍ قبل أن يقول ''

= يمكن صح ،يمكن يكون عندك حق ..بس حُط نفسك مكاني أو مكان ابوك ،إحنا اتولَدنا لقينا أهالينا كدة ..أبونا كدة وأُمّنا وأهل أُمّنا ،كل اللي نعرفهم كانوا بيتاجروا في السلاح والآثار ..عُمر ماحد قال لينا عيب ولّا حرام ،عُمر ماحد وعّانا وقالّنا صلّوا أو افتكروا ربنا ..إحنا طِلعنا لقينا دنيتنا كدة فامشينا عليها ..ماحدش وَعّى ابوك عن الحلال والحرام وصحّى فيه افكار التوبة دي غير هدى ،ولو كانِت عاشت كان تاب ،وكانت دنيته كلها اتغيّرِت
- بطّل تضحك على نفسك يافاروق بيه ..دنيتكوا ايه اللي اتولدتوا لقيتوها اكدة ؟ ،وفين عقولكوا ؟ ..والمسيحي اللي بيتولِد مسيحي كِيف بيآمِن بعد اكدة ؟ ،والمسلم اللي بيتولد مسلم كيف بيلحِد ؟ ،العاصي كيف بيتوب ؟ ،والتايب كيف من تاني بيرجع ويكون عاصي ؟ ،كيف بيزيد الايمان في قلب المؤمن وكيف بيقل ؟ ..دِي شماعة يافاروق بيه ،بتعلّق عليها أفعالَك ..وسليمان ماكنش هيتوب حتى لو هدى كانت عايشة لحد دلوك ،الصادِق في توبته هيتوب حتى لو السما وِقعت عالارض ،هيتوب حتى لو مات كل اهله ..وحتى لو عاش كل حبايبه ،دا الموت بيصحي فينا التقوى ..واخوك لما ماتت مرَته ماصّحاش فيه حاجة ،لا تقوى ولا غيره ..وعشان اكدة هى ركبت السفينة ،عشان اكدة مارجعِتش
= الكلام سهل
- والفِعل اختيار ..واني اخترت
= باستغراب : اخترت ايه ؟
- انّي ابعد عنيكم ،البُعد عنيكم فيه السلامة ..ومش هرجع معاك

اسكربتات هالة أحمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن