ليتني ما ولدت

105 3 1
                                    

في السابع عشر من يناير 1997 الساعة الواحدة ظهراً.
كان الهدوء يعم المكان في المشفى لم يكن هنالك احد لمساعدتها , مرت احد الممرضات في الصدفه لتجدها تتلوى من شدة الالم :
-هل انت حامل
-ارجوكي ساعديني انا الد طفلتي
اسرعت الممرضة لطلب المساعده وتم نقلها الى صالة الولادة مرت بالفعل ساعتان على دخولها الى هناك ثم فجاة قالت الممرضة بصوت واطيء :
-هل هي ميتة؟
-ماذا يحدث مالذي حدث لطفلتي (بصوت مرتعب )
لقد كانت تملك شعرا اسود يحتوي على خصله بيضاء ولون ابيض شاحب لم تصدر اي صوت او حركة عندما خرجت كذلك جسدها البارد وعدم تنفسها يوحي بانها ميته بالفعل , اثناء صراخ الام ودعوتها بان ينقذ طفلتها كان الاطباء قد قرروا بانها ميته بالفعل مع محاولات يائسة لانقاذها , بدأ جسد الفتاة الصغيرة يشع بتوهج ثم نزل شعاع مستقيم من السماء يخترق  صدرها لم يكن هنالك احد في تلك الغرفة يستطيع رؤية ذلك الشعاع لقد كانت لاتتنفس وقلبها متوقف بجسد شديد البرودة , شرع الطبيب بكتابة شهادة الوفاة عم الصمت المكان حتى افسد صراخ الطفله الهستيري ذلك الهدوء , اخذت الام طفلتها وهي لاتصدق ما جرى مع بكاء شديد وشكر لله لانه انقذ طفلتها من الموت .
لم يصدق احد ما حدث لقد كانت ميته بالفعل كيف لشخص ميت ان يعود للحياة هكذا .
كانت الفتاة تكبر بصحة جيدة ولم يكن لذلك اي تاثير على حياتها الصحية ابدا , لكنها تملك صفات تميزها عن اقرانها , كأن تستطيع رؤية مافي داخل الانسان ليس فقط شكله الخارجي , اثر ذلك على حياتها الاجتماعية بشكل كبير , حيث كانت ترى الوحوش المزروعه في داخل الناس بكل وضوح , مما جعلها انطوائية تخشى التقرب لاحد , لانها تعلم سلفا ماذا يوجد في دواخلهم .

في العشرين من ابرل عام 2021 الساعه 6:00 صباحاً .
(ترررن) صوت منبه الساعه ، اااه ياللهي جسدي ثقيل جدا لماذا تستمر هذه الاحلام بمراودتي اود حقا ان ينتهي الامر ، كان العالم باكمله رمادياً لماذا استيقضت في وقت مبكر ليس لدي شيء لافعله ، هل اعود للنوم مجدداً؟ لا سيراودني ذات الحلم المخيف ، سأتصفح الانترنت قليلاً .
كنت اشعر بكأبة حارقة تلتهب في صدري كانها تأكل احشائي من الدخل ، كنت امر بنوبة كآبه حادة بعد تخرجي من جامعة ابغضها ، لم يكن لدي شيء لافعله سوى النوم ، كانت بشرتي شاحبة تميل الى الاصفرار وجسدي نحيل لا يقوى على الوقوف حتى ، ابقى مستلقية في فراشي لايام لاتعد ولاتحصى ، الوقت الوحيد الذي اتركه عندما احتاج للذهاب الى الحمام او لتناول حفنة طعام تبقيني على قيد الحياة ، وكان بالفعل قد بدأ شعري يتساقط بغزارة حتى ظننت بأنني ساصاب بالصلع في وقت وجيز ، بالرغم من هذا كانت روحي تتشبث بالحياة بطريقة مجنونة ، كأن هنالك شخص اخر يرعاها يربت عليها ويحييها ، المي لم يكن بالشيء الجلل لكن لماذا اشعر بان نيراني تكاد تطفئ من شدته ؟ المن يكن من المفترض ان هذا الالم البسيط قابل للتعايش لماذا انا طريحه الفراش قرابة العام ؟ لماذا كان على امي ان تؤدي ذلك القسم لانقاذ حياتي حين كنت طفله ؟ الم يكن من الافضل لي لو متت حينها ؟ الحلم الذي يراودني ، هل هو اشارة من نوع ما ؟ اااااه حقا لا اطيق الانتظار لاعرف .
ما انفكت الاسئلة تطرأ على بالي في حين كنت احارب في صراع رغبتي للموت ورغبة روحي للحياة .
انتشلت نفسي من الفراش بصعوبة ، دخلت الى غرفة الطعام لآكل كل ما اجده امامي ، لم اكن مهتمة لزيادة وزني ، كيف لجثة تتوق للدفن ان تهتم بمظهرها ؟ مع وسط انتقادات امي المستمرة واصلت الاكل بشراهة و كأي فتاة لم تتزوج في نفس سني ، كانت اصابع الاتهام تتوجه الي بشكل مباشرة لماذا لم تتزوج الى الان ، متى تتزوجين ، اهتمي بمظهرك قليلا ، لن يتزوجكِ احد وانت بهذا الشكل ، شعرت بأنني نكرة حقا لن يتزوجني احد ، انا اكره نفسي لماذا سيحبني شخص لا اعرفه؟
كنت منهمكة بتناول الطعام حينما رن هاتف امي ، اسمعها من الغرفه المجاورة تقهقه بصوت عالي :
- بالتأكيد سنسعد بقدومكم ، ليكن غداً الساعة 8:00 مسائاً .
بمن تريد ان تلتقي ؟ ولماذا كانت سعيدة جداً ؟ تسائلت فقط لكنني لم ابد اهتماماً كبيراً لذلك .
دخلت علي والابتسامة تكاد تشق وجهها فرحاً :
- ستأتي احدى صديقاتي غدا لرؤيتك و سيأتي ابنها معها أريدك ان ترتدي شيء جميل .
اااه فهمت اذا لهذا السبب كانت سعيده ، هل تتوق للتخلص مني بهذا القدر حسناً سألبي طلبها لاول مرة ، ليكن لها ذلك ربما لن يكون العناد حلاً أو قد اجد فيه ما ابحث عنه :
- حسناً سألتقي بهما .
انهيت طعامي وعدت الى فراشي كما كل يوم ، لكن هذه المره لدي شيء جديد لاقلق بشأنه ، لن انكر ألأمر لقد كنت سعيدة لأن هنالك شخص يرغب بالتعرف علي ، دخلت الى سريري وغطيت نفسي بالكامل ، جلست اتخيل كيف سيكون الغد ، هل هو الشخص المنشود ؟ لم استطع النوم تلك الليلة وانا افكر باستمرار كيف سادخل اين ساجلس ربما لن اعجبه .
الواحد والعشرين من ابرل عام 2021 الساعة 7:00 مسائاً .
لقد كان لدي وجه حسن برغم بشاعة جسدي الذي كانت تكسوه الشحوم في كل مكان ، اقترب موعد قدوم صديقة امي وابنها ، جهزت نفسي ظهرت لاول مرة منذ مدة اشبه الفتيات سعادة امي تجسدت في عينيها على شكل شيء يلمع ، (صوت جرس الباب) اسمع امي تلقي السلام على احدهم هل وصلوا؟ :
- رؤى ، هيا تعالي لألقاء التحية لقد وصل ضيوفنا .
القيت نظرة على الساعه كانت ال 8:00 مسائاً ، نزلت مسرعه لالقاء التحية ، لكن عقلي مشوش لسبب ما ، ما كنت سعيدة كما البارحة ، الم رأسي ما انفك مني ، دخلت لالقاء التحية ، كان رجلاً عادياً لم يكن به شي ء مميز ، كذلك لم يكن يشوبه شيء تبادلنا السلام وجلست باستقامة استمر بالتحديق نحوي كنت ارتجف من الخجل ، هذه اول مره امر بشعور كهذا ، شردت لوهلة ما الذي افعله الان ، خطر ذلك في ذهني وانتابني شعور مقرف غير قابل للوصف ، كنت اتمنى لو انني اركض مسرعه خارج الغرفة ، وسط اصوات ضحكاتهم ومديح امه المتواصل لي ، كنت اشعر برغبة في الاستفراغ ، كأن كل الكون اصبح صامتنا وصوت الانين وحده ما يوجد داخل رأسي ، اين كل حماسي البارحه ، لقد كنت سعيدة ماذا حدث ؟ مر الوقت ببطئ شديد لكن بطريقه تختلف عن الليلة السابقه ، كاد ان يقتلني ثقله ، ودعتهم امي اخيراً ، استطيع العودة لنفسي ، هرعت لخلع ملابسي وازالة مساحيق التجميل ودفن نفسي في سريري .
دخلت أمي لغرفتي وهي منتشية من السعادة :
- لقد اتصلت صديقتي بي مرة اخرى ، لقد اعجب الرجل بك انا سعيدة من اجلك .
- لكن من قال بأني اريد الزواج؟
ذهلت امي لمدة 10 ثواني كأنني قلت شيئا محرم ، وضعت يدها على فمها بذهول :
- لماذا لا تريدين الزواج ما العيب فيه ؟
- هو فقط لم يعجبني لا اريد الزواج منه .
- انتِ كبيرة بالعمر من سيقبل الزواج بك في سنك هذا ؟ ( وهي تصرخ علي بأغلى صوتها ) .
- لايهمني اذا لم يكونوا يرغبون بذلك انا لا اريد الزواج في المقام الاول اخرجي من غرفتي .
- ستظلين عانس ، لن تتزوجي الا وانتِ عجوز من شخص لديه الكثير من الاطفال اذا بقيتي بعنادك هذا .
- حسناً امي انا اقبل بذلك اخرجي (بصوت عالي )
خرجت امي وهي تستشيط غضبا من كلماتي .
مرت بالفعل ايام على هذا الامر ، لم تنفك امي عن فتح الموضوع مراراً وتكراراً لدرجة أنني فقدت شهيتي  ، لم تكن لي طاقة على النقاش كانت تصرخ علي في كل مرة يفتح هذا الموضوع تذكرني بشكلي وعمري وشخصيتي المتقلبة ... الثلاثين من ابرل الساعه 5:00 عصراً ... قررت ان امتثل لاوامر امي .

يتبع ...

نصفي ألآخر سأجدكDonde viven las historias. Descúbrelo ahora