وهج

36 0 0
                                    

لقد كان قرارا متعسفا مني , اردت الهرب من احاديث امي المستمرة عن ذات الامر , هل ستصدقني ان اخبرتها ما رأيت بداخله ؟ بالتأكيد لا ذلك سيتسبب باضافة لقب جديد الى قائمتي لذلك سأكون العانس البدينة متقلبة الطباع المجنونة , ولا اريد لذلك ان يحدث افضل ان اظل العانس البدينة متقلبة الطباع فقط , لم يكن الوحش الذي يسكنه عاديا , كان نهما يتوق لممارسة الجنس ويعشق الاموال الغير شرعية , كان له لون اسود معتم ذو هالة بنفسجية محمرة وجهه خالي من العيون والانف ذو ابتسامه بيضاء عريضة , كان يبتسم بخبث ويقول لي انتظري ماذا سيحدث , لم تكن ساعتان فقط بل كانت اسوأ ساعتان اقضيهما في حياتي .
ما كنت اتوقع بأن التفكير في القبول فقط سيجعل قلبي مثقلا لهذه الدرجة البشعة , كانت روحي تشتاط غضبا وتثور داخل جسدي , كيف اواسيها هذه المرة ؟
أما الشمس ترفض الشروق كأنها تخبرني بأنني سأبقى في هذا الظلام للأبد ان سلكت هذا الطريق , نهضت من سريري وذهبت الى دورة المياه لاغسل وجهي , توضأت للصلاة علها تخفف ثقل قلبي , لم اكن تلك الفتاة التي تصلي دائما , بل لم اكن اصلي ابدا هذا الامر الذي جعل من حولي يصفونني بالكافرة برغم انهم لايعرفون شيئا عن علاقتي بالله وكم هي متينة , علاقتي بالله من اسمى العلاقات التي يمكن لشخص ان يتخيلها , لقد احبني وانقذني في الكثير من المواقف , شعرت بوجوده في الكثير من المرات بل كنت اسمعه يحدثني ويطبطب على قلبي برفق , هذا الامر الذي جعلني كثيرة التحدث له , كلما شعرت بان هنالك شيء يؤذي قلبي اهرع له لمساعدتي وياله من احساس مذهل , ذلك القرب الذي كنت اتوق اليه مع البشر حظيت به مع الله , ايماني الناقص له بريق اشد من ايمانهم الزائف .
فرشت سجادة الصلاة وارتديت المحرم ذو اللون الاخضر الذي خاطته لي جدتي , وجلست ابكي...
تلك الحرقة التي تغلف روحي خرجت مني على شكل دموع لذلك كنت اشعر بان وجهي سيتقطع من شدة الحرارة وبدأت ادعي ... " اللهي اعلم بأنك تسمعني من السماء الان , واعلم بانك قادر مقتدر تقول للشيئ كن فيكن , اللهي بقلبي الذي يكاد يقع , اللهي بروحي المحترقة انزع هذه الرغبة مني , لا اريد ان اتوق لحب شخص مرة اخرى , ان كان هنالك ولو شخص واحد في هذه الكون سيحبني دعني التقي به هو فقط , استطيع الانتظار ل10 سنين لو تطلب الامر لكن لاتدعني اخوض هذه التجارب مرة اخرى , بعظمتك ياللهي" وانا اردد ارسل لي اشارة يالله ارسل لي اشارة .
صباح اليوم التالي ...
استيقضت بنشاط هذا اليوم على غير العادة كأني تلقيت رعاية الهية استجمعت شجاعتي هرعت بالذهاب الى غرفة امي لأخبرها بقراري :
-صباح الخير امي هل انت مستيقظة ؟
-نعم ماذا هناك؟
-اريد ان اخبرك بقراري , انا لا اريد الزواج ارجوك ان تفهميني
-حسنا ان لم ترغبي بذلك سأتصل اليوم بصديقتي لاخبرها بأنك رفضتي ذلك .
-امي ارجوك لم استطع النوم ليلة امس لا اريد .... ماذا قلت؟
-قلت لك حسنا
وقفت بذهول متعجبة من الذي سمعته , اردد على مسامعها ماذا قلت وهي تعيد بابتسامه حسنا , لا ليس حسنا اخبريني ماذا يجري كيف تغير كل هذا في ليلة واحدة , بالامس كنت تجلديني بالحديث , ظل عقلي مشغولا بهذه التساؤلات , مع عدم تصديق لما يجري.
كنت مازلت انتظر تلك الاشارة التي وعدني ربي بانه سيهبني اياها , لاكون اكثر دقه انا توسلته لم يعدني هو بشيء لكني اثق بانه سيلبي لي طلبي .
امي تناديني :
-رؤى انها الذكرى التاسعة لوفاة جدتك فلتقرأي لها القران .
-سأفعل ذلك بسرور امي .
هرعت لأفتح كتاب القرآن خاصتي ، كنت اقرأ سورة الانبياء ، صمتت لوهلة ورفعت رأسي للسماء بتنهد وسألته بان تكون اشارتي في هذه السورة القرآنية ، عدت لمواصلة القراءة لكن صعقت لما رأيت ، الاية التي توقفت عندها لأدعو الله بان يهبني إشارة كانت " لايحزنهم الفزع ألأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون " كان شيئاً من ضرب الخيال جلست ساعات لست استوعب ما حدث وكيف له ان يرد بتلك السرعة حتى ادركت بأنه الله .
التاسع والعشرين من ابرل عام 2021 الساعة 9:00 صباحاً.
بسبب طبيعتي الغير عادية فأنا استطيع ان ارى ماذا يوجد بداخل الناس من وحوش ، يوجد انواع مختلفة منها ، فكمثال يوجد ذلك النوع من الوحوش الذي يكون نهما للمال ، يجعل صاحبة قادر على فعل اي شيء في سبيل الحصول على الاموال كالقتل مثلاً ، ويوجد ايضاً ذلك النوع اخضر اللون الذي يتجسد بالغيرة المؤذية ، لايقوى صاحبه على تقبل ان هنالك اشخاص في هذا العالم افضل منه فيكيد المكائد لهم ، لا اعرف متى بدأ ذلك ، لكن ما اذكره بأنني كنت دائما هكذا ، يوجد الكثير من الانواع لكني كنت اميزها جميعاً بشكل غريب ، لذلك كنت لا اخرج من المنزل ابدأ ، شخصيتي كانت ترفض ذلك فكنت حين اتألم اواجه الالم عله يزول ، طبقت ذلك على تلك الوحوش ايضا فصرت اخرج كل يوم في التاسعة صباحاً لمواجهتها ، وانا اتمشى بالقرب من منزلي كان يومياً ربيعياً مع القليل من انسام البرودة التي تحرك اوراق الشجر بخفة جلست على احدى المقاعد تحت اشجار النخيل التي كانت مصطفة بانتظام على حافة الرصيف وانا اتأمل تلك الوحوش ، وسط الزحام لاحظت شخصاً يملك روحاً تلمع بطريقة نقية جداً له لون وردي باهت جذاب لم استطع ان اشيح بنظري بعيداً كان يجذبني نحوه ، لم يكن يحمل وحشاً بداخله ، اقتربت اكثر لأنظر بتمعن ، ثم شدني وسط الزحام بريق آخر له نفس اللون كانت فتاة جذابه لها وجه جميل ذو عيون بريئة و يدين صغيرتين بشكل غريب ، يالها من لوحة فنية جميلة تلك التي اراها امامي الان ، ارواح لم ارى لها مثيل من قبل خلال زحام الوحوش ذلك يتلألآن بطريقة ملفته كلما اقترب احدهما نحو الاخر تولدت خيوط من وهج اشعة ذلك البريق كأنها تود ان تتشابك لتنسجهما معا ، كلما اقتربا كلما زاد النسيج ، واصلا الاقتراب من بعضمها ظننت للوهلة الاولى انه متجه نحوها حتى افسد ظنوني بمروره بجانبها ، كهرباء تسري بكامل جسدي ، سقطت على الارض من هول ما رأيت ، لحظة مروره بجانبها نسجت ارواحهما معاً فتكون وحش ذو شكل لطيف لجزء من الثانية لو لا تركيزي لما استطعت ان اراه ، حاولت النهوض واذ بيد ناعمه تمتد نحوي انها تلك الفتاة صاحبة الاطراف الصغيرة :
-هل تأذيتِ؟
امسكت بيدها محاولة النهوض :
-لا انا بخير شكراً لمساعدتي .
-حسناً ماذا تقصدين بأنك تستطيعين رؤية الوحوش ؟
-من انت كيف عرفتي بأمر رؤيتي للوحوش .
-حسناً بما انك تستطيعين رؤية اشياء غريبة اذاً ستصدقين ان اخبرتك بأني استطيع قراءة الافكار ؟
يتبع ...

نصفي ألآخر سأجدكWhere stories live. Discover now