69 الثانية

15 1 0
                                    

جلسنا في المقهى , لم يكن من الصعب ملاحظة ملامح الحيرة تعتلي وجوهنا كانت واضحة جدا , قاطع شرودنا بصوته الخشن :
-لابد انكما مذهولتان ؟
-رؤى: لماذا تبدو هادئا جدا وكأنك تعرفها مسبقا
- هذا صحيح سبق وان التقيت بها عندما كنت في الثامنة من عمري , كنت الهو بجوار منزلنا انا واصدقائي في احد المنازل المهجورة , سمعت صوت تقطير ماء , حاولت تتبع الصوت لكن بلا جدوى كان الصوت في رأسي , ادرت وجهي قليلا واذ بها تمسكني منه , انه غير قابل للنسيان ذلك الوجه الضاحك , لكن يبدو الامر غريبا عندما اتذكره يبدو لي كأنه حلم او ذاكرة مشوشة هل يحدث لكما ذات الامر ؟
- تارين : اجل اشعر بوجود ذكريات كثيرة في رأسي تتدفق بصورة مشوشة وهذا يربكني
- رؤى : ربما لاننا تلقينا قدرا كبيرا من الافكار دفعة واحدة , لكن هل مايحدث حقيقي؟
- لقد راودتني الكوابس لفترة من الزمن بعد ذلك الحادث عندما كنت في الثامنة , في تلك الكوابيس رأيت شخصا يقف بجانبي يحمل بيده كتاباً مشع , بدت الصفحات فارغة لكنني كنت قادر على معرفة انها تحمل في طياتها شيئا ما ,انه ذات الكتاب الذي كانت تحمله تلك المرأة سابقا لهذا تبعتها للحصول عليه , كان يشبع بطريقة غريبة
- تارين : ربما تكون تلك قدرتك
- ماذا تقصدين بقدرتي ؟
شرحت له بتفصيل ممل عن تلك القدرات التي اشارت  لها مسبقا , بدا عليه الذهول كأنه لم يمر بما مررنا به .
- رؤى : بعد محادثتنا الجميلة هذه ربما سيحق لي ان اسال عن اسمك
- - بالتأكيد انا ادعى سامي
- -تارين : هل استطيع مناداتك بصاحب العيون الطويل ؟ ( بصوت عفوي ضاحك )
قررنا البحث عن امر تلك الذكريات التي رأيناها , اخبر كل منا الاخر بما رأى وتوصلنا لنقطة مشتركة في كل تلك الذكريا , ربما تارين وسامي لديهما تواصل بطريقة ما لازلنا نجهل الامر , لكن بالتاكيد ذلك الشعاع المتشابك وهما يجلسان امامي كاد ان يعمي عينان لم يكن شيء نستطيع تجاهله , بعد ان ادركنا انا وتارين بأننا خضنا حياة متشابه في كل الجوانب كان يؤرقنا امر بأن سامي لم يحدث معه شي مما ذكرنا , ما رأينا في ذكرياتنا هو أننا كنا نتعرض لحوادث مميتة بشكل دوري في تاريخ معين لكن تلك الحوادث توقفت فجأة عن الحدوث في عمر الخمس سنوات , ربما كنا نفقد الحياة فعلا, لانني في كل مرة كنت ارى الشخص الذي تحدث عنه سامي يحمل بيده اليسرى ظلام وبيده اليمنى نورا مشع ذو لون ارجواني , يحمل القليل من النور يضعه في عيناي فأستيقض على الفور .
روت تارين ذات الاحداث , كان الاختلاف الوحيد لون النور المشع لون وردي يقوم بوضعه في اذنيها , لكن كان لسامي قصة مختلفة تماما هو لم يمر بحوادث مميته لكنه كان يمر بنوبات الم بشكل دوري سنويا بذات التاريخ الذي كانت تتعرض فيه تارين لحادث بالاضافة الى انه كان يرى حلما عن ذلك الشخص ياخذ من نقطة في رأسة قليلا من النور ذلك النور الوردي المشع .
جلست الليل بأكمله افكر عن سبب توقف تلك الحوادث المميته لنا انا وتارين لكنني لم اجد شيء يقنعني , حتى تذكرت بأن امي في تلك السنة عندما تعرضت لحادث لكنني لم اعد للحياة كما يحدث في كل مرة ، هرعت امي لتأدية القسم المقدس "ينص ذلك القسم على انها ستقدم قربانا تؤخذ روحه بدلا مني في تاريخ 7\7 من كل سنة على ان الطخ نفسي بدم ذلك القربان " كنت اتعجب كيف ان امي لم تنسى ذلك القسم ولا لمرة واحده , كان ذلك التاريخ هو اكثر شيئ تخشاه امي .
هرعت لهاتفي ابحث عن رقم تارين لاتصل بها واسالها ان كانت قد مرت بشي مشابه , لكنها لم تكن تتذكر فجأة  تذكرت امر حادث سيارة حدثلها بعمر الخامسة مع والدها , لم تستطع ان تمشي بسبب ذلك الحادث لسنة كاملة وخلال تلك السنة لم تلتقي بوالدها ابدا , جميع من في البيت اخبرها بانه مسافر في رحلة عمل ، بدأنا نتناقش في الامر الى ان ادركت تارين بان والدها في كل سنة يختفي في الشهر الخامس من كل عام ولا يظهر الا بعد انقضائة :
- رؤى: لا اعتقد بان اختفائه محظ مصادفة
- تارين : ربما افهم الامر قليلا الان قد يكون ادى ذلك القسم المقدس لانقاذي
- رؤى : تارين لقد تذكرت شيئاً , هل تذكرين ماذا قالت لي تلك المرأة عن الوقت الذي امضيته ؟
- تارين : كنت افكر بذات الامر كيف من الممكن وجود 69 ثانية ؟ هل اخطأت ؟

يتبع  ....

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 24, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

نصفي ألآخر سأجدكWhere stories live. Discover now