مقدمة

2.1K 98 17
                                    

داخل غرفة التشريح، بمشرحة زينهم، يقف خالد والمأمور أمام جثة موضوعة على المنضدة، وخالد على غير عادته أثناء التشريح، يرتدي كمامة، وكذلك المأمور، وأمامهما على المنضدة تلك الجثة المتحولة على هيئة قرد، ولكنها عارية، وخالد يمسك يد الجثة المشعرة، ويشير بمشرط جراحي إلى شيء ما، قائلا للمأمور :

- " لم أر كائنا من تلك الفصيلة قط.. كائن يمتلك في يده ثلاثة أصابع، يشبهون المخالب."

رد المأمور بقرف:

" ولن ترى، لولا علاقات قريبي الضابط بأمن الدولة، لما استطعنا أن ننقل تلك الجثة إلى هنا، لتشريحها سرا."

أعاد خالد اليد لموضعها، وأمسك الرأس، الذي يشبه
رأس القرد، ولكنه أوضح التفاصيل، ويميل للبشر، مع كثافة بشعر الرأس ووجود أنف أقنى.
أمسك بالرأس، وأزاح بعض الشعر الكثيف وهو يقول:

"هناك قرون صغيرة لهذا الكائن الغريب، لم أر مثلها من قبل "

وضع الرأس، ثم أشار للأقدام :

- " وأقدام تكوينها يقترب من تكوين أقدام الجدي، بحوافر واضحة "

- " كيف ستبدأ تشريح هذا الكائن؟ "

" سأبدأ بالرأس، وبالتحديد الفم."

أمسك بالفم، وفتحه بصعوبة، فانفتح الفم بقوة، بمسافة غربية، وظهرت منه أسنان كثيرة طويلة.
أما نهايتي الفم، فكانتا تقتربان من الأذن، التي تشبه أذن الحصان، قال خالد:

' الفم تزيد عدد أسنانه عن الأسنان العادية ، بـــ ..."

أخذ يعد الأسنان.. وهو يعدهم فجأة..... فتح الكائن عينيه! فتراجع المأمور رعبا وهو يشهق.
نظر له خالد بهدوء وقال:

"لا تخف, هذا ردة فعل للجثة، فهي تتحول من وقت لآخر من حالة التصلب, إلى حالة الارتخاء والعكس"

هدأ المأمور قليلا، بينما نظر خالد إلى الجثة مرة أخرى وهـو يتفحص الأسنان.
فـجـأة تحركـت يـد الكـائن, ولـطـم وجـه خالد بمخالبه فانفجرت الدماء من خده الأيمن، وسقطت كمامته.
تراجع المأمور للوراء خطوة وهو يخلع كمامته بحركة تلقائية, وخالد يتراجع ممسكا جرحه والصدمة تسيطر عليه.
نهض الكائن بسرعة من على منضدة التشريح, ووقف على الأرض بقامته القصيرة, نظر حوله يتأمل الغرفة ثم رمق خالد والمأمور, أغمض عينيه وملامح وجهه تختفي ببطء, ليحل محلها ملامح وجه المأمور، ظل محتفظا بلون جلد وجهه وهو يتغير, حتى اختفت الأذنان والقرنان وأصبح وجهه كوجه المامور.

تلون الجلد ليصبح قريبا من لون جلد المأمور, خرج من جسده صوت كطقطقة العظام وتكسرها, بينما قدماه تستطيل ببطء.
فجأة انفتح باب غرفة المشرحة بقوة, ودخل حامد وعلى وجهه علامات الوقار, وهو يقول بصوت جهوري مقتربا من الكائن :

"دخول الحمام ليس كخروجه أيها الغول، كنت تريد قتـل صـديق حامد, وأنت لا تعرف من هو حام......"

فجأة تعثر حامد, ووقع على وجهه مطلقا صرخة ألم, نظر له الكائن بدهشة لثوان, فرفع حامد وجهه وهو مازال على الأرض وقال:

"والنبي لا تهاجم يا كابتن حتى أنهض"

لم يفهم الكائن, هل حامد يمزح أم يتكلم بجدية؛ صرخ حامد وهو ينظر باتجاه الباب:

"هيا يا رحيم لنقض عليه!"

نظر الكائن للباب, ثم لحامد مندهشا فصرخ حامد مرة أخرى:

"هيا يا رحيم لنقض عليه قبل أن يغتصبني".

دخل عماد وبجواره يصفيدش, بهيئة بشرية لرجل في الأربعين, نظر الكائن ليصفيدش برعب؛ بينما أشار الأخير بيده اليمنى ناحية الكائن, وقال كأنه يحدث أحدا ً بجانبه:

-"كبلوه وانقلوه معنا"

تصاعد دخان حـول الكائن وغطاه، فصرخ حتى تلاشـى صـوته بينما الدخان يغطيه ثم ينزاح ليترك موضعه خاليا.

نظر يصفيدش للمأمور المذهول, وقال مبتسما:

"ألم أقل لك, أن لا تتدخل في تلك القضية؟"

قال المأمور بصوت منقطع:
" من أنت؟"

"أنا رجل من الجان, ولي عندك حاجة.. هل تتذكرني؟"

اتسعت عينا المأمور فزعا, هنا سمع حامد وهو مازال على الأرض, صوت رحيم في أذنه يقول له ساخرا:

"ما ذلك العرض الذي قمت به عند دخولك, لم يبق إلا أن تنادي علي : افتح يا مازینجر!"

-"هل كنت ستأتي لو قلت لك افتح يا مازینجر؟"

قالها حامد فنظر له الجميع, فابتسم لهم وغادر يصفيدش الغرفة, وهو يقول :

" سأزورك مرة أخرى أيها المأمور, وأنت يا عماد اجلب حامد الأهطل هذا معك وهيا بنا، لا وقت لدينا لنضيعه"


««««« »»»»»

العائد  للكاتب : حسن الجنديOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz