الفَصلُ الأول|وَهج

675 75 119
                                    

"إِنتِباه!"،المُعلمُ صَاح بِتَجهُم فَورَ دُلوفهِ الفَصل صافِعًا البابَ ذُو الصَريرِ العَالِي.


"تِشُوي بُومِقيو،قِف حالًا!"،قالَ بَينما يَخطُّ أرقامًا عَلى السَبورَة ولَم يُكلِف ذاتهُ عَناءَ الإِلتفافِ لِطويلِ القامة.

"سببٌ مُقنعٌ لِتغَيُبك عن إِختبارِ الفِيزيَاء؟"، 'سؤالٌ مُتوقعْ'، هَكذا تمتَم في دَواخِله،رغَم دوامةِ الأَفكارِ التِي عَصفت بِه بالأَمسِ في مُحاولةٍ لفهِم الحَياة،كَان عليهِ التَجهُز صباحًا بعذرٍ مَقبولٍ لأن تغَيبهُ بحدِ ذاتِه يُدخله في زوبَعةٍ أردَأ مِن الحَياةِ ذاتها.

بُومِقيو ولحدٍ ما يُشبهُ كِتابًا عَتِيقًا،يَحتَوي بِداخلهِ عَلى الكَثيرِ مِن الكَلِمات لكِنهُ يصمتُ فحسب.

ورقةٌ ضَمَّت بِسطحِها طاوِلةَ المَكتب،"مَريضٌ إذًا؟"،الأُستاذُ أَردَف بِنوعٍ مِنَ الشَّك فالماثِلُ أمامهُ يَبدُوا بأَفضلِ حالاتِه فأنَّى لهُ أن يَكُون عَلِيلًا؟.

الفَحمِيُ إِنحَنى سالِكًا الطَرِيقَ الأَسرعَ لمِقعدِه ومَا كَادَ أن يستقِرَّ عَليهِ حَتى لَفت إِنتباهَهُ شيىءٌ ما.

كشُعلةٍ في وسطِ الظَلامِ وَمضَت وما الظَلامُ غَير صدرِ ذلِكَ الشَخص.

بأَنظارهِ يتَرقبُ أيَّ ردَة فعلٍ مُتفاجِئةً لكِنهُ بدى أحمقًا بِشكلهِ هذا فَقط.

"بُومِقيُو،أيُمكنُك الجُلوس لُطفًا؟،لا أستَطيعُ النَظر وأنتَ واقِفٌ هَكذا!"،زميلتهُ بالخَلفِ تَحدَثت بِنوعٍ مِنَ الخَجِل بعدَ أن إِستدَار ناحِيتها يُحَدقُ فِيها.

'لا تَبدُوا مُرتبكةً أو خائِفة'،فَكَّر وقَبع عَلى مِقعدهِ بإِعصارٍ جَديدٍ مِن دَواخِله المُتَناثِرة.

----------

هالاتٌ سَوداءٌ إِستقَرت أَسفلَ جَفنيهِ اللذينِ يتذللا بإِستمرارٍ ليُغلقا،كَان مِن الواضحِ أنهُ قَضى لَيلتهُ بينَ أمواجِ أفكارهِ المُتضارِبة،يضعُ قراراتٍ لكلٍ مِنها إِحتمالات،فهَا هُو بينَ أمرَين،الصَمتُ أمامَ ما يحدُثُ قبالَتهُ مِن عَجائِب أو الإِندفاعُ ليلهَج بما يُبصرِ ليكُون وقتَها مُختلًا.

بدى الخِيارُ الأولُ أخَّفَ عَواقِبًا كَما لو أنهُ يصرخُ بإِختِياره،وبعَدَ النَظرِ في الأمرِ بشكلٍ أعمَق هُو فَكَّر أن بَني صَفه أَغبَى من أن يَتكَتموا عَلى مَوضوعٍ كَهذا.

"نَظراً لتغَيُب مُعلمِ الكِيمياء فالحِصةُ الأولَى شاغِرة"،أردفَ مُعلمُ الأَحياءِ قَبلَ أن يَتخِذَ من المِقعدِ ملجأً وتَابع "حاوِلوا عَدم إِصدارِ ضجِيجٍ في الأَرجاء وإِبحَثُوا عن مُفيدٍ لِتفَعلوه".

مُـنـهَك.Where stories live. Discover now