|6|

27 20 2
                                    

أمسكت الكتاب بكلتا يدي تحت ضوء القمر الساطع حاولت تجاهل الحركة حولي ،  و ملأت رئتاي بالاوكسجين في شهيق طويل مغمضا عيني ثم قرأت تلك الجملة المعقدة لكن ..
لم يحدث شيء قط ، وضعت الكتاب في حقيبتي عازما العودة إلى وسادتي
فجأة توقفت حين احسست بألم يسري على طول عمودي الفقري ، اختل توازني و سقطت أرضا ، اهتاج تنفسي و  أحسست بعروقي تحترق داخلي نظرت إلى يدي كانت أوردتي و شراييني زرقاء اللون و تحرقني بشدة ، صرخت بشدة و  بقوة ، الالم تمكن مني و لم استطع المقاومة استسلم جسدي لذلك الالم و القى بنفسه للأرض
نظرت إلى جانبي كان ذلك الكتاب الغريب يشع نورا ارجوانيا  ساطعا يمتزج مع لون شراييني الزرقاء معطيا لونا جميلا استمر لدقائق طويلة ،  لقد استطعت رؤية ذلك حينما فقدت احساسي كاملا  و بعدها وعيي
فتحت عيني متثاقلا ، استطعت تحريك جسدي و النهوض حدقت بفراغ في تلك الغرفة و تلك النافذة لدقائق طويلة ثم جمعت أغراضي و عدت إلى المنزل
لقد كان حقيقيا لقد شعرت بكل حرقة الم و بكل ما رأيته لقد أحسست بكل شيء
لا احتاج لتلك الأدوية انا لست مجنونا لكن هل سيصدق طبيبي النفسي هذا؟  بالطبع لا ، من صغري يقول انني مجنون و حتى مع فقدان ذاكرتي يقول انني سأكون كما كنت سابقا "اي مجنون " بالطبع لا احد سيصدق هذا لكنني احتجت للحديث مع أحد و لم أكن اطلب نصيحته أو رأيه
سأبحث بنفسي
بحثت عن مصادر الكتاب لكن ما من أثر لأي شيء لكنني متيقن بأن هناك شيئا غريب متعلق به
اثناء انغماسي بالتفكير طيلة الليل و عند الساعة الثانية عشر و النصف تحديدا طرق أحدهم بابي
توترت قليلا لان لا زوار لي و خاصة في هذا الوقت
في البداية ظننت أنني اتوهم لكن بعدها ازداد الطرق
فتحت الباب  << ماذا تريد ؟>> نطقت مع زفير ارتياح و قليل من التساؤل الممزوج ببعض الغضب اظن انه الاستياء لا الغضب ، لا اعلم فقط شعرت بذلك الشعور عندما نرى شخصا لا تود رؤيته
لم يجب ،دخل دون استئذان ووقف في منتصف الغرفة و نبس هامسا<< هل تريد تفسير لما يحدث معك ؟>>
أخفيت توتري و ازدادت تساؤلاتي اقتربت قليلا منه  << من اين لك العلم بما يحدث معي ؟ >>  سألته

استدار بسرعة و ابتسم ابتسامة فارغة  << لا يهم ، لنتحدث قليلا أدريان رينْ ، اين الكتاب اعرف أنه لديك ؟ اقصد كتاب تاريخ اوديلاتال بالطبع >> أنهى كلامه بغمزة و جلس على الكنبة و هو يحدق بي
لقد شعرت  بالتوتر الذي لم أشعر به من قبل
لكن مضت تلك الليلة على خير 
في المساء التالي توجهت إلى المدرسة  شعرت برغبة كبيرة بالرسم و مدرستنا تحتوي اروع ما يمكن رسمه
تجولت قليلا ثم تبادر  إلى ذهني فجأة ذلك الطابق المحظور ، سحبتني قدمي اليه بعد نصف ساعة من البحث في تلك المدرسة العملاقة
كان كأي طابق ممرات و غرف ، لفت انتباهي باب مختلف عن البقية ، عند ملامسة يدي لمقبض بابه أحسست بشيء غريب بنوع من الحماسة لمعرفه المجهول
دخلت و كانت غرفة فارغة قديمة
كانت النافذة مطلة على المدينة كاملة و النسيم منها ينعش رئتاي ، وقفت متأملا المنظر الرائع ، فزعت أثناء شرود ذهني و من النافذة المفتوحة على شميم البلدة العابق دخلت فراشة ليلٍ دائخة و خدرة من برد الخارج    ووقفت على رسغ يدي الأيسر بجانب الوشم الذي وضعته على يدي من زمن طويل ،
لقد كانت من اندر انواع الفراشات.
تأملتها بهدوء مستمتعا بجمالها ثم حلقت مبتعدة ، شعرت بحكة غريبة في  يدي ، ثم بحركة خلفي
استدرت بسرعة كان شيء يظهر من العدم  من لا شيء ظهرت بوابة  بقضبان حديدية ذهبية و عليها نقوش لأشخاص ،ثم فُتحت على مصرعيها ، كان اللاشيء داخلها
لكنني دخلت بنوع من غباء الشجاعة
نزلت ذلك الدرج المحاط بالغيوم الارجوانية من كلا جانبيه
هل هذا عالم موازي أو شيء من هذا القبيل ؟ دارت آلاف الأسئلة في عقلي و الدهشة لم تسمح للخوف من المجهول بالتقدم
تفحصت المكان أنه مهدم عدا عن بعض المنازل الصغيرة
و قصر رائع الجمال و ضخم جدا و بناء كبير أيضا
تجولت قليلا كانت الشمس دافئة و السماء زرقاء بغيوم ارجوانية  رائعة الجمال
كانت الالوان الغالبة على المكان هي الازرق الفاتح و الغامق و الأرجواني أيضا الفاتح و الغامق و الاسود
لم اقترب كثير حتى لا اظهر وجودي لأنني لا اعلم ما الذي قد يكون فيها من بشر أو أشياء اخرى لا اعلم
اختبأت في مكان آمن  ، أحسست بأن طاقتي تستنزف مع كل نفسٍ آخذه ثم تاه خيالي في جعل هذا المكان كما اتصوره جميل و رائع ثم  غططت بالنوم 
فتحت عيني و القيت نظرات خاطفة على ما حولي
لقد اختفى الباب و تكاثفت الغيوم أكثر
وقفت ببطئ اثر دهشتي من تغير المكان ، لقد أصبح اجمل و تفتح الكثير من الزهور ، و ازداد عدد المنازل و ظهرت أماكن ضخمة أيضا  ، هل نقلني أحد من المكان الذي غفوت فيه ؟
سارعت خطاي في استكشاف المكان
ابتعدت كثيرا ، و اصبحت بمكان شبه معزول ،كان هناك بناء ضخم جدا بشكل مكعب  لونه اصفر
ذكرني هذا اللون بسوءه في عالم اوديلاتال حيث يسجن المذنبون و الخونة و المجرمون في مكان اصفر كهذا
اقتربت منه كثيرا حتى وصلت إلى نافذة متوسطة الحجم عليه قضبان حديدية ، الم تفجر في رأسي على حين غرة جعلني اسقط أرضا و أئن من الألم ،
فجأة اختفى كل الألم و كأنه لم يكن من الأساس  لكن بدأت أشعر أن هناك من يتحدث معي في داخلي لان اذني لم تلتقط اي صوت بجانبها
استمعت بعناية شديدة كان كالبكاء ، الترجي ،و الألم ، الممزوج ببحة صوت ناعمة تائهة و يائسة
،<< مشيتُ إليك عبر  موسيقى ..
لم يكن بيننآ طُرقآت أو شوآرع! ، رغبة ملحة لي بسماع صوتك و لمس يديك الناعمتين و عناق  شديد ، لا اعلم لماذا مازلت هنا لكنني أؤمن أنني حية بداخلك ، متى تتذكرني؟ بت اظن أنه لا يمكن  لـهذه الـأرض أن تـصنـع لـنا مكـانــاً صـغيـراً لـنلتقي  ، ‏ كُنت أجلس صامتة أفكر فيك بأعلى صوتي  فهل تسمعني ؟>>

عالم أوديلاتال Where stories live. Discover now