|9|

25 15 7
                                    


مشيت بين حشود الناس المجمعة ناحية الجزء المحظور من العالم ، فتى الفراولة هنا رائحته مميزة له اينما ذهب
كان واقفا مع كايلا ينظران بدهشة للافق ، حينما وصلت للمقدمة وقفت ساكنا دون حراك لثوانٍ و عيني مفتوحتين  على مصرعيهما  ،(  الجزء المحظور أنه كما تخيلته أمس)  .تمتمت بهمس لنفسي
إنه جميل ، لقد أصبح ما تخيلته حقيقة ، انا اعيد بناء عالمي الخاص بخيالي  زفرت بدهشة الحقيقة التي تتوضح أمام عيني
حاولت الابتعاد و عدم لفت الإنتباه و خاصة العاشقين بجانبي  ثم و منذ متى يمسك بيدها دون أن يحمر خجلاً !؟
امس و طوال الليل و هو يضحك كالطفل الصغير و. يحمر خجلاً  لانه اعترف لها بحبه  بعد طول عناء تأكده من مشاعره  ،و كان الرد إيجابيا
يا له من فتى فراولة .... احبها قبل أن يراها حتى.

هو لطيف نوعا ما ، أنه يحدثني عن يومه و ماذا فعل و خصوصياته ، لا يزعجني سماعه يتحدث لساعات ، على الأقل هو يعرف حدودي ولا يتجاوزها و هذا يجعله لطيف بنظري ، لكن الأمر الذي لم استطع تفسيره ، كيف له رائحة الفراولة تلك.؟ اقسم أنه بالكاد يأكل حبة فراولة عند الفطور ، فكأس الشاي خاصته لا يبدله بشيء .
أما باقي الوجبات فهي خالية من الفواكه و خصوصا الفراولة في هذه المدرسة
تفحصت علبة الشامبو خاصته و كانت بلا رائحة و لا لون حتى
تبا فضولي يلح بالمعرفة .
تجولت في المدرسة عدة مرات و اكتشفت أن في جانبها القبلي مكتبة اضخم من أضخم مكتبة رأيتها ، تبعد عن مبنى الدراسة عشرون دقيقة من السير ببطئ بين أشجار الغابة الضخمة ، كنت اسير و أتساءل عن وضعي للمدرسة في وسط غابة وارفة الأشجار و منتوعة و النباتات .
يبدو و منذ طفولتي احب الوحدة و الكتب بالإضافة للطبيعة  .
كانت المكتبة بشكل أسطواني و طويلة جدا ،
و هل كنت متأثر بقصة ربانزل ؟

، لها باب خشبي قديم ، لم يكن فيها غير الأرضية دون رفوف تملئها الكتب ، السعادة بدأت تلمع في عيني و ابتسامة رُسمت على شفتي سقطت لسماعي صوت مألوف خلفي ، ستيلا تلك صديقة آرون تتمتم  بصوت خافت ....  منسجمة فيما تقرا أو تبحث لان أمامها كتب كثير تنتقل من صفحة لأخرى و من كتاب لآخر و تدون اشياء كالملاحظات ، انتقيت كتابا عشوائياً و جلست بكرسي خلفها مباشرة ، تحدثت كثير و لم افهم نصف ما قالته لكن مما فهمته أنها تبحث عن الصانع ، اي عني ، قاطعني عن استراقي السمع لستيلا صوت تحرك الكرسي الذي بجانبي علامة انضممام شخص ما للطاولة ، عدلت من جلستي و نظرت الجالسة امامي ، كانت فتاة بشعر فاحم قصير تحدق بي
هل هي معجبة أخرى ؟ يا إلهي ، هل أنا الوحيد الذي يجذب الفتيات هنا ؟ سأتقيأ ... لا أقصد أنني اكره الفتيات لكن لا اعلم فقط لا .. لا اعلم.

انحنت و أسندت يديها على الطاولة مقتربة مني
حاولت التراجع لكن المساحة انتهت ولا مفر لي
توقفت عن الهرب من تحديقها من النظر بالكتاب و
رفعت بصري لانظر مطولاً بعينيها الخضراء الداكنة
قالت بابتسامة هامسة << كيف حال سيدي ؟ >>
تصنمت مكاني ،كأنني رُميت بماءٍ بارد
نظرت لها بريبة و شك ، هل هي تراقبني لماذا لم أرها ؟ يستحيل أن تكون متخفية مثلا !
جلست بنفس وضعيتها و انحنيت على الطاولة و قلت لها هامساً << من انتٍ ؟ و  >> قاطعتني فجأة << اعتذر عن مقاطعتك لكن اعلم جيدا  ماذا ستقول ، لذلك سأتكلم وحدي >> رمقتها بنظرة غاضبة حادة
<< سيدي انا بيل رومانوڤ  ، ابنة باسكالا سيد الأرض ، انا مرسلة من قبل الآلهة الأربعة و السيدة إيزاميلدا لهذه المدرسة من اجلك سيدي ، لا استطيع الحديث هنا أكثر لان هناك من يبحث عنك و ليس من الآمن الحديث هنا  و قالت لي السيدة اوريا أن أحذرك من الوثوق بأي شخص عشوائي غيرنا ،  لقد تاخرت في الوصول إليك اعتذر
أما الآن وقد وصلّت رسالتي يجب أن أذهب فهل  يمكنني الرحيل الان سيدي ؟ >> أنهت حديثها و استأذنت الرحيل ، اومأت برأسي لتتركني اتكلم مع ظلي بهدوء

عالم أوديلاتال Where stories live. Discover now