الجزء الاول

4K 129 32
                                    

الجزء الاول من قصه (( العاشق )) 

كانت تقف أمام المرآه بكامل ملابسها و حجابها تنظر الى المرآه  بتركيز شديد و من يراها يظن انها شارده لكنها واعيه بكل كيانها لتلك اللحظه التى سيظهر فيها ككل يوم فى ذلك الموعد التى لم تعد تتخيل يومها بدون ذلك الوقت المخصص له هو فقط لقد اعتادت على ظهوره المفاجىء بل انها بدأت فى متابعه وقت ظهوره حتى اصبحت تنتظره كل مره ... تذكرت اول مره ظهر لها بعد الكثير من المواقف الغريبه التى كانت تحدث معها ... كسماعها لصوت انفاس قريبه منها ... حراره عاليه فى بعض الاوقات ... و ايضا بعض الهمسات ... احلام غريبه ... و احيانا تجد نفسها تسير من طريق لاول مره و بعدها تكتشف حدوث حادث كبير فى طريقها المعتاد اشياء كثيره من هذه الامور ... و لكن اصعبهم حين ظهر لها و لاول مره فى المرآه
ابتسمت حين بدأت ملامحه تتضح امامها
عيونه شديده السواد و شعره الفحمي و شفتيه العريضتين وجهه الاسمر ابتسامته الساحره
- لم اعد افاجئك اليس كذلك ؟
- طوال يومي انتظر موعدك بشوق كبير
سألها بابتسامته المميزه لتجيبه بابتسامه مشابهه ... ليغادر حاجز المرآه و وقف امامها و هو يقول
- مازال والدك يصر على ذلك الشخص المتقدم لخطبتك
اومئت بنعم بحزن شديد ليقول هو بحنان
- لا تحزني حبيبتي ... رئبال معك
قطبت جبينها بحيره و عدم فهم ليبتسم ابتسامه واثقه ثم اشار الى الباب لتسمع طرقات على الباب و دخول والدها لتتوتر و كاد قلبها يتوقف عن النبض الا انه همس فى اذنها قائلا
- لا تقلقي لا يراني
لتبتسم فى وجه والدها الذي قال باندهاش
- ما هذه الملابس ؟ الى اين انت ذاهبه فى هذا الوقت ؟!
لتنتبه انها ترتدي ملابس الخروج لتقول بابتسامه صغيره
- لا شىء كنت اجرب تلك الملابس فقط حتى لا أتأخر غدا فى اختيار ما سأرتديه 
ليومىء بنعم و توجه ليجلس على السرير ليجلس رئبال جانبه و هو يبتسم بثقه لتكتم ضحكاتها بصعوبه ليقول والدها
- لقد اعدت التفكير فى امر العريس
- يا والدي
رفع يديه ليسكت سيل كلماتها و هو يقول
- ارى عدم اقتناعك به و رفضك الواضح و انا ايضا لدي شعور سىء حيال الامر و لا اشعر بالراحه
لتنظر الى رئبال باندهاش ليرفع ياقه قميصه الابيض بغرور لتقول هى بسعاده
- هل ما سمعته حقيقه  ؟!
- اجل ليس لدي اغلى منك و لا اهتم لشىء فى تلك الحياه الا انت ...انت كل ما املك فى تلك الحياه
لتقترب منه تضمه بقوه و قالت بسعاده
- اشكرك ... اشكرك يا ابي
و عيونها تنظر الى رئبال و همست
- اشكرك
ليغمز لها بشقاوه و ارسل لها قبله فى الهواء لتخبىء وجهها فى عنق والدها الذي ظل يربت على ظهرها بحنان و هو يشعر بالحيره من نفسه و مما قام به لكنه شعر بما قال فقاله مباشره دون تفكير و كأن قوه خفيفه دفعته لذلك
بعد عده ثوان غادر والدها الغرفه لتنظر اليه ليقول هو بابتسامه صغيره و لكن فى عمق عينيه حزن شعرت به انه سيتحدث فى نفس الامر ذاك احساسها و هو حققه دون تأخير
- حان الوقت الان نورا لتحددي موقفك مني و من علاقتنا و لتعلمي ان قرارك ملك يديك كما قلبي ... لكن لتعلمي ايضا ان الاختيار الان اصبح حتمي و واجب 
و مر من حاجز المرآه من جديد و نظر اليها بابتسامته المميزه وقال
- الى اللقاء حبيبتي .. لا تنسي موعدنا
و اختفى تمامًا لتنفخ الهواء بضيق و الحيره ترتسم على وجهها ككل مره لا تعلم ما الصواب و ما الخطىء و ماذا عليها ان تفعل و ما هو الاختيار

يُتبع

العاشق بقلمي ساره مجدي Where stories live. Discover now