الجزء الثامن

588 48 11
                                    

الجزء الثامن من (( العاشق ))

و في ظلام هذا الليل ظهر ضوء كبير نابع من دائره النار التي تحيط ذلك الجسد المعلق فى الهواء عيونه معلقه بالسماء بيضاء بشكل يجعل قلبك يرتجف خوفا اذا نظرت اليه
جسده يرتجف بقوه و الدماء تسيل من قدمه تختلط بتلك الدماء التى تغرق النجمه الخماسيه اسفله و حين اكتملت جميع اركان النجمه و اكتفت من الدماء بدء جسده يهتز بقوه و يصدر منه صوت عالي بكلمات غير مفهومه و ظل طويل و كبير يظهر خلفه كأنه جزء منه لا يتجزء و خلال دقائق كانت كل الدماء اختفت و الجسد بدء فى الاسترخاء و التمدد أرضًا و كأن هناك من يضعه أرضًا برفق مرت دقائق اخرى حتى فتح عينيه التى لمعت باللون الاحمر الناري  ثم عادت للونها الطبيعي من جديد
وقف على قدميه و بدء فى نفض ملابسه من الغبار العالق
بها ثم وقف ينظر الى الافق الخالي تماما فى وسط هذا الظلام الدامس و يرى كل شىء بوضوح و كانه يقف فى منتصف النهار و الشمس تنير كل الاماكن 
و حين تنظر اليه ستجد الوجه نفس الوجه لكن زاد جمالًا و جاذبيه و جسده اصبح اقوى و كأنه منذ سنوات يمارس الرياضه حتى يصبح متناسق الجسد بهذا الشكل
ليتردد ذلك الصوت قائلا
- رهن أشارتك يا سيدي
ليبتسم ابتسامه واسعه واثقه و قال بقوه
- لننهي الامر اذا
و تحرك عابرًا فوق ذلك الجسد الذي فارق الحياه دون رحمه ذاهبًا لتحقيق حلمه و ما سعى اليه طوال حياته
~~~~~~~~~~~~~~~
فى صباح اليوم التالي كانت الشرطه تجتمع حول جسد فتاه قد ابلغ عن وجودها احد المارة حين تفاجىء بها فى طريقه الى العمل ... و من كانت صدمته حين رأها جعله خائف و مازال كما هو ينتفض جسده برعب كبير ... و حين حضرت الشرطه كانت الصدمه الحقيقه للجميع الجثه قد قطعت راسها و غير موجوده بجانب الجثه او فى مكان قريب و كأنها اختفت تمامًا
و الجثه ملقاه جوار احدى المصارف بين اكوام من القمامه ... يديها مقيده خلف ظهرها كذلك قدميها و عند اماكن النبض فى جسدها هناك جرح كبير نازف
الجميع يشعر بالاندهاش و الصدمه خاصه مع عدم وجود اى دليل او أداه الجريمه و ايضا شكل الجسد و لونه و هذا ما سيوضحه تقرير  الطب الشرعي
~~~~~~~~~~~
كانت تجلس بجانب والدتها على طاوله الطعام
حين انتفض جسدها و بدأت تهتز بقوه حتى وقعت  ارضا امام والديها الذان يعجزان تمامًا عن مساعدتها
ذراعيها و ساقيها فى حاله تشنج ترتعش بقوه و يصدر عنها صوت قوي و كأنها تتحدث لكن لا يفهمون ما تقول او يحدث
طرقات سريعه و متلاحقه على الباب جعلت سلام يترك مكانه جوار ابنته و توجه ليفتح لصاحب الطرقات الذي كان بلال لا غيره ... كانت نظرات سلام مندهشه و قابلها بلال بنظرات قويه و هو يقول 
- لماذا لم تتصلوا بي ؟
و ترك سلام فى مكانه و دلف الى الداخل سريعا جثى على ركبتيه امام نورا التي اصبحت بفم ملوي و اصابع يديها ملتويه الى الاعلي بشكل مخيف جعلت والدتها تبتعد عنها بخوف
و ايضا عروق يديها جميعها نافره و واضحه للجميع بشكل يثير الخوف و الرعب 
نظر بلال الى والدتها و قال
- اريد بعض الماء و غطاء ... اسرعي
اومئت بنعم و هى تغادر لتحضر ما طلب و جسدها يرتعش بخوف ... ليبدء هو فى اخراج حقنه و بدء فى تعبئتها و قال بأمر و هو ينظر الى سلام الذي يشعر بالتوهه و الضياع
- اقترب و امسك بها جيدًا ... و تحكم بها حتى استطيع اعطائها الحقنه
بالفعل امسكها سلام جيدا ... ليحقن بلال وريدها بتلك الماده مرت بضع ثواني و هى على نفس حالتها ... حين حضرتك والدتها و معها ما طلبه بلال
ليخبىء جسدها خلف الغطاء و تناول القليل من الماء ثم القى بعض منه على وجهها لتبدء فى فتح عيونها و هى تشعر بارهاق كبير و كأنها كانت فى مارثون للركض او كانت  تسير فى الصحراء تحت اشعه الشمس الحارقه لايام و ايام  ... تأوهت بصوت منخفض ليضمها سلام الى صدره بحنان و هو يقول
- ماذا اصابك يا حبيبتي ؟ ما اصابك يا حبه قلبي ؟ اعوذ بالله من الشيطانه الرجيم ... بسم الله يحميكي من كل شر يؤذيكي
ليغمض بلال عينه بقوه و بعض الغضب يرتسم على ملامحه .. ثم وقف و هو يقول
- اذا اصابها شىء اخر لا تترددوا فى الاتصال بي و الا سيحدث لها اشياء اخرى لا نستطيع التحكم بها
و غادر سريعًا ... عيونه تلمع بسعاده فها هو يصل اليها ... يقترب منها كما يريد و يتمني  و قد اكتسب ثقه والديها الذات يشكراه الان بقوه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
خرج رئبال من غرفته و قد اتخذ قراره ... عليه كسب بعض الوقت مع أبريال .. فهناك من يقوم بسحر اسود للسيطره على نورا .. و يعلم جيدا ان خلف كل هذا أبريال
عليه كسب ودها و لو بالكذب نورا تعاني و لن تتحمل كل هذا بمفردها خاصه و هو يشعر بتلك الهاله القويه التى تحيط بها هاله سوداء مخيفه لا يستطيع رغم قوته و جبروته و قدراته الخاصه جدا اختراقها و فهم ما هي
خطوات ثابته قويه فى اتجاه قصر أبريال كان يخطوها و بقلبه يقول (( اخطوها من اجلك نورا ، تمسكي حبيبتي ))
وصل الى قصر الملك سطام و وقف امام الحارس و قال بثقه و بعض الغرور الذي اعتاد عليه من والده
- اريد مقابله الأميرة أبريال
لينحني الحارس حين  علم هويه رئبال و قال باحترام
- اهلا بك مولاي الأمير ... تفضل سيدي
سار رئبال امام الحارس الذي كان يوجهه الى الطريق حتى وصلوا امام غرفه أبريال
لينحنى الحارس بإحترام و غادر فى نفس اللحظه التي انحنت الجارية باحترام و هى تفتح له باب غرفه أبريال و كأنها كانت تنتظره او تعلم بقدومه
اغلقت الجارية باب الغرفه لتقول أبريال و هى تخرج من خلف ذلك الحاجز الناري و قالت بابتسامه واسعه
- لا استطيع ان اصدق عيني ... رئبال فى غرفتي اليوم لابد ان يكتب فى تاريخنا و يسجل بحروف من نار
ابتسم رئبال ابتسامه جانبيه  و قال
- ليكتب اذا و هو يسجل الكثير من الاشياء الذي تمناها قلبك يا أبريال
و اقترب منها يقبلها بقوه فى نفس اللحظه التى كانت يديها تجرده من ملابسه كما كان يفعل هو
و رغم غضبه و ضيقه مما يقوم به الا انه ساعده كثيرا فى اختراق افكارها و راسها و علم بعض الامور التي جعلته يود احراق عالمهم بالكامل حتى لو كان اخر شىء يقوم به في حياته

يُتبع

العاشق بقلمي ساره مجدي Where stories live. Discover now