الحادي عشر ♡♡ سيــــ مان ـــد ♡♡صابرين شعبان

1K 122 20
                                    

الفصل الحادي عشر

" هيا أفتح  فمك  لقد أعدته لك  خالتي نرمين بنفسها  "
قالت جودي  هذا بأمر  لإبراهام و هى تضع الملعقة أمام فمه ليتناول ما بها من طعام و لكنه رفض و هو يقول بحنق و يمسك بيدها يبعدها عن فمه  " لقد شبعت لم أنتِ بطيئة الفهم "
قال جاد باسما براحة بعد أن طمأنه الطبيب  أمس أنه  يتحسن و يمكنه الخروج  بعد ثلاثة أيام  و العودة للمنزل قال له بحزم  " ستعود معنا لمصر و ستعود سعيدة لتغذيتك من جديد فقد فقدت الكثير من وزنك منذ تركتنا"
" أبي لقد استعدت وزني الطبيعي لقد سمنت لديكم  "
اغلقت  جودي علب الطعام و وضعتهم  جانبا تخفيهم داخل الكيس الورقي 
" لنخفي هذا قبل مجيئ الطبيب و رؤيتها فيلقي بنا في الخارج  "
ضحك أحمد بمرح  لحديثها  فقال جاد يخبر إبراهام بما قالته، ابتسم إبراهام  " لقد حولت مستشفاه  لفوضى منذ جئت بالفعل فبيتر و السيد أحمد لم يتركاني للحظة  "
طرق على الباب و دخل بيتر باسما ليجد جودي جالسه بجانبه  تحيط كتفيه بذراعها  عند رؤيته  اعتدلت في جلستها  و لكنها لم تتركه نظر إليه بتوتر و شعر بوخز في صدره لا يعرف لمَ و لكن شعور بالغيرة انتابه لرؤيتها بجانبه بهذه الحميمية  ليعلم أن هناك من هو أقرب إليه منه و هذا ألمه و ضايقه،نفض هذا الشعور السيء و قال   بتحفظ " مساء الخير  "
" أهلا  بك بني،  لقد أخبرني أحمد عن كل ما فعلته  من أجل ابني شكراً  لك  "
قال بيتر بتوتر  و شعر بالضيق  كون جاد يشكره كشخص  فعل خدمة  لغريب، هو أقرب لرام منهم لقد شبا معا أطفال و صبية و مراهقين و رجال علاقتهم ليست سطحية بل أعمق مما يتصورون  " هو صديقي منذ زمن بعيد  سيدي و ما فعلته له لا يستحق أن تشكرني لأن إبراهام يعد عائلتي الوحيدة هنا لقد شببنا سويا  "
ابتسم إبراهام  و قال يؤكد لوالده  "  أن بيتر كأخ لي "
" أدام الله صداقتكم و أخوتكم  بني "
قال أحمد هذا و هو يضيف يخبر جاد " لقد كانت السيدة جودي تخبرني دوماً أنها  تعتبر بيتر أخ لإبراهام  و ابنها الثاني و كانت سعيدة كونه وجد صديق مثله بحياته  "
" أنا سعيد من أجل هذا "  قال بصدق
تلا ذلك  صمت متوتر   قطعته  جودي  تسأل "ستعود معنا صحيح؟"
قال جاد بحزم  " نعم بالطبع سيعود معنا "
" أبي  لنتحدث في ذلك  وقت أخر  "
" بل الأن، أنت ستعود معنا "
" لم لا تتركه براحته سيدي  "
قال بيتر هذا بتحفظ نظر إليه جاد بهدوء " بني،لقد تركته براحته بالفعل عندما عاد لهنا و أنظر ماذا حدث له "
" أبي لقد كان " صمت إبراهام بحيرة  ماذا يقول حادث فهو ليس حادث بل محاولة قتل هناك من حاول  قتله و لا يعرف  السبب بعد، هل يذهب دون أن يعرف و يترك  هؤلاء المجرمون  ينفدون  بفعلتهم،  مستحيل، قال جاد بحزم  "  كان ماذا حادث. لا ليس حادث بل محاولة ايذاء متعمدة، بني لقد جئت هنا لأعيدك  معي، فلا تظن  أن أي حديث ستقوله  سيثنيني عن ذلك  إن مكانك  هو بين عائلتك  و بجانب أخوتك  و في بلدك الثاني  فلا تفكر حتى أن تفعل العكس، أو أني سأرضح و أوافق على قراراتك بدون نقاش بعد الآن  "
" رغم أن الكثير من حديث بابا لم أفهمه، و لكن أبي معه حق و سنأخذك معنا غصبا عنك  "
قالت جودي هذا بمرح  لتبعد هذا الجو المشحون  بالتوتر عن الجميع، ضحك أحمد بخفة بينما ارتسم الحزن  على وجه بيتر  الذي التقت نظراته  بنظرات إبراهام  تخبره أنه كان يعلم أنه سيخسره كما توقع  كمن يقول له ألم أخبرك، و حديث أخته  الذي نقله والده إليهم يؤكد ذلك انتشله رنين هاتفه ينهي أي  جواب من أي منهم  على نتيجة قراره على حديث والده و أخته:  " مرحباً، بيتر باتريك  "
صمت قليلاً  لينصت ليجيب بصوت مختنق " حسنا سأتي على الفور "
" بيتر؟ "
رفع عينان دامعتان  لإبراهام  قائلاً  بصوت  متحشرج
" أنها  ماريا لقد توفيت "
ارتسم الحزن على وجه إبراهام و قال بصوت مواسي
" بيتر  أنا أسف  لذلك "
أشاح  بيده  و هو يخرج  من الغرفة " لا بأس رام،سأذهب،  أراك  فيما بعد "
راقب الجميع انصرافه المتعثر فقال أحمد بتساؤل
" صديقته  "
رد إبراهام  بنفي " لا.  لقد كان يعتني بها  مع أخرين  "
" هل هناك شيء نفعله  بني لنخفف عنه "
" سأل جاد بصدق، فهز رأسه نافيا: " سيكون  بخير، "
و لكن هل سيكون بخير فعلاً  بعد طلب والده أن يذهب معه، هل يستطيع ترك  بيتر وحده و العودة، هل يستطيع ترك  حياته  هنا و يستبدلها  بحياة أخرى جديدة ليس لبعض الوقت و لكن لما تبقى من حياته الكثير من التساؤلات تنتظر أن تجيب عنها الأيام.

سيد مان Where stories live. Discover now