الفصل الثالث

637 49 1
                                    

الفصل الثالث.
إبراهيم بسخرية: أيوة إنت ملاك بجناحين.
محمد وهو يتقدم إليه وينظر له بعيون تشتعل بالغضب، لولا أنه والدها، وأنه رجل كبير بالسن لكان كسر له عظامه حتى يعرف قيمته وألا يتعدى حدوده ثانيًا.
محمد بحدة:  بص بقي عشان أنا مش عاوز أقل منك، ولا عاوز الناس تتكلم عني بسبب واحد زيك، أنا لو عليا كنت رميتك من البلكونة، لكن عشان خاطر مراتي اللي معرفش إزاي إنت أبوها وعشان خاطر سنك هتكلم بلساني المرة دي، إنما المرة الجاية أقسم بالله ما هتفلت مني البيت ده متعتبوش تاني ومراتي ملكش دعوة بيها نهائى، لا من قريب ولا من بعيد فاهم.
إبراهيم وهو ينظر له بتحدي:  موافق بس لما مراتك تمضي على ورق بيع الشقة والأرض، ساعتها مش عاوز أشوفها ولا أعرف عنها حاجة أخد حقي وإنت اشبع بيها.
محمد بقرف منه:  تصدق أنا مشفتش راجل معندوش ريحة الدم زيك، هي مش قلتلك لأ، وأنا مش هجبرها ودي شقتها احمد ربنا إنك عايش فيها، لأ وعاوز كمان تبعها ده حقها وأنا مش هقول لها تسيبه وهحميها وحمي حقوقها من أي حد يفكر بس يقرب منها.
إبراهيم بضيق شديد : يعني إيه مش هتخليها تمضي؟
محمد بحدة : لأ، وأعلى ما في خيلك اركبه.
إبراهيم بوعيد: ماشي يا محمد، بس خليك فاكر اللي حصل ده واللي أنا عاوزه هو اللي هيتنفذ صدقني.
محمد: شرفت وياريت متكرر هاش.
خرج إبراهيم بغضب وأغلق محمد الباب وهو يأخذ نفس عميق وبعدها توجه إلى غرفة سحر وطرق الباب برفق: سحر اخرجي خلاص مشى.
دقائق ووجودها تخرج لتجلس بجانبه على الكنبة وهي تبكي،
بقوة وألم:  أنا آسفة يا محمد أنا عارفة إني مشيلاك هم كبير وعارفة إن ...
قاطعها محمد بسرعة وهو يقول بحب وهدوء وابتسامة جميلة تزين شفتيه:  عمرك ما كنتِ ولا هتكونِ هم عندي أنا اللي عاوزك متخافيش من أي حد، ولا أي حاجة طول ما أنا موجود هكون أمانك وحمايتك وعاوزك تكونِ قوية متبينيش ضعفك لحد مهما كان.
سحر: حاضر.
محمد وهو يمسح دموعها برفق:  مش عاوز أشوف دموعك دي تاني.
سحر بابتسامة : ماشي.
محمد: ربنا يحفظك ويسعدك ويرزقك دايمًا بالخير يا رب.
ابتسمت في خجل وهي تنظر له وتشعر بخفقات قلبها تزداد كلما نظرت إليه ولا تعلم لماذا؟!
مرت الأيام هادئة إلى أن جاء يوم الخميس وهو موعد الطبيبة.
كانت سحر تشعر بتوتر كالعادة من لقاءها بها، ولكن ليس باليد حيلة، وخصوصًا أن  محمد يعاملها أفضل ما يكون ولا تستطيع أن ترفض الذهاب إليها إرضاءً له.
جلست تنتظر حتى جاء موعد دخولها وحين دخلت ابتسمت لهم الطبيبة كالعادة وهي ترحب بهم بود وحب: أخبارك إيه يا سحر؟
سحر بخجل:  الحمد لله. كله تمام.
صفا وهي تقف وتقوم بتحضير الحقنة حتى تهدأ أعصابها.
وأعطتها لها وهي تبتسم بود لسحر حتى تزيل هذا الخجل والتوتر الذي تشعر به تجاهها
صفا: أخبار أحلامك إيه؟
سحر:  دايمًا بحلم بكوابيس.
سحر: زي إيه ؟
سحر:  إن حد يموتني وإني بقع من مكان عالي أو اتحبس لوحدي في مكان.
صفا وهي تدون كلامها وتنظر لها:  نكمل جلستنا بقي من آخر مرة وقفنا فين؟
سحر وهي تنظر لمحمد الصامت نهائيًا وتأخذ نفس عميق وترجع بذاكرتها إلى الخلف
                                  *************
فلاش باااااك
رجعت سحر بعقلها إلى سنوات مضت كانت أمها  دائمًا حزينة رغم ضحكتها التي كانت ترسمها  دائمًا على شفتيها من أجل ابنتها، لكنها كانت تشعر وتعرف أنها ليست سعيدة وتلك الابتسامة ماهي إلا ستار يخفي ورائه الكثير من الأحزان كانت كل يوم تستمع إلى  خناقهم سويًا وكثيرًا كان يمد يده علي أمها ظلوا على هذا الحال كثيرًا، ومرت الأيام و دخلت سحر إلى الجامعة وتغيرت والدتها كثيرًا أصبح الصمت حليفها والشرود رفيقها حتى زوجها لم تعد تهتم ماذا يفعل؟ ولما تأخر؟ وأين هو؟ لم يعد يهمها شيء ولا تسأل نهائيًا ولاحظت أنها بدأت تفقد الكثير من وزنها بطريقة صعبة، لكن لا تعلم ماهو السبب؟ أصبحت شاحبة أصابها الكبر مبكرًا وكأنها زاد عمرها عشرون عام وأصبحت امرأة عجوز صدق من قال أن" الحزن يقتل صاحبه".
إلى أن جاء ذلك اليوم حين دخلت سحر إلى المنزل بعد يوم طويل بالجامعة وبعد أن فتحت الباب بالمفتاح الخاص بها ودخلت، كانت المفاجأة وجدت والدتها فاقدة الوعي على الأرض أمامها تركت ما بيدها يسقط أرضًا واقتربت من أمها تبكي وتصرخ بقوة حتى تجمع الجيران وكان أحدهم طبيب حملها الجيران بمساعدة سحر ووضعوا الأم على التخت وفحصها الطبيب وكانت الصدمة حين أخبرها أنها غيبوبة سكر وأن أمها مريضة سكر وضغط وهو نفسه من يتابع حالتها، وأنه آخر مرة طلب من بعض التحاليل والفحوصات حتى يطمئن عليها أكثر، انصدمت سحر بقوة شعرت وكأن أحدهم صفعها على وجهها بقوة فجأة ودون سابق إنذار.
جلست إلى جانب أمها بعد ذهاب الجيران وانتظرتها أن تعود إلى وعيها وتفتح عينيها
وحين فتحت عينيها أخيرًا.
ابتسمت لها الأم بحب بينما بكت هي بمرارة وهي ترتمي في حضنها
فأمها أعز ما لديها.
ظلت الأم تهدئها وتخبرها أنه قضاء الله وقدره وهي راضية صمتت سحر أخيرًا بعد أن أخذت وعد من أمها أن تهتم بصحتها وتفعل ما أمر به الطبيب، فهي لا تريد خسارتها مهما حدث.
علم الزوج بحالة زوجته، ولكن لم تهتز به شعرة واحدة وإنما قال بسماجة "ما كل الناس تعبانه إيه الجديد".
نظرت له سحر بضيق فهو السبب في مرض أمها بسبب ما يفعله وخيانته لها.
لا يهم فأمها هي الأهم، مرت الأيام حتى جاء يوم وأخبرت الأم سحر أنها قامت بكتابة الشقة باسمها والسيارة والأرض الخاصة بها، حتى تطمئن عليها إن حدث لها شيئًا ، ولكن كانت تلك القشة التي قسمت ظهر البعير.
حين علم الأب من أحد أصدقائه الذي يعمل بالشهر العقاري،
أن زوجته تنازلت عن كل شيء لابنته.
حينها تجمعت الشياطين أمامه وعاد إلى المنزل وهو مثل الثور الهائج يريد قتلها لما فعلته، ويقسم أن يذيقها العذاب ألوان.
                               ***************
على الجانب الآخر

بقدر الحب نقتسم... كاملة . لولو الصياد Where stories live. Discover now