المائدة جاهزة ؛ تكاد أن تكون العشاء الأخير . المائدة تنتظر جموع الجياع . لم يقبل كينير لشدة مرضه ؛ لا يقوى علي تناول الطعم ، يعاني في صمت ، لا ينبس بكلمة .
خاطب أدونيس الراعي الصغير بوقاحة و استهزاء :
إِذاً خمورابي ، هل تود أن تتناول شيئًا ؟
قرر أن يكسر قاعدته و قال :
القليل من الطعام ؛ فحياتي ليست قاصرة عليهأدونيس في شفقة علي المسكين "كينير" و ضحك من سخرية القدر :
عشتار راغبة و جلجامش يمتنع !
دار بين كينير و أدونيس حديث بلا كلمات ؛ لكن سرعان ما انتهي بإبتسامة خبيثة ، و دعا ديمتري صديق الكهوف لغرفته المتواضعة من أجل الحديث . كانت مكتظة بالكتب ، و بدأ الرجلان حوار هادئ عقلاني .
ديمتري في نبرة مرحة :
العيش في الصحراء قاسي ؟أجابه :
نعم ، قسوة ضرورية للإبتعاد عن شرور أعظمثم جائت حركة الشطرنج الثانية :
ماذا عن الزواج و الإنجاب ؟عقوبة قاسية ؛ مماثلة للتعرض للقتل علي يد الكونت دراكولا .
قالها ديمتري في تعجب :
يا لك من شاب حكيم !
ثم عقب مرحاً :
المرء خاوي عندما يكون بلا مخاوف ؛ أعتقد أن بداخل هذا المحارب البابلي الشجاع ما يؤرقه ، أليس كذلك ؟ هيا أخبرني سركأجابه الراعي الصغير بقليل من الحزن :
أخشي أن تنقضي حياتي دون العيش .كلمات قوية للغاية أيها الشاب ! لكن الحال كما تراه الآن ؛ نحن ندفع ضريبة قرون كاملة من الحروب . كل ما تبقي لنا هو فتات الحضارات القديمة ، و بعض التقنيات البدائية . الطبيعة قد بدأت تأخذ بثأرها ؛ لقد رأينا التحذير اليوم ، جميعنا راودتنا نفس الرؤية ، تبقت لنا ساعات قليلة علي الزوال .
في فرحة عارمة دخل أدونيس و هو يحمل زجاجات النبيذ ؛ من أجل الإحتفال و كان الوقت بعد منتصف الليل ، و كل شئ في حالة هدوء و سكون .