17

43.2K 1.5K 307
                                    

كانت قد أصبحت الساعة الثالثة صباحا و ألكس لا يزال على نفس وضعيته غارق معها أسفل المياه التي كان يضطر الى تدفأتها مرة بعد مرة بسبب سرعة برودتها

شعر بشئ دافئ يبلل وجهه القريب من خاصتها، لم تكن المياه كانت دموعها، الامر الذي جعله يتنهد براحة و أخيرا لانها على الاقل ستحرر نفسها

شدد على احتضانها و أعاد رأسها على كتفه هامسها في أذنها: ابكي لترتاحي

لثواني ظنها لن تفعل لأنها كانت لا تزال تغمض عينيها تدعي النوم أو الاغماء لكنها و في لحظة وصلت الى ذروتها و أطلقت العنان لدموعها التي باتت تختلط مع المياه

بكت بصمت دون أن تعطي حتى سببا محددا لذلك، فقط شعرت برغبة في تفجير مكتوباتها عسى أن تتجاوز ما حدث و تسترجع نفسها و قوتها و هذا ما فعلته بالضبط

صوت شهقاتها الخافتة كان كل ما يسمع في المكان، كلاهما التزم الصمت، هي حتى لم تكن قادرة على صياغة كلامها أما هو فاكتفى بالمسح على جبينها وصولا الى شعرها المبلل كحركة لتهدأتها

كان يعلم أن بكاءها لم يكن بسبب ما حدث فقط، خسارتها للطفل كانت الفاجعة التي أفاضت الكأس، إخفاء الضعف في اللحظة التي يجب أن يظهره شخص قد تكون سببا في دماره الشامل مستقبلا و هذا الاحتمال يمسها أيضا كامرأة ادعت القوة و رفضت البكاء في الوقت الذي كان يجب أن تصرخ و تبكي

لكنها هاهي تفعل الان في أحضان رجل لو التفتت و رأت نظراته الباردة و ملامحه الخالية لتمنت أن تبتلعها الارض

كلماتها و لمساته كانت رقيقة و حنونة كما لو أنها أكثر ما يهمه في هذا العالم .... حسنا قد يكون صحيح كي ما يخصها يهمه حتى سعادتها تهمه

ليس حبا

بل واجبا

فقط فكرة أن هذه المرأة مسؤوليته تجعله يحرق العالم من أجلها رغم أنه أكثر من تسبب في حزنها غالبا !!

بعد مرور فترة معتبرة و التي كانت حوالي ساعة توقفت شهقاتها تدريجيا مع توقف دموعها، قبل فروة رأسها بهدوء ثم استقام بحذر رافع جسدها معه، خرج من الحوض أولا ليلف مشفة حول خصره ثم سحب رداء الحمام و اتجه اليها حيث كانت تقوم بخلع قميصه الذي ترتديه

قادها معه الى الغرفة بعدما لبست رداء الحمام الذي قدمه لها، جلست على طرف السرير لتمسك أصابعه على الفور قبل أن يبتعد عنها

استدار يريد اخبارها بأنه سيحضر لها قميصا لترتديه فقط لكنها سبقته و تحدثته بتوتر واضح من قبضتها التي كانت تحكم على الملاءات و كأنها تسيطر على نفسها بذلك: أريد حبوبا مهدأة، أنا بحاجة اليها لأنام

قاطعها بحزم دون أن يستمع لبقية كلامها: لا

فايا: ستكون آخر مرة ... أنا بحاجة اليها لأنام مرتاحة فقط الليلة ألكس فقط الليلة

One Night حيث تعيش القصص. اكتشف الآن