المقهى/2

73 9 52
                                    

"حين ألتقيك مجددًا سأنظر في عينيك و أقول أنني إشتقت لك"

Steel With You
by JK

الصلاة ثم الرواية أحبائي ✨

________________

كان جاد يغلق باب منزله مستعدًا للخروج و السير قليلاً إلتفت ورائه ليرى زهرة مغلقة العينين وعلى وجهها ابتسامة ساحرة و كأنها تتنعم في النعيم لذلك قرر أن يقلدها فقد أثارت فضوله حول شعورها بفعلها ذلك فتحت زهرة عينيها و بعد ثوانٍ معدودة أفرج جاد عن مقلتيه لتلتقي تلك الاعين الخضراء كأوراق الاشجار بتلك الاعين القططية الممزوجة بين الاسود و الرمادي و قد رسمت على وجه كل منهما إبتسامة بلهاء
فقرر جاد أن يشق طريقه نحو المقهى الخاص بالحي فقد رآه قبلًا و عزم على زيارته، بينما يسير ببطء متنعما بملامسة تلك القطرات لفروة رأسه بالصدفة وجد أن طريقهما هي ذات الطريق

كانت تمشي خلفه بخطى بطيئة رأى جاد
إنعكاسها على زجاج المحل المجاور فوقف فجأة ومن شدة سرعة وقوفه لم تعرف زهرة ماذا ستفعل و تفاجئت فأراد جاد تخفيف توترها و الإعتذار منها بسبب طريقته في الوقوف فقال الإثنان معا
: مرحبا

نظرا إلى بعضهما البعض وثمَّ انفجر الاثنان ضحكًا ، زهرة تحاول إخفاء توترها و حرجها عن طريق الضحك و جاد يضحك على ضحكها تلقائيًا

تنفست الأخرى بعمق بعد أن توقفت عن الضحك ثم أردفت وهي تمد يدها بإتجاهه
: مرحبا انا زهرة ،وانت؟

رد عليها ذلك الوسيم الطويل الذي جعلها تظن أنها ستكسر رقبتها إن بقيت ترفعها هكذا حتى تستطيع النظر له
: أهلا انا جاد .

و يال العجب زهرة تتحدث مع الغرباء و تكمل حديثها و سيرها معه دون توتر
كعادتها.
و صلا إلى المقهى الذي تجلس زهرة به حتى تراقب الطريق و الناس يركضون نحو بيوتهم يلتجئون إليها من قطرات المطر فقالت بإبتسامة عذبة احتلت
شفتيها

:اعتذر لقد وصلت إلى المكان المطلوب و لن أستطيع أن أكمل الطريق معك

رفع الآخر حاجبًا و قال بصوتٍ أجش
جعلها تشعر بقلبها يرفرف

: و من قال لكِ أنني أريد الذهاب لمكانٍ آخر لقد خرجت من منزلي فقط لرؤية المطر و زيارة هذا المكان ذي الإطلالة الجميلة

ضحكت الأخرى بحرج و أرجعت إحدى خصلات شعرها وراء أذنها وردت
: إذًا لندخل

وعندما دخلت زهرة كان المقهى يعج بالناس الذين يحتمون من قطرات المطر في هذا الجو البارد و أصوات الضحكات تتعالى و آخرون ينظرون لبعضهما بعشق يناسب هذه الأجواء خصوصًا أن هذا المقهى يغلب على أثاثه اللون البني الذي يجعلك تشعر بالإنتماء لهذا الطقس و الزجاج الكبير _ كأنه حائط_ بإطلالة جميلة تجعلك ترى تلك القطرات وهي تتهافت على زجاج النافذة .
هرع لها إبراهيم نادل المقهى حالما رآها و رحب بها ترحيبًا شديدًا و هو يمطرها بالأسئلة حول أحداث الرواية كالعادة حيث أنه من محبي رواياتها و من أشدّ معجبيها

زهرة الشتاء تفتحي Where stories live. Discover now