غيرة !/13

22 3 9
                                    

ما أسوء شعور الغيرة و كم هو جميلٌ أن يغار عليك محبوك

#by me
______________________

دخلت زهرة المدرسة غاضبةً و الشرر يتطاير من عينيها و لتزيد الطينة بلة أصبحت متأخرة فإزداد غضبها و حاولت تجاهل الغضب الذي ينمو داخلها ،
بدأت تحلُّ إمتحانها الأخير  بتركيز ،
ما أسوء شعور الغيرة و كم هو جميلٌ أن يغار عليك محبوك ، لا تريد أن تكون من تغار
لكنها تريد أن تكون من يُغار عليها ،
و لنكن صادقين معظمنا نريد ذلك ... نحبُّ حين يشعر شخصُنا المفضل بالغضب لإقترابنا من غيره لكن لا نحب أن نشعر به ، كم نحن بشرٌ متناقضون .

بعد ساعتين تقريبًا كانت قد أنهت إمتحانها رفعت يدها تسلِّمُ الورقة للمعلمة و تتوجَّهُ مباشرةً نحو الساحة تنتظر إيميلي و قد طال إنتظارها لها
و ذلك الغضب عاد ينمو بداخلها أكثر فأكثر فتبدو و كأنها ستنفجر بأي لحظة ،
هل قلتُ بأي لحظة؟
لا بل الآن بعد رؤيتها لإيميلي التي إبتعلت ماء حلقها حين رأت وجه زهرة محمرًا لكثرة الغضب و قالت تخاطب نفسها
: يا إلهي أفعلت شيئًا و نسيت؟ لمَ هي غاضبة ؟ لقد كنت فتاةً حسنة المظهر فلترقد روحكِ بسلامٍ إيميلي

ثمَّ حمحمت تنظف حنجرتها و تقول لتجذب إنتباه زهرة
: مرحبًا ، كان الإمتحان سهلًا أليس كذلك؟

صرخت بها زهرة بغضب
: امم سهلٌ جدًا ، سهلٌ لدرجة أنني إنتظرتُ حضرتك طويلًا و الشمس تصفع وجهي

عقدت حاجبيها متسائلة
: زهرة ، صديقتي مالذي حصل معك؟ أهناك ما يزعجك ؟ ليس من عادتكِ أن تصرخي حتى حين تكونين في أوج غضب

نفخت الهواء بنزق مجيبة بحنق بالغ
: لا لم يحصل شيءٌ ، فقط واحدة تتحرَّش بخطيبي صباحًا و تلتصق به كاللبان الذي تمضغه و هو فقط يبتعد دون توبيخها ، و حضرتكُ تقضين ساعتين و خمسة و أربعين دقيقة
و عشرون ثانية في القاعة ثمَّ تأتين و على وجهك إبتسامة غبية و تقولين "
مرحبًا ، كان الإمتحان سهلًا أليس كذلك؟"

حاصرت شفتها السفلية بأسنانها تمنع نفسها من الضحك ثمَّ وضعت يدها على فمها حتى تستر إبتسامتها ، فنظرت لها زهرة و تنهدت قائلة تشيح بوجهها
: إضحكي ، إضحكي لا تحبسيها ستموتين خنقًا إن لم تخرجيها

فإنطلقت الأخرى تصدر ضحكاتٍ متتالية
لا تستطيع التوقف حتى ركعت على الأرض لشدة ضحكها و قد لفتت الأنظار
لهما ، فالجميع ينظر لها بتعجب ، فمالذي يجعل إيميلي ذات التصرفات المريبة تجلس على الأرض ضحكًا ، لكن لم يتجرأ أحد على التفوه بكلمة بل غادروا يخبرون أنفسهم بأن هذا آخر يوم و لا يودون أن يفسدونه بقول الترهات أمام إيميلي فتضربهم

زهرة الشتاء تفتحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن