الجزء العاشر: ديون

111 23 10
                                    

*****

كان لا يزال يرتجف؛ خائف جداً وحائر. زين المتخذ مقعداً على الطاولة المزوية أقصى الحانة الرخيصة، تقابله كارلا بوجهٍ مليئٍ بالندم.

صباح هذا اليوم، كان بالهُ مرتاحاً، ليس لديه الكثير ليقلق بشأنه. تملكه الفضول قليلاً بشأن ما تهذي به حلوى القطن عن كونه هجيناً وشيء ما.

جلبته لأرضٍ نائية وتعرض لهجومٍ هناك من الذي يفترض بهم أن يكون من بني جلدتهم.

حاولوا قتله، كادوا أن يفلحوا ولم يكن بينه وبينهم إلا حلوى القطن تحميه.

هو علم أنها فارسةُ تنينٍ منذُ البداية، توقع أنها قوية بجنونٍ من واقع معرفته بإليوت، لكنها لم تكن.

كانت مجرد فتاةٍ قصيرةٍ ضربةٌ واحدةٌ يمكنُ أن تودي بحياتها؛ لكنها حمته.

لديها ذلك السيف وسحر تنين الوهم.

لكنه يظلُ مجردُ وهمٍ.

هما هربا من بين عشراتِ الفنرير إلى هذه المدينة الصغيرة. لم يعرف زين اسمها أبداً؛ كارلا كانت تقود الطريق له بصمت.

هي تنظر إليه باستمرارٍ والقلق يفيض منها؛ تشد عباءته وتغطي رأسه جيداً، تخبره أن لا يحتك بأحدٍ أو يصدم.

وهو يطيعُ بلا رغبةٍ في الجدال مع حالة الهذيان التي دخل بها. لم يعد لرشده تماماً إلا أنه بات يدرك أنه يجلس في هذه الحانةِ وأمامهُ كأس مشروبٍ غريبٍ لم يلمسه بعد.

- أنا آسفة؛ لقد اقترفت خطأً كبيراً.

كانت تقضم ظفر إبهامها توتراً، تلقي بنظراتها القلقة إلى زين وتنتظر الرد الذي لم تحصل عليه.

- عندما رأيتك ظننت أنهم تغيروا؛ وجودك هو السبب. لم يسبق لي وأن رأيت هجيناً لفنرير أو سمعت عنه من قبل.
لذلك ظننت أن وجودك يعني أنهم قد تغيروا وأصبحوا يتقبلون الأجناس الأخرى.

بررت كارلا بهمس، اصغى زين ببرودٍ ولم يعلق فتابعت هي.

- ظننتك عالقاً في قارة البشر غير قادرٍ على العودة لوطنك. السفر من قارة البشر صعبٌ؛ ولأنك هجينٌ أعتقدتك أن تواجهُ مشاكلاً وصعوبةً أكبر.

رفعت أعينها لزين طالبةً استعطافه معها وتفهمه

- أنا لم أرد إلا تقديم المساعدة. لم يخطر ببالي أن وجودك كان غير معروفٍ لهم أو أنهم لن يتقبلوك ويحاولوا قتلك.
أنا فقط لم أتخيل...

On The Lands of LegendsWhere stories live. Discover now