إلى من يهمه الأمر

66 11 15
                                    

ربما هذه ستكون آخر كلماتي الّتي لن يسمعها أحد:

ها أنا أقف على حافة ذلك الجبل جسدي ينزف، وأكثر ما كان ينزف هي روحي.

أشعر بثِقل أثر تلك السلاسل الضخمة التي تكبلني، لا أستطيع الصراخ، لا أستطيع الأستنجاد بأحدهم، وأبكي بحرقة دون صوت.

نظرت للمدينة أسفلي و زاد نحيبي، أرى أُناساً تمارس حياتها بروتينية مُملة يسيرون بنظام و كأنما رُسمَت لهم خطوطاً ليسيروا عليها..

هاهم يضعون عُصابات على أعينهم و يضعون أصابعهم في أذآنهم.

هذا ما آل إليه الحال..
لا أعتراض، لا أرآء، لا صوت.

وإن تحدثت فدمك مهدوراً.

نظرت للأعلى أناجي و أصلي لرب السموات  أن يغفر لي ما أنا مُقدِمة عليه..
فما باليد حيلة!

رفعت كلتا يداي لأذناي و منعت جميع الأصوات..

أصوات المظلومين، أصوات الحق، أصوات المبادئ، والأخلاق.

دثرت كُل شيء، قتلت كُل ذرة إحساس وندم وخيبة.

أغمضت عيناي أغض بصري عن الحقائق، والمُعطيات.

تبخرت قيودي .. و ظلت الندوب.

كلمات مُبعثرةOnde histórias criam vida. Descubra agora