١-《نَدَمْ》

175 13 6
                                    

استيقظت لوسيل من نومها المتقطع، تحاول أن تمدد ذراعيها، فشعرت بالألم المبرح، صداع يعصف بها، مع شعور الغثيان القميء الذي أصبح يأتيها كثيراً منذ فترة ولكنها تجاهلته، كباقي الآلام التي كانت تغزوها ولم تعيريها أي اهتمام، هذه الآلام جعلتها تتذكر يوم أمس...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

استيقظت لوسيل من نومها المتقطع، تحاول أن تمدد ذراعيها، فشعرت بالألم المبرح، صداع يعصف بها، مع شعور الغثيان القميء الذي أصبح يأتيها كثيراً منذ فترة ولكنها تجاهلته، كباقي الآلام التي كانت تغزوها ولم تعيريها أي اهتمام، هذه الآلام جعلتها تتذكر يوم أمس، والذي كان أشد الأيام قسوة وثقلاً عليها.

تنهدت ثم سقطت دمعة حارة، حاولت أن تنهض من الفراش، استندت إلى نهاية السرير، ثم اعتدلت حتى وقفت أمام مرآتها مباشرة، تحققت بملامحها وبشرتها الشاحبة والهالات السوداء التي احتلت ما تحت جفونها وجسدها الهزيل الذي تأثر بسبب تناولها المسكنات وأدوية التنويم، التي كانت تأخذها الفترة الماضية.

جالت بنظرها حتى سقطت عيناها على ورقة التقويم المعلقة على الجدار بجانب المرآة، التاسع والعشرون من ديسمبر لعام ألفين واثنين وعشرين، إن غداً سيكون ذكرى ميلادها الثلاثين، ارتسمت على شفاها شبح ابتسامة، وقالت بنبرة استهزاء:
_أيها الطبيب، ألم تتمكن من كتمان هذا الخبر، حتى يوم ذكرى  ميلادي؟.

ثم سقطت الدموع من عينيها، فأجهشت بالبكاء وتعالت أصوات بكائها حيث تذكرت البارحة.

الثامن والعشرون من ديسمبر
كانت لوسيل تحاول أن تعبر الطريق للذهاب إلى المقهى لشراء قهوتها السريعة، لم تعد قادرة على التركيز، جسدها منهك وعقلها مشوش، كانت تحدق بإشارات المرور للعبور وخلال تحديقها بأضواء إشارات المرور، شعرت بصداع مؤلم يصاحبه طنين عالِ فسقطت بالطريق.

أفاقت لتجد نفسها جالسة على سرير بالمشفى ويديها متصلة بمحلول معلق، نظرت حولها، في محاولة منها أن تفهم ما الذي يحدث حولها.

سقطت عيناها على ممرضة، فسألتها ولكن نظرات الممرضة لها، كانت كلها نظرات شفقة وحزن.

لم تفهم لوسيل، لذا طلبت من الممرضة أن تشرح لها سبب وجودها هنا، فأردفت الممرضة بنبرة حزينة:

إليكِ لوسيل. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن