" فصـل 30 "

2.2K 111 14
                                    

- فصـل 30 -

مـلاك.. إنها المـلاذ..
المأوي له..
ولبعثرته وحيرته.. هي دواء ألامه ودوامة افكاره..
هنا بين يديها الصغيرتين لا يشعر سوي بالراحة
بل بات لا يشعر بالراحة سوي هنا..
حينما يذهب ويطوف لا يعود الا لصغيرته..
اربع ايام..
هم المدة التي مرت منذ ان انتقلت الي القصر.. قصر الدلال
مَن سيكون محظوظ غير ملاك؟
اول الاحفاد.. اول الابناء
اول انثي في القصر ملئ بالرجال الخشان!
مَن سيتدلع سوي ملاك؟
بل السؤال.. كم شخص سيدلع ملاك؟
يحبون امها ام لا.. امثال عمر
يهتمون بأصل زواج طيف امل لا.. امثال رائف
متفهم للامر ام لا.. امثال اويس
متعددون الاراء لكن عند الصغيرة يتوقف كل الرفض
ويتحول عمر لطفل صغير يضاحكها بنبرات وكلمات.. يدغها بالالعاب..
يتحدث معها رائف بلا توقف وكأنها تفهمه
ويظل ينظر لها أويس بأنبهار
يتشاجرون.. مَن يحملها؟
وينهي اويس الشجار دومًا بضمه لها ووقوفه اعلي الاريكة معلنًا " انها ابنة اخي.. وانا احق بها منكم جميعًا " ويميل مقبلًا وجنتيه بقوة حتي تبكي فيجد مَن يضربه علي مؤخرة رأسه.. ولن يكون سوي طيف الذي عاد من عمله اخيرًا
بالطبع سيتشاجرون عليها ويمتلكونها وهو ليس هنا..
اما اذا عاد..
تناسي فكرة ان تري ملاك
وبالاخير..
طيف الرجل المنضبط.. بات مهمل!
يذهب متأخرًا لعمله لانه مشغول بفتاته
ويعجل في عمله ليعود مبكرًا.. فقد اشتاق لفتاته
وهذة حالة القصر منذ ان دخلت ملاك..
نوع من البهجة تسود.. والدفء..
صوت بكاءها ك سيفونية عذبة تطرب اذانهم..
تخبرهم ان القصر حي..
وصوت ال سلام حي..
سيتكاثرون من جديد..
سيسعدون من جديد..
تنهد وهو يحملها بين ذراعيه في غرفتها..
التي صعب ان يُوصف مدي فخامتها..
صعب ان يُوصف ويُعد ما بها من ملابس والعاب واشياء تزداد ولا تتناقص
قرب انفه منها..
يستنشق رائحتها بأدمان.. رائحة برائتها الممزوجة بالغسول الذي اختاره خصيصًا لها بنفسه برائحة الفل.. يروقه وبشدة.. ويروقها أكثر
اقترب بشفتيه منها يقبلها في كافة وجهها في عادة باتت تحفظها ورغم ذلك راحت تتحازق بين يديه معلنة تضايقها.. وهل يهتم؟
عبثًا..
طالاما غرق في موجة قبالته لن ينتهي حتي يكتفي من صغيرته..
التي بدأت تتفتح ملامحها اكثر واكثر..
ويغرق هو فيها اكثر واكثر
اكثر ما يعشقه..
تلك الوجنتين المكتنزتين..
يتمني لو يقبلهم بلا توقف.. يعضعضهم الي الابد..
يفعل فيهم ما يشاء.. لكن بلا بكاء
اقترب يخطف قبلة وتذكر.. وجنتين اخرتين يحبهم.. يخصون فتاة كانت اول مَن دق قلبه لها
اول مَن اثبتت ان له قلب.. قد يحس
والدة ملاكه.. ليالي
الفتاة وامها لعنة حلت عليه..
زفر وظهر عليه التعب
هو يبدو بخير.. للغاية.. امام الجميع
حتي امام نفسه قد يتماسك
لكن هنا..
بين يدي صغيرته.. مؤخرًا امانه وملاذه
يظهر ضعفه
هو.. بحق الله.. اشتــاق
مهما وُصف.. لن نصل الي درجة الاشتيـاق الذي يبلغها.. بل يبلغ ذروتها لـ لياليه!
تنهد واسنـد وجنته علي وجنة صغيرته..
خشنة سمراء.. بجوار مكتنزة بيضاء.. ناعمة.. تتمني لو تأكلها
" يبدو ان الماما لم تعد تريدنا ملاك.. يبدو انها ستضحي بنا "
زمـت شفتيها كأنها تفهمه وتهتم لأمره ونبرة الحزن التي تسكن صوته
" لم اراها منذ اربع ايام.. اتدركين ما معني هذا؟
انه الجحيم بالنسبة لي..
كيف يمر يوم دون ان اراها ملاك.. كيف يمر يوم وانا لا اعرف زوجتي في اي مكان تجلس.. اشعر بالجنون ملاك.. بالجنون.. "
صمت وتابع بكتفين منهزمين ونبرة مهمومة " والحزن.. "
اخرجت صوت كأنها تواسيـه وهي تحاول ان ترفع يدها لتصل لوجهه.. لكنها فشلت في الاخير
فتنهدت بقلة حيلة وهي تستكين بين ذراعيه مرة اخري تستمع له
" حسنًا.. انا اعترف.. كنت قاسي معها.. لم اهتم بها وبأحزانها بينما انا منغمس في احزاني وافكاري.. اوجعتها دون قصد واحيانًا قصدت.. اعلم اني سئ.. لكن.. "
لم يكمل لانها اصدرت صوت غاضب.. لا يعلم اتوافقه الرأي في حديثه وتغضب لأجل والدتها
ام تنفي ما يقوله وتود ان تخبره انه كاذب
فلا يمكن ان يكون الرجل الذي يضخها الحنان ضخًا.. يهتم بكل ما يخصها..
يطمعها ويلاعبها..
ويحافظ عليها ك ألماس غالي.. او زجاج يخشي ان يكسره..
لا يمكن ان يكون هذا الرجل سئ
علي كل حال.. عندما صمتت تابع " مهما حدث ومهما قلت.. لا ينفي هذا حقيقة امر.. اني عاشق لها.. كان معها حق عندما اخبرتني ان سبب عذابنا جزء منه هي طريقة حبي من الاساس..
لكن ماذا افعل ملاك؟
يصيبني الجنون اذا غابت عني ليالي.. ك حالي الان.. اريد دومًا ان اعرف اين هي.
. ليس شكًا بها.. بل حبًا ياملاك.. الماما قاسية قليلًا ايضًا.. لا تنكري! "
همهمت ايجابًا فورًا..
لا يهم هي قاسية ام لا.. هي لم تراها من قبل بل عدم رؤيتها للأن يعد دليل علي قسوتها
لكن والدها اراد منها ان تسانده في رأيه وهي ستفعل
هي تحبه وستسانده دومًا من اللحظة بدلًا من تلك السيدة القاسية التي يتألم لأجلها
" نحن اخطاءنا.. لكننا من الممكن ان نصلح هذا الخطأ، انا ادركت اين علتنا.. وكنت قد نويت ان نعالجها لكنها لم تعطيني فرصة.. "
همهمت بأستنكار فضحك " معك حق اعطتني الكثير، لكن وقتها كنت احاول وافشل لاني لا اعرف ما الذي عليِ اصلاحه لكني اليوم علمت "
نظرت له بعيونها الزرقاء الواسعة.. بأستفهام
فقبل كلتا العينين..
قبل ان يجيب " اولًا سنتوب الي الله.. ثم.. سأتدارك كل اخطائي واصلحها..
لن اخنقها.. لن ادعها في كنفي وفقط..
سأجعلها تري العالم..
تذهب وتخرج وتأتي وتمرح وترمح.. ان كانت تنوي الذهاب الي مطعم ونادي كل يوم لن ارفض..
وان ارادت ان تعمل لن ارفض.. سأجعلها تعيش بطبيعية.. سيكون الامر صعب عليِ لكني سأتحمل لأجلها.. هي تستحق "
همهمت بأعجاب لكلماته التي راقتها
" لكن.. هي فقط تفتح الباب.. تجعله مواربًا علي الاقل وانا سأصلح كل شئ "
تحركت بعدم راحة بين يديه تصرخ وتصيح
" حسنًا.. معكِ حق.. لن اجعلها كل مرة تأخذ الخطوة الاولي وتشعر بالانكسار.. سأطرق انا عليه بلا توقف حتي تفتحه.. وان لم تفعله.. سنكسره "
زمت شفتيها بضيق.. " برفق.. سنكسره برفق حتي لا تغضب "
همهمت بأستحسان..
ثم اغمضت عينيها براحة فـ ساعة نومها قد أتت..
وتلك الساعة هي الافضل بالنسبة له علي الاطلاق..
يتحول لـ جليسة اطفال
يجول الغرفة كلها وهو يغني لها اغاني الاطفال التي بدأ بحفظها لأجلها
اخبركم سرًا..
تلفاز القصر الموجود بالبهو..
لم يعد ينفتح عليه اي شى سوي قنوات اغاني وكرتون الاطفال..
***
الساعة الثانية عصرًا..
حيث من المستحيل ان يعود طيف الان الي القصر
كما معروف منذ الأمـد البعيد
من الباب الخلفي تتسحب نايا ومعها ليالي الي الداخل كأنها مجرمون..
يسبقهم رائف بخطوات ليراقب لهم الاجواء..
كل شئ بخير
تتجه ليالي الي غرفة ابنتها التي باتت تحفظها..
تجدها كالعادة في قيلولة الظهيرة الخاصة بها..
اتسع مبسمها وهي تتجه نحوها تحتضنها بحب وحنان.. واشتياق رغم انها لم تفارقها سوي الامس
نعم..
هي كل يوم تأتي متسللة كاللصوص الي هنا
رغم علمها ان لا حد سيمانع وجودها
وان حذرتهم بالا يخبروا طيف سيفعلوا
لكنها تفضل ذلك
هي..
ليست مستعدة لتراه بعد..
بعد اخر مواجهة جمعتهم
ليست مستعدة ان يعلم انها هنا بأي طريقة فيأتي..
هي تعلم انه سيأتي
والصغيرة..
التي تكون مرتاحة في حضن ابيها ولا تريد مغادرته.. تتأفف وهي نائمة..
تحرك جسدها بعشوائية تريد الابتعاد.. هذا الحضن تعلمه.. يزورها كل يوم لعدة دقائق لكنها ليست معتادة عليه
الرائحة رغم جمالها لا تشعر معها بالالفة
اين رائحة والدها وعطره الرجولي القوي؟
اشتاقت له..
تريده الان..
لا تريد تلك السيدة
انها القاسية!
التي يبكي لأجلها والدها الحبيب ليلًا
زاد غضبها واستيقظت تصيح وتبكي بلا توقف
وهي تتلملم بين ذراعيها..
حاولت ليالي ان تهديها بلا فائدة..
ربما جائعة.. ترضعها لكن بلا فائدة وامل ايضًا
تدخلت نايا.. ثم رائف
الفتاة التي كانت تحبهم جميعًا وتصمت بين ذراعيهم نبذتهم فجأة
هي لا تريد سوي شخص واحد
والدها..
وجاء والدها..
لأول مرة.. يترك طيف عمله
ولكن.. الشخص يستحق.. بل لا يستحق احدًا سواها في نظره ان يترك العالم ليس فقط العمل لأجله
دخل الي غرفتها وجدها في يـد ليالي.. مازالت تبكي ووجها قد اختنق من البكاء
ورغم الاشتياق لـ الحاملة لتلك الصغيرة لكنه تفادها  وهو يسحب الصغيرة بلهفة بين يديه.. يغدقها حنانه ويربت علي ظهرها برفق..
بكاءها مازال عالي.. ادخل يداه اسفل ملابسها وراح يمسد علي ظهرها بخفة مرات ومرات حتي سكنت
بات خبير..
يعلم كيف يتعامل
وما يروق صغيرته
سكنت إلا من شهقات متباعدة متعبة نتيجة للمجهود المبذول في البكاء طيلة الفترة الماضية
لا يعلم احدًا سر بكاءها
اهو سببًا وطريقة لتحضر ابيها في وجود تلك القاسية؟
معروف تسدده له..
هدية تعطيها له لانها تحبه؟
ربما!
***
والاخر.. جاء الي محاضراتها اخيرًا بعد تهديداتها الواهية.. التي لم تفرق معه
ما جاء به.. هو قلبه..
بَعد لينسي.. ليشفي.. لكنه فشل
لم ينجح في كبت اشتياقه ولوعته لرؤيتها أكثر من ذلك
لا يعلم.. ما الذي فعله ليسقط هكذا سقوط مؤلم وموجع في الحب!
ام كل محب متوجع مهما كان مسالمًا!
ودخلت.. طافت عيناها بين الحضور حتي وقعت عليه.. كان يطالعها بنظراث ثاقبة..
لم تستطيع ان تقرأ ما بها من حب واشتياق.. ولوعة
دق قلبها لرؤيته.. هي ايضّا اشتاقت
بعد اعترافها المخزي لنفسها بأنها تريده ولا شئ اخر دونه.. ستتحمل لأجله اي شئ اخر
وستترك اي اعتبارات من اجل البقاء معه
اختفي..
وفشلت هي في ان تخبره بذلك بطريقة ما
وها قد عاد..
شرحت بتشوش.. مهما حاولت ان تبعد عيناها عنه تجدها تذهب له دون شعور
لم تعلم كيف مر الوقت.. الاهم انها تنتظره الان
غادر الجميع وكان من المتأخرين.. سار بتمهل نحو الباب
كبرياءه يمنعه من ان يحاول مجددًا.. ينتظر ان تبدأ هي مرة
ولم تحزنه.. فها هي تناديه " أويس.. "
التف لها.. الي شمسه الساطعة
التي بدون رؤياها تبات كل الليالي مظلمة
" اا.. كيف حالك؟ "
لم تجد كلامًا سِـوا هذا.. " بخير "
" نايا ورائف؟ كل شئ علي ما يرام معهم "
اؤما ايجابًا " بخصوص طيف وليالي هل تعرف... "
قاطعها " ان كنتي تهتمين بمعرفة شئون العائلة لتلك الدرجة فدعيني اخبرك ان كله علي ما يرام.. نايا ورائف سعيدون للغاية..
طيف يتكيف مع حياته الجديدة بطريقة ما..
و.. نستعد انا وعمر لأن نخطب قريبًا.. ادعي لنا بالتوفيق "
وغادر قبل ان يسمع لها اجابة
وهو يعلم الاجابة
الوجع..
ما من اجابة سواه
في الحب..

نهاية الفصل الثلاثون....
خلصنا امتحانات واخيرًا ياجماعة، ياااااه حلو اوي شعور انك معندكش امتحانات
بخصوص الرواية.. بعتذر للمرة الالف، كنت ناوية انزلكم وسط الامتحانات بس كل امتحان كان أسوء من اللي قبله.. مكنتش بلحق انام مش بس اكتب 🤦

' أغلال من العشق 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن