" فصـل 34 ' الأخير ' "

3.8K 165 36
                                    

- فصـل 34 ' الأخيـر ' -

البدايات الحزينة..
في بعض الأحيان تكون نهايتها سعيدة.. بل في غاية السعادة
والدليل هذا الثنائي..
لم يدرك بعد رائف كيف طرق الحب بابه.. كيف بات يري نايا من منظور الكره الي منظور العشق
كيف تغيرت صورتها في عيناه بين ليلة وضحاها
سيناريو زواجهم البائس..
الذي كان يكرهه وبشدة.. ويكره كونه كان مغصوب أصبح السيناريو المفضل له الذي عاشه في كامل حياته
لقصتهم رونق خاص.. أحبه
قصة حبهم مختلفة.. لم يكن هو البطل.. لم يكن هو صاحب الهمة والعزيمة في الحب
هي مَن تحركت.. هي مَن أصّرت علي ان تناله ونالته
  هي مَن حاربت وفازت
   هي مَن أرادت واخذت
    هي مَن حلمت وحققت
كان يقف في الشرفة بالصباح الباكر.. والجو صافِ يتناول قهوته وهو يطالع السماء بشرود.. قطعته وهي تقترب لتقف امامه.. بأحضانه
تهمس له بخفوت " كان هناك حلم يراودك بالأونة الاخيرة.. "
ضيق ما بين حاجبيه بتفكير.. لكن ما من أجابة
ابتسمت وهي تأخذ يده لتضعها علي معدتها
" قد تساعدك هذة الحركة علي التذكر "
وتفهم الامر وفتح فمه بعدم تصديق واندهاش.. مظهره كان بقدر عالي من اللطف.. ويصيب بنوبة من الضحك
حملها وأخذ يدور بها " انا لا أصدق.. "
انزلها ارضًا اخيرًا فقالت وهي تحتضن وجهه بين كفيها " بل انا مَن لا تصدق لحتي اللحظة اني اصبحت زوجتك بل وحامل بطفلك.. انت لا تدرك روعة كون أن المرء يعيش حلمه بالفعل رائف.. انت كنت حلمي "
وكلماتها في كل مرة تغرقه في حبها اكثر واكثر
حتي اصبح امر نجاته.. من المستحيلات
وبالاساس وما هو بـ رأد بالنجاء
هو يهوي الغرق
فيها وفقط..
في حبها
حب نايا..
" أحبك نايا.. "
" وانا أيضًا رائف " ولأول مرة يعترف هو وهي تجيب.. عكس كل المرات السابقة
لقد بلغ الحب ذروته عند رائف..
***
والصورة عكس ما ظنت..
معه ليست هي الأم.. ليست هي الكبيرة
معه الأمر مختلف.. هي الطفلة وهو الأب
العمر لم يشكل فرقًا كما ظنت
هل ظنت يومًا انها مَن ستجعله يسير علي كلامها؟
قد تسيطر عليه؟
أذن هذا عبثًا..
أويس نظرة من عيناه تكفي لتصيبك بالرعب
اويس العمر معه مجرد رقم.. اويس تربية طيف.. بل طيف وعمر ورائف.. فهل ظننت انه سيكون رجل عادي؟
نعم عابث.. ماكر.. متلاعب
لكنه لا يسمح بأن يتلاعب به احد
اويس.. يعوضها عن كل ما قاسته من احزان
وعاشته من حرمان.. دون شرح منها يدرك ما تحتاج
اصبح أب لها.. يتعامل وكأنها صغيرته
يدللها ويلاعبها ويهتم بكل ما يخصها
كل الندم كان سيصيبها لو كانت رفضته
امسكت بيداه وهي تسير معه في إحدي الشوارع وهي تشعر بالفخر والحب.. والسعادة.. كل لحظة والاخري تتمسك به اكثر واكثر وتريده اكثر واكثر
" اويس.. ما رأيك ان نتزوج؟ "
وضحك بانتصار..
لتدرك انه فاز في اخر تحدياته ورهاناته عندما اخبرها انها هي مَن ستطلب ان يتزوجوا..
كما راهن من قبل انه سيجعلها تنسي كل الاعتبارات والتخاريف لأجل حبه
نجح اويس كعادته
وكعادة آل سلام في أخضاع المستحيل له
قبل يدها وهو يجيب " ولما لا! ما رأيك بالاسبوع المقبل؟ "
ولما جميعهم لا يتخذون سِـوا اسبوع ويقيمون حفل زفافهم!
***
اليوم..
قد أُعلن أن سلام أخيرًا بسلام.. ولا حاجة للقلق عليه بعد الان
اليوم..
أُعلن ان ليالي ايضًا بقيت بسلام..
بعد ان باتت تعمل.. باتت تخرج وتتنفس.. وبقي لها الحرية التي تهواها
اليوم..
ليالي بخير بعد ان حرية قراراتها بقيت بيدها
اصبحت تفعل ما تريد.. اصبحت تقول لا.. عندما تريد ان تقول لا
الحرية ليس ان تفعل ما تريد
الحرية ان لا تفعل ما لا تريد
وليالي اخذت حريتها
وقد كان يخشي طيف ان تتغير صورة ليالي في عيناه عندما تتغير هي
لكنه.. تفاجئ انه أحب تلك الصورة ايضًا.. تفاجئ انه وقع فيها صريعًا..
وأدرك انه سيحب ليالي في اي لون ستصبح عليه
ادرك انها مهما تتغير لن يتغير حبه لها
واليوم ايضًا.. سيعرف ما هو قرارها.. كيف تريد ان تحيا..
أطمئن ان سلام وملاك بغرفتهم ينامون..
والجهاز معهم حتي اذا بكوا يصل له الصوت ويسمعهم ثم.. بخطوات خائفة.. مترددة توجه الي جناحهم حيث هناك سيتحدد مصير علاقتهم..
هو اعطاها حرية الاختيار ويخشي ان يندم علي ذلك
يخشي ان اختارت البعد..
لا يستطيع ان يتحمل
لكنه بالنهاية اعطي كلمة وسيتحمل نتائجها مهما كانت
سيتحمل الوجع والحزن.. طالاما الراحة ستكون من نصيبها
فتح الباب..
قابله الظلام..
زاد القلق حتي ظهرت بعض الاضواء الخافتة في الركن البعيد اقترب فوجدها شموع.. اقترب فقابلته ورود.. اقترب فطلت معذبته
وهي ترتدي الفستان الاصفر الباهت.. انفتح بعض الاضواء وسارت هي نحوه بغنج ودلال فطري..
يتراقص خصرها ويتمايل مع نغمات ليست مسموعة سِوا في أذنيه..
يتمايل ليجننه..
ليبعثره..
ومعه خصلاتها لتزيد من آيلامه..
يطالعها مبهور..
مصعوق..
مزهول..
يطالعها وهو غائب عن الوعي كليًا حتي وصلت له
" تسمح لي بأن ارقص لك الرقصة الاخيرة علي انغام الماضي ثم ننساه؟ "
سألها بخوف " والمستقبل؟ "
" نرقص له علي انغام اكثر ابتهاجًا "
" ونحو معًا؟ " يسأل بتخوف
وتجيب بنعم..
لتتسع أبتسامته.. وتشرق ملامحه
بينما تتابع " أما انا ياسيدي.. فلو هناك كفة تضم النعيم والحياة والجنان.. وكفة تضمك انت والعذاب.. سأتجه نحوك مهما كان "
وليالي التي تجعله يجافي الليالي..
أمطرت علي قلبه الحب والأماني..
اماني بالبقاء معًا الي ان ينتهي الزمن
***
بعد عدة ايام..
أمام الكعبة المشرفة..
وقفت ليالي وبين احضانها سلام..
يجاورها طيف وبأحضانه ملاك..
ليالي ترتدي الحجاب.. ابيض يزيد من جمالها جمال.. ينظرون للكعبة والبسمة لا تفارقهم
حانت منه التفافه نحوها فرأها ولأول مرة يراها بلا آثام
ليالي.. قصة من عذاب
كان لا بد ان ينتهي وترتشف من السعادة ألوان
ليالي.. كان لا بد وان تحصل علي فرصة ثانية من الحياة
مالت علي كتفه وهي تشعر بكل الامان..
يسألها بخفوت هل هي سعيدة.. وتؤمي بنعم
وكيف لا؟!

وان كنت تسأل عن عمر عزيزي القارئ وفجر.. فهم ما زالوا في شهر عسلهم غارقون به

- تمت بحمدلله -
- زينب سمير -

أنا عمومًا بفضل النهايات السعيدة فخليت نهايتها سعيدة بعد ما غيرتهم واعطيتهم فرصة تانية، يمكن كان يبقي ليهم اكتر من سيناريو واقعي اكتر من دا.. بس روح الكاتبة اللي بتحب النهايات السعيدة اللي جوايا خلتني اختار النهاية دي..
لكن.. من الان فصاعدًا في الروايات القادمة هنعتمد النهايات الواقعية.. القصة عايزة نهاية سعيدة تمام.. نهاية حزينة تمام
أنتهت رحلتنا مع آل سلام..
مين هيطوف معانا في رحلات تانية؟

' أغلال من العشق 'Where stories live. Discover now