كانت الجدية البالغة التي ظهرت على وجه مريضتي الفجرية وهي تقول أنها ستذهب بجنينها إلى جارتين توحي بأنها قد اتخذت قرارها قبل المجيء إلي ، ولم تأت إلا لإخباري بأن استعد لمرافقتها في رحلتها فحسب .. فسألتها مستفهما :چارتین ؟! .. هل هذا مكان !
قالت-
إنه بلد كبير ..
قلت : -
لم أسمع عنه من قبل ، شأنها شأن بني عيسى قبل مجيئي إلى هنا
كانت هذه حقيقة مؤسفة ، كانت ثقافتنا عن البلدان الأخرى ضعيفة للغاية .. لم يكن مسموح لنا بقراءة أي كتب غير مناهجنا الدراسية .
ولا أذكر أن مناهجنا قد ذكرت شيئا عن چارتين تلك .. كانت بلدنا تضع الكثير من القيود على ما يقرؤه العامة ، حتى أنني لم أتصفح ورقة واحدة من كتبي الطبية قبل موافقة ضابط أمن بلدتي .. قالت الفتاة -
ربما لأنها بعيدة للغاية .. لا يعرفها الكثيرون هنا أيضا ، إنها على بعد مسيرة شهر كامل إلى الجنوب ، عشرة أيام على اليابسة وعشرون في البحر .
فصمت ، وكان ضجيج المولد قد توقف قبل أن أسألها : -
ولماذا سنذهب إلى هناك ؟!
قالت : -
خارج ذلك البلد لن تدب الحياة في طفلي أبدا . هناك قد يمتلك فرصة للنجاة .
قلت -
سحر ؟!
قالت : -
لا .. إنها ذات طبيعة وقوانين خاصة تختلف عن باقي البلدان ،
وأردفت
- ربما ستجد كلامي غريبا ، لكن عليك أن تعلم أن كل ما سأخبرك به ليس إلا حقيقيا تماما .
ثم قالت بخجل : -
إن جنيني ليس شرعيا .
وصمتت للحظة ، فأومأت لها برأسي كي تكمل حديثها ، فأكملت : -
أعيش بوادي الفجر كما أخبرتك ، لكني لا أنتمي إليهم ..كان حبيبي أحدهم فحسب .. أما أنا فانتقلت للعيش معه منذ شهور من أجل زواجنا ، لكنه مات قبل أن تتم هذا الزواج بعدما ترك بأحشائي هذا الجنين .. إنني أنتمي إلى ذلك البلد البعيد .. چارتين ، ثم ابتسمت بمرارة ، وقالت :-
كنت أظن أنني تخليت أخيرا عن صفاتي الجارتينية بابتعادي عنها .. لكن كما قالت لي أمي ذات يوم ؛ إن چارتين قدرنا الذي لم ولن نفر منه .
ثم توقفت عن الحديث حين طرق صالح باب الغرفة وسمحت له بالدخول ، فدلف إلي حاملا مشروبا ساخنا أعده من أجلي ثم خرج ، فسألتها على الفور : -
إذا أنت چارتينية ؟
قالت : -
لا .. إنني من نسالي چارتين .
![](https://img.wattpad.com/cover/294833508-288-k873920.jpg)
YOU ARE READING
LAWS OF JARTIN ( قٌوُآعٍدِ جٍآرٍتين )
Fantasyمآذَآ لُِوُ وُجٍدِت نفُسڪ بَآرٍض آقٌصﮯ مآ يمڪنڪ بَلُِوُغهـ هـوُ آلُِخـمسوُن عٍآمآ لُِست هـذَهـ آلُِقٌآعٍدِة آلُِوُحٍيدِة فُحٍسبَ , بَلُِ هـنآڪ مآ هـوُ آڪثرٍ من ذَلُِڪ ( قٌوُآعٍدِ جٍآرٍتين ) لُِلُِمؤلُِفُ [ عٍمرٍوُ عٍبَدِ آلُِحٍميدِ ]