❹_فُآضلُِ

2.3K 150 2
                                    


كانت الجدية البالغة التي ظهرت على وجه مريضتي الفجرية وهي تقول أنها ستذهب بجنينها إلى جارتين توحي بأنها قد اتخذت قرارها قبل المجيء إلي ، ولم تأت إلا لإخباري بأن استعد لمرافقتها في رحلتها فحسب .. فسألتها مستفهما :

چارتین ؟! .. هل هذا مكان !

قالت-

إنه بلد كبير ..

قلت : -

لم أسمع عنه من قبل ، شأنها شأن بني عيسى قبل مجيئي إلى هنا

كانت هذه حقيقة مؤسفة ، كانت ثقافتنا عن البلدان الأخرى ضعيفة للغاية .. لم يكن مسموح لنا بقراءة أي كتب غير مناهجنا الدراسية .

ولا أذكر أن مناهجنا قد ذكرت شيئا عن چارتين تلك .. كانت بلدنا تضع الكثير من القيود على ما يقرؤه العامة ، حتى أنني لم أتصفح ورقة واحدة من كتبي الطبية قبل موافقة ضابط أمن بلدتي .. قالت الفتاة -

ربما لأنها بعيدة للغاية .. لا يعرفها الكثيرون هنا أيضا ، إنها على بعد مسيرة شهر كامل إلى الجنوب ، عشرة أيام على اليابسة وعشرون في البحر .

فصمت ، وكان ضجيج المولد قد توقف قبل أن أسألها : -

ولماذا سنذهب إلى هناك ؟!

قالت : -

خارج ذلك البلد لن تدب الحياة في طفلي أبدا . هناك قد يمتلك فرصة للنجاة .

قلت -

سحر ؟!

قالت : -

لا .. إنها ذات طبيعة وقوانين خاصة تختلف عن باقي البلدان ،

وأردفت

- ربما ستجد كلامي غريبا ، لكن عليك أن تعلم أن كل ما سأخبرك به ليس إلا حقيقيا تماما .

ثم قالت بخجل : -

إن جنيني ليس شرعيا .

وصمتت للحظة ، فأومأت لها برأسي كي تكمل حديثها ، فأكملت : -

أعيش بوادي الفجر كما أخبرتك ، لكني لا أنتمي إليهم ..كان حبيبي أحدهم فحسب .. أما أنا فانتقلت للعيش معه منذ شهور من أجل زواجنا ، لكنه مات قبل أن تتم هذا الزواج بعدما ترك بأحشائي هذا الجنين .. إنني أنتمي إلى ذلك البلد البعيد .. چارتين ، ثم ابتسمت بمرارة ، وقالت :-

كنت أظن أنني تخليت أخيرا عن صفاتي الجارتينية بابتعادي عنها .. لكن كما قالت لي أمي ذات يوم ؛ إن چارتين قدرنا الذي لم ولن نفر منه .

ثم توقفت عن الحديث حين طرق صالح باب الغرفة وسمحت له بالدخول ، فدلف إلي حاملا مشروبا ساخنا أعده من أجلي ثم خرج ، فسألتها على الفور : -

إذا أنت چارتينية ؟

قالت : -

لا .. إنني من نسالي چارتين .

LAWS OF JARTIN ( قٌوُآعٍدِ جٍآرٍتين )Where stories live. Discover now