كانت السماء صافية على غير العادة في هذا الوقت من فصل الشتاء عندما شرعت في حزم أمتعتي لمرافقة ديماالمريضة الوحيدة التي زارتني قبل أسبوع – في رحلتها إلى بلدها چارتين .. بعدما أرسلتُ إليها ردي بالموافقة مع رسولها الغجري الذي جاءني يحمل كيما آخر من النقود الذهبية .
وما إن انتهيت من حزم أغراضي حتى دسست بحقيبتي ثلاث زجاجات كبرى من الأعشاب المسالة المهدئة ، كنت قد فكرت في إعطائها إليها كجرعات على مدار الطريق وفق أوقات منتظمة لتجنب أي نوبة من نوبات الصرع ،
ثم أعطيت صالح خمس قطع ذهبية نظیر حسن ضيافته لي بالأيام السابقة ، وحملت حقيبتي ، واتجهت إلى مدخل الوادي حيث أخبرني رسولها بأن عربة مجرورة بحصان ستكون في انتظاري هناك وقت الظهيرة تماما .
كان في انتظاري سائق العربة ، رجل آخر ثلاثيني غليظ الوجه ، يرتدي سترة سوداء بدون أكمام تظهر عضلاته الضخمة .. سألني بصوت أجش حين اقتربت منه : -
الطبيب ؟
قلت وأنا أضع حقيبتي على سطح العربة : -
نعم ..
كانت العربة محملة بحقائب قماشية وأجولة احتلت النصف الخلفي من سطحها بالكامل ، فأدركت أن ديما قد وفرت لنا ما يكفينا من طعام وشراب خلال رحلتنا التي ستستغرق شهرا كاملًا كما قالت ، كما أن العربة قد سقفت بسقف قماشي أبيض كان كافيا لوقايتنا من حرارة الشمس .
فقلتُ وأنا أصعد العربة لأجلس على الجانب الآخر الذي لا يجلس به السائق : -
أين ديما ؟!
قال :
سنأخدها في طريقنا من وادي الفجر .. إنها في انتظارنا هناك .
ثم لكز حصانه ، وبدأت العربة في تحركها ، لتبتعد رويدا رويدا عن ذلك المكان الذي مكثت به قرابة شهر .
كانت المسافة إلى وادي الفجر كافية لبدء ثرثرة مع السائق ، فقلت : -
ما اسمك ؟
قال : -
صديق ..
قلت : -
وكم تكلف الرحلة إلى چارتين ؟!
قال : -
للسيدة ديما بدون مقابل .
ثم أردف :
كانت زوجة أخينا .
كنت أعلم أنها لم تتزوج ذلك الفجري الذي مات قبل زواجهما ، لكني في الحقيقة أعجبتُ مؤقتا بشهامة ذلك الرجل ، وبدأت رهبتي من ضخامته تقل
وأكملنا ثرثرتنا عن وديان بني عيسى : كلما ظهرت أمامنا أو على جانبينا تجمعات متناثرة من البيوت أو الأراضي المزروعة ، ثم مر مزيد من الوقت قبل أن تظهر أمامنا بعض الخيام المتلاصقة خلف رقعة زراعية صغيرة ، ووجدته ينحرف بالعربة تجاهها ، فتساءلتُ :
![](https://img.wattpad.com/cover/294833508-288-k873920.jpg)
YOU ARE READING
LAWS OF JARTIN ( قٌوُآعٍدِ جٍآرٍتين )
Fantasyمآذَآ لُِوُ وُجٍدِت نفُسڪ بَآرٍض آقٌصﮯ مآ يمڪنڪ بَلُِوُغهـ هـوُ آلُِخـمسوُن عٍآمآ لُِست هـذَهـ آلُِقٌآعٍدِة آلُِوُحٍيدِة فُحٍسبَ , بَلُِ هـنآڪ مآ هـوُ آڪثرٍ من ذَلُِڪ ( قٌوُآعٍدِ جٍآرٍتين ) لُِلُِمؤلُِفُ [ عٍمرٍوُ عٍبَدِ آلُِحٍميدِ ]