__________
تطوَّرت صداقة الرجل و البائعة أكثر فأكثر كلَّ يومٍ ، لحدٍ بعيدٍ حقاً .. هو لا يزال يرتاد متجرها ، و هي لا تزال تحاول تجاذب أطراف الحذيث معه ، صحيحٌ أنَّه مقتضبٌ لكنَّه كافٍ و أكثر من كافٍ بالنسبة لها
و في معظم الأوقات ، هو إعتاد الجلوس برفقتها ، فأصبح خير جليسٍ لها بعد أن كانت تستأنس بالكتب و القهوة .. و أصوات قهقهات الأطفال و هم يلعبون في الأرجاء
كانت منغمسةً في التفكير في اللاشيء و هي تزفر من حينٍ لآخر بمللٍ ، حتى قاطعها الرجل الجالس على يمينها متنهداً
« فكرت كثيراً هذه الأيام ، و قد رفضت الإفصاح عمَّا يسكن دواخلي لمدَّةٍ من الزمن ، لكن أعتقد أنَّ الوقت قد حان و أخيراً .. »
هو أحسَّ بنمو أزهار الحب في قلبه تجاهها ، و لم يشأ دفن مشاعره نحوها ، يشعر دوماً بالكلمات تتهافت للخروج من فاهه ليخبرها بما يشد أيسره ، لكنَّه كان يعيد إبتلاع تلك الحروف خائفاً .. من أيَّة ردَّة فعلٍ غير متوقعةٍ
نقلت نظرها نحوه تحاول فهم ما يرمي إليه .. فكلامه مبطَّنٌ غير مفهومٍ بالنسبة إليها ، فتسائلت ..
« ها ؟ .. »
إستعدل بجلسته في المقابل و ركَّز نظراته الواثقة نحوها ، و إستجمع الكلمات في عقله ليكوِّن جملةً مفهومةً لها
« شكراً جزيلاً لكِ ، على كلِّ شيءٍ ! .. »
و ما قاله زاد إستغراب الفتاة التي تركت طاولة العرض متقدمةً لحيث يضطجع هو ..
« ماذا تعني ؟ .. »
« إيه .. شكراً لكِ على منحي كعك التوت هذا ، شكراً لكِ على كونكِ صديقتي ، شكراً على كلِّ ما نفعله معاً و على كلِّ هذا الوقت السعيد الذي أمضيه معكِ .. أنا ممتنٌ كثيراً لكِ .. »
كلمة "صديقتي" التي نسجها لسانه كان وقعها ثقيلاً على قلبه الغارق في بحار حبها ، لكنَّه و أخيراً قرر عدم التسرُّع و الإكتفاء بصداقتهما ..
__________
YOU ARE READING
تُوتٌ ؛ جِيُون جُونغكُوك.
Short Story" حِينَ تَقَعُ بَائِعَةُ المُعَجَّنَاتِ فِي حُبِّ الرَّجُلِ الغَرِيبِ الذِي يَرتَادُ مَتجَرَهَا دَومًا .. " « أنا مُولَعٌ بِكِ تُوتَة ! .. أتَنَفَّسُكِ !! » « و أنَا مُولَعَةٌ بِكَ رَجُلَ التُوتِ خَاصَتِيَ ! .. أتَنَفَّسُكَ !! » جِيُون جُونغكُوك 🫐...