3 | الوغد بيدوفيلي.

269 48 68
                                    

بين الحقيقة وما نظن شعرة لا تُرى، ولكنها تقلب الموازين.
تمامًا مثل ذلك الشخص الذي ظنوه الناس من أسفل يتأرجح، وغفلوا عن ذلك الحبل الذي يلتف حول عنقه.

༺༻

نحن مرة أخرى يا رِفاق، عالقين هُنا في غرفة فريدة.
ولكن الكارثة أن تلك الجثة النائمة ولا تشعر بشيء من حولها هي ليست فريدة، بل قاسم أمين.. الذي ظن أن جرس المنزل والخبط الذي لا يتوقف مجرد تأثيرات موسيقية دخلت إلى حلمه لتجعله أكثر روعة وحماسًا.

والمتضرر هُنا بالطبع لم يكن شخصًا سوايَّ أنا
( الراوي الحزين ).

« الله يخربيت معرفتك يا فريدة الكلب.»

قالها بعد أن أصابه الإزعاج حين زادت الأصوات!
جيد، على الأقل لم يمت، وسنكمل أحداث تلك القصة.

نهض من على سريره بتكاسل، لم يهتم بهيئتها المبعثرة، وتوجه نحو باب المنزل الذي يتواجد في الدور الأسفل وهو يقسم بأنه سينهي تلك العلاقة التي تجمعها بالطارق حتى لو كان ( سمير مشرحة ) صديق عمره الذي إلتحق بكلية الطب وتلبسته روح الجثة ومن ثم إنقطعت أخباره.. و.. صحيح هذا ليس وقته.

« جرا إيه يا ست فريدة، بقالنا ساعة بنخبط، وغوشتينا عليكِ وكنا قربنا نكسر الباب.»

قالها حارس المنزل بنبرة عالية وملامح حردانة، ليرد الآخر وهو يطبق فكيه بغضب:

« أديني إتنيلت فتحت.. خيـر؟ »

« سي مالك هو اللي عاوزك، وجابني عشان قِلق عليكي.»

بالطبع!
حبيب قلب أمه أتى ليطمئن على مدللته التي لم تأتِ لحفل عيد ميلاده، ترى ما هيئته؟

بالطبع صاحب عيون ناعسة ملونة يمكنه أن ( يسبل ) بها كما يشاء، شعر طويل وقصة تكاد تصيبه بالعمى، ملابس رياضية تبرز عضلاته، عطر قوي، سلسال يلتف حول عنقه، ولن يبالغ ويتخيله يملك آلة موسيقية، رغم كونه يكاد يجزم أنه يشبه ( لوسي، إبن طنط فاكيهة ) ولكن نسخة معدلة تليق بعامنا هذا.

شطح بخياله ولم ينتبه سوى على الحارس وهو يخبره:

« سي مالك جه أهو.»

وأخيرًا ظهر مالك، و.. كان محق.
عيون ناعسة ملونة، قصة، وملابس رياضية، إلخ..
ولكن ثمة مشكلة هُنا.. هو لم يتخيل أن (مالك) لا يتعدى طوله المتر، وأنه طفل في السابعة من عمره!

_____________________________

قبل قليل أيقظها الوغد الصغير الذي يسمى علي فزعة على صوت صراخه وهو ينهر قاسم أمين لأنه قضى ليلته في الورشة بالرغم من كونه مريضًا، أصر أن يذهب لمنزله، وحين رأى ملامحها التي تخبره بوضوح أن قاسم أمين أصبح يشبه سائح أتى من شوارع أوروبا الفخمة ليتوه في حواريهم، سحبه من يديه لأسفل البناية التي يسكن بها، أجبره على الصعود وهو يدعي من قلبه أن تزول تلك الغمة ويعود الأسطى لسابق عهده.

عكس عكاس. Where stories live. Discover now