4 | إصلاح وتأديب.

371 48 62
                                    

العالم لا يملك قلب يشبه قلب أمك، ولن يفعل الأفاعيل لجعلك سعيدًا مثل ذلك الرجل الذي يخطط لسلب قلب فتاة جميلة..

العالم وغد، إن لم تقوَ على مواجهته.
سيميتك قهرًا ويرقص على جسدك الهامد.

༺༻


[ يا بتــاع الــخزيــن يـا بـصــل ]
نطق بها البائع بواسطة مكبر الصوت، لتستيقظ فريدة ذو الفقار فزعة وتبدأ يومها بسب قاسم أمين الذي أوقعها في تلك الحياة التي لا ينال المرء فيها أبسط حقوقه وهي نومة هادئة..

هي لم تستطع النوم ليلة أمس من كثرة البعوض الذي كاد يفترسها، ومن الطقس الحار الذي لا ينفع معه المروحة التي تشعر وكأنها تحتاج لكوب من المياه المذاب بها سكر لإنقاذها من الهبوط الذي لحق بها نتيجة هذا الطقس، عسى أن تستفيق وتكمل عملها وتجلب الهواء مرة أخرى.

وها هي تستيقظ بعد أقل من أربع ساعات.
وثم ماذا؟ لا تعلم، هي منذ أن خطت قدماها ذلك المنزل وهي لا تفعل شيئًا سوى البكاء والصلاة التي ترجو فيها الله أن يشفي جدتها، وينتقم من قاسم.

ولكنها ملت من كثرة الشكوى والنحيب.
لهذا قامت بالإستحمام وتغيير الملابس التي ترتديها وتوجهت لصالة المنزل...

« صباح الخير.»

هتفت موجهة حديثها لحياة التي كانت تجلس على الأريكة وتمسك بهاتفها، لترفع الأخرى نظرها نحوه
وتردف بإبتسامة بشوشة:

« صباح الفل يا قاسم، ده أنا إفتكرتك نسيت إني عايشة»

تجلس الأخرى بجانبها وتتسائل:

« ليه يعني؟ »

بدأت إبتسامة حياة بالتلاشي، وقالت:

« يعني.. بقالنا كتير مبنقعدش مع بعض.. قبل ما تتعب كنت على طول في الورشة ولما نشوف بعض بنتخانق، وكمان آخر موضوع ده، وبعد ما تعبت كنت حابس نفسك في أوضتك؛ فحسيت إنك معنتش بتحب تقعد معايا.»

الآن تذكرت حين أخبرها المعلم فؤاد البغل بأن لا يقسو عليها، وأن ينسى موضوع العمل المشبوه الذي ذهبت إليه دون أن تخبره وكاد أن يوقعها في كارثة.

حياة مراهقة تحاول أن تصنع حياة، وقاسم وغد لا يجيد التعامل مع الفتيات.. الحياة بينهما كارثية بكل تأكيد!

تذكر أنها حين كانت في نفس عمرها كانت تشعر وكأنها تملك أجنحة، هذا قبل أن يتم بترهم في إحدى محاولاتها للطيران.. ولذلك هي تتفهم موقفها جيدًا.

« غلطك مش هيقلل معزتك عندي، أنا مش هحبك وأنت مطيعة وبتسمعي الكلام بس، أكيد لما تغلطي هزعل شوية بس مش هجلدك يعني.. هفضل أحبك.»

عكس عكاس. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن