صاحبة المائة عام عجزت عن تقبل فكرة أنه ما عاد بإمكانها الرقص على أنغام الطبول، وصديقها القديم قائد الثورة ضد الإحتلال لم يتقبل فكرة أن الوطن قد تم إحتلاله مرة أخرى من قبل أبناءه.
الأولى إستمرت في تخيل ساحة الرقص، والثاني مات حزنًا..
أحيانًا يجب علينا فعل أو تخيل الأشياء التي تجعلنا سعداء، حتى وإن أصبحنا غير ملائمين لها.
༺༻
منذ أن إستيقظت وهي تحاول الإستمتاع على
غير العادة..صلاة الظهر جماعة برفقة حياة، عدة رسائل تطلب فيها من قاسم أن يذهب للإطمئنان على جدتها الحبيبة، وأخيرًا جلسة دردشة تجمعها مع تلك الفتاة الودودة.
حياته ليست بمثل هذا السوء، يكفي أنها تجد من يمكنها أن تتحدث معها، وتضحك بصخب بدلًا عن جدران المنزل التي كانت تحدق بها ليلًا ونهارًا..
« بس حلوة أوي البنت اللي جت تطمن
عليك إمبارح دي.»قالتها حياة وهي تشاهد التلفاز، لتتسائل الأخرى
بدهشة قائلة: « بنت مين؟ »تنظر نحوها وتردف ببساطة: « فريدة.»
أخذت تسعل بعنف، فركضت ( حياة ) لجلب الماء لها، ظنت أنها ستنسى السؤال لكنها حين عادته على مسامعها مرة أخرى هتفت فريدة بتلعثم:
« دي مجرد زبونة يعني.»لكن تلك الإجابة لم تقنعها لتغمغم وهي
تنظر نحوها بشك:
« والزبونة هتيجي تطمن على إيدك المحروقة ليه؟ »ردت بإختصار:
« صاحبة واجب.»علمت أنه لن يعترف بالعلاقة التي تجمعهما لا محالة فقامت بتغيير الموضوع وسألته بملل:
« بقولك إيه تشرب شاي؟ »
مجرد سؤال عابر..
لكنه نجح في جعل مزاجها يتعكر، لترد بإبتسامة
زائفة ونبرة حزينة:
« مش بحبه عشان بيبقى مُر من غير سكر.»تعجبت حياة من الإجابة، وردت بلا مبالاه:
« إيه الأوڤر ده ما أنت على طول بتشربه بسكر عادي! »« لا، ما هو مش هينفع عشان..»
كادت أن تكمل جملتها لكنها توقفت عن الحديث لأنها تذكرت شيئًا خفى عنها.. قاسم بإمكانه أن يتناول السكر!
إنه بإمكانه تناول الحلوى، وشرب العصائر، وأكل الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات، وقائمة طويلة لا تنتهي.. وكما يشاء!
نمت إبتسامة واسعة على ثغرها تبدو غير مبررة ولكنها تدل على سعادة حقيقية، إلتمعت عيناها، وصاحت بشغف: « إعمليلي شاي آه، بخمس معالق سكر..»
------------
أما عنه.. فمثل العادة، إستيقظ متألمًا..
ظل عدة دقائق يحدق ناحية سقف الغرفة لأنه ليس لديه القدرة على القيام وممارسة كونه إنسانًا بشكل سليم.
YOU ARE READING
عكس عكاس.
Random« الأشياء ليست كما تبدو، وكذلك الأشخاص.» نظر إلى الجملة التي قد دونتها في دفترها وعلى شفتيه إبتسامة ساخرة. لقد ظن للحظة أن المُدللة تمتلك موهبة الكتابة وتؤلف قصصًا ولكنه يعلم تلك الجملة جيدًا؛ فـ ( منة شلبي ) قد قرأتها من قَبل للمدعو ( شريف سلامة...