[ ذبلانٌ وإندثار ]

92 9 2
                                    

الموسيقى ضروروية.

____________

فتحتْ عينيها مُجدداً على أصواتِ الخدم وهم ينتقلون بأرجاءِ القصر وهمساتهم المشوشة لبعض، لكنها لم تُبدي أية ردة فعلٍ إتجاه عودة الأصوات لرأسها بل تسائلتْ متى غطتْ بالنوم وكمِّ الوقت حالياً.

إستذكرتْ شُعورها الجسيم بإرهاقٍ شديد لم يزر جسدها من قبل وعلِمتْ بسرعة أنهُ كان بسبب شعور الألم الذي كان يغلي بصدرها، إنكمشتْ على نفسها مُحتضنةً نفسها وقد تحررت ذكرياتها مجدداً بعقلها فهي قد إستيقظت.

العقل.

مع أنهُ نعمة معظم الوقت إلا أنهُ أحياناً وفي مواقف مثل موقفها يغدو نقمة. فما هو إلا مخزن لذكريات صنعها أحدٌ ما مع أحبائِه وما إن يختفي شخصك المفضل حتى يشرعُ العقل برسمِ لحظاتك اليومية والسعيدة معه.

لمعتْ خضرواتيها بإنكسار والضيقة الخانقة لم تترك قلبها يرتاح ولو لثانية. وكأن ثِقل الكون كله بصدرها. جسدها إشتعل بحمى أرسلت رعشةً عبر عمودها الفقري وقلبها نبض بسرعة غير طبيعية.

الذكريات. تنهشُها بدون رحمة.

هي حتى إستسلمت عن فكرة الهروب من هنا. ولا ترغب بأجوبةٍ من ليوسايدن. كل ما كانت تريدهُ هو النوم فقط والبكاء كلما سنحت لها الفرصة. تمنت لو إبتلعها السرير وخبئها بداخله كي لا ترى أحداً.

أرادتْ أن يحتويها شخصٌ ما ويُردد بأذنها بأنها بخير.

الوحدة وعدم الأمان كانا متصدرين من بين المشاعر السلبية التي كانت تغمرها. كالينور أحستْ بأنها وحيدة ولا يوجد من تثق به وتعتمدُ عليه ومن جهةٍ أخرى غرقت بشعور عدم الأمان. وكأنها قلعة مهترئة لا يحرسها أحد بينما تُواجه جيشاً عظيماً.

حقيقة أنها لا تمتلك عائلة.

لا تمتلكُ منزلاً لتعود له وتختبئ وراء جدرانه.

كل العالم السفلي يرفض وجودها.

" ما جدوى بقائي على الحياة ، لماذا لا ألحق بوالدتي فقط." همست لنفسها بنبرة خافتة قابضةً على الغطاء ريثما قلبها غمرتهُ رياحٌ باردة جعلته يهدأ ويتوقف عن توليد شعور الألم. وشرعْ شعورٌ آخر بالتغلغل داخل شرايينها.

مرارةُ التخلي عن حقها بهذه الحياة.

" تجربة فاشلة."

إنتفضتْ بخوف حينما همس شخصٌ ما بجانب أذنها فإستدارتْ مُجهزةً نفسها للهجوم لكنها لم تجد أحداً. الحاجز الذي بنتهُ مازال قائماً لكي يحميها فظنتْ أنها كانت هلوسة فقط.

|| كالينور هيليوڤان ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن