[ وجهيْن ]

85 6 0
                                    

________

" إعذرني جلالتك." أردفتْ الخادمة ريثما تتمسكُ بمقبض الباب وتسحبهُ معها كي تُغلق الباب وتُغادر الغرفة بعد إنتهائها من تنظيف القيء والفوضى التي تسبَّبَ بها الإثنين.

" هل حقاً ستكونين بخير من دوني ؟" إستفسرها بنبرة قلقة وحزينة بعض الشيء ريثما يُمسد وجنتها بلطف فإبتسمت لهُ بالمقابل وربتتْ على يدهِ المحيطة بنصف وجهها ثم نطقتْ بتعب " بالطبع، مازالتْ لدي بعض الطاقة لأغتسل بنفسي ولا يُجدر بِك رؤيتي عارية من الأساس ليو فنحن لسنا أزواجاً."

إبتلع لسانهُ أمام كلماتها التي نزلتْ عليه كالصاعقة وقد كان على وشكِ الرد وإخبارها بأنهُ يُخطط لجعلها الملكة. بجانبهِ معاً. لكن الوقت ليس جيداً لرمي هذا الخبرِ عليها فهي تشُكُّ فيهِ بالفعل.

" مالذي تنتظره ! غادر لو سمحت جلالتك."

" حسناً، إذا إحتجتي أي مساعدة فهناك خادمة تِقفُ أمام الباب. فقط نادي عليها وستأتي لكِ." أحكمَ على يدها مُشدداً كطريقة لطمأنةِ نفسه عليها. كان خائفاً من أن تفتعلَ جريمةً بحقِّ جسدها وروحها.

" أجل أجل." دفعتهُ بيديها بعدما أدراتهُ كي تطردهُ من الغرفة لكنهُ لم يتزحزح بل بقيَّ هُناك كالصنم ينظر لها بهدوء، تصلبتْ هي الأخرى تُحاول قراءة ما يدورُ بخُلده لكنها لم تستطع.

" لماذا تتصرفين هكذا، هذا يُتعبني للغاية كالينور. منذ قليل كُنتِ ترغبين بسلخي حياً والآن تبتسمين لي."

تنهدتْ بقوة وكادت أن تقلِب عينيها لكنها إبتسمت مُجدداً بحزن مُصطنع وهمست لهُ قبل أن تستدير وتتركهُ ورائها " أنا أتألم لهذا أتصرفُ هكذا ، لكن لا تخف، أنا لن أنتحر أيها السخيف. الأميرة يجبُ عليها أن تُقاوم أليس كذلك ؟ حتى ولو كُنتُ منبوذة فأنا مازِلتُ أميرة."

أمسكتْ بمقبض باب الحمام وفتحتهُ مُقتحمةً إياه، حينما أرادت غلقهُ وجدت أن ليوسايدن مازال واقفاً بوسط الغرفة يُحدق بها كالعادة. كانتْ غاضبةً منه ولكنها تَحِنُّ لهُ من جهةٍ أخرى وهذا الوضعُ النفسي الغيرُ مستقِر أتعبها.

" أنا اُشعرُ بكِ كالينور. أعلمُ شعور الألم الذي يجولُ بقلبك." أخبرها بنبرة رخيمة مُقيماً تواصلاً بصرياً عميقاً مع خضرواتيها فقطعتهُ هي عندما أومئت له وأغلقتْ الباب. تأملتْ البخار الساخن الذي نتج عن المياه الساخنة التي تتوسطُ الحوض الكبير ثم ركزتْ بأذنيها على خطوات ليوسايدن وهو يبتعد عن بقعتها الحالية.

تقدمتْ من الحوض رويداً رويداً ثم بدأت بنزعِ ملابس المصحة من على جسدها، طاحت الملابس الخفيفة فوق الأرض الرخامية فرفعت ذراعيها كي تتفقد الندبات والخدوش التي سببتها آخر تحديثات حياتها البائسة.

|| كالينور هيليوڤان ||Where stories live. Discover now