|| كالينور هيليوڤان ||

[ الأصواتْ ]

الموسيقى ضرورية جداً.

________

خطوة تَلتّها خطوة.

الحذاءُ الأسود ذُو الكعب المتوسط يقرعُ فوق الأرضية الحجرية التي يفترِشها بساطٌ أحمر اللون يتجاوزُ طوله العشرة أمتار، تنورةُ فستانها الاسود والأبيض تتحركُ بعشوائية من مشيتُها السريعة. ورُغم كل هذهِ العلامات الدالة على التوتر إلا أن وجهها كان خالياً من المشاعر.

دفعتْ الطاولة المُتحركة ضاغِطةً على حافتها من شِدةِ خوفها، بداخلها كانت مِتأكدةً أن ليوسايدن لن يؤذي شعرةً منها لو أمسكها وهي خارج الغرفة لكنها لا تُريدهُ أن يُلقي القبض عليها.ترغبُ بالهرب من هذا المكان بأسرَعِ وقت والرجوعِ إلى مملكتها. إلى منزلها الحقيقي.

" اللعنة ! أين الغرفة اللعينة ؟" همستَ بنبرة خفيفة كي لا يسمعها حُراس الظل وقد شرعَ إحتِمالُ تعرضِها للضياعِ بإقتِحامِ عقلها، لقد إتْبعتْ نفس طريقِ خروجها من الغرفة لكنها لم تجِد أولئك الحراس وهذا يعني بأنها بالرواق الخطأ.

من هولِ توترها أمام ساڤوي، إتخذتْ الرواق الأيسر بدل الأيمن.

توقفتْ عن الحركة لوهلة والهلعُ قد إستجامَ جسدها كُله. لا تستطيعُ دخول أي غرفة لأن حُراس الظل يجوبون القصر بدون كلل ولا ملل ولا تَقدِر على الوقوف كالصنمِ في الممر وإظهارِ مشاعرها المذعورة فهم سيرونها. تحركاتُها مقُيدة فلا هي قادِرةٌ على إكتشافِ المزيد ولا هي بِحامِلةٍ لخطورةِ العودة إلى غرفتها.

صُعِق عقلها بفكرة مُنحدِرة. هذا ليس بجسدِها ولا أحد يدري بحقيقةِ تبادِل الأرواح فلماذا كُل هذا الخوف ؟ إذا دخلتْ لأحد الغُرف وتمَّ الإمساكُ بها فلا أحد سيعلم بأنها كالينور هيليوڤان بل مُجرد خادمة فضولية تجرأتْ على إقتحامِ الُمحرمات.

قررتْ ما تبتغي فِعله بعدها تركتْ الطاولة الحديدية ورائها وخطتْ ببطء نحو الغرف الثلاث الأخيرة. على طولِ الممر المُقفِر والذي تُنيره عدة شموع بدل الأضواء الكهربائية التي تم إختراعها حديثاً تواجد بنهايتهِ ثلاث أبوابٍ خشبية مُزخرفة بأبهى الرسومات.

تخشبتْ هي هُناك. تحُاول إختيار من سيُرضي فضولها.

تقدمتْ ناحية الباب الثاني وقامت بإدارةِ المقبض النحاسي دافعةً الخشب المُحدد نحو الأمام، ما إنْ حطتْ بقدميها داخل الغرفة حتى إنقطعتْ أنفاسها وتجمدت عروقها ومعها الدماء. ببطٍ مميت أغلقتْ الباب ورائها وإنتصبتْ هُناك تُحدق باللوحة الكبيرة التي كانت مُعلقةً على الحائط.