البارت الثاني

1.1K 89 20
                                    

البارت الثاني

الغيرة نيران حارقة تكوي القلوب وتلغي العقول وهي غارت وبشدة وغيرتها غاشمه، نار هوجاء لا تبقى ولا تذر..
  اقتربت منهم بخطوات وئيدة، ونظرات عينيها ينبعث منها شرارت الحنق والغضب، نظرات لو كانت سهامًا لأردته بالحال  وعيناها على تلك التي ماتزال بين ذراعي تميمها، حتى وقفت امامهما وبغته كانت تسحبها من بين ذراعيه
قائلة:-
  - تعالي يا حبيبتي ما يصحش كده انتِ في حاره عيب، مش مال سايب هو دي املاك خاصه..
  انتبه تميم لوضعهما، وقبل ان تسحبها بهار، كان يرفع عنها يداه، متراجعًا خطوة للخلف وقد أدرك من نظراتها ان القادم قاتم لا محال!، خاصةٍ حينما رفعت بصرها اليه مستطرده:-
  - صحيح اللي اختشوا ماتوا..
  وتابعت قائلة وعيناها لا تزيح عن خاصته:-
-عيب العمال اللي هنا يقولو إيه عليه دلوقت أنه صايع وبتاع بنات ويتخاف منه..
  وكأنها تلقي على مسامعه ما ترغب بقوله من سُباب، فتشنجت ملامحه متفهمًا لمقصدها فاردف مجيبًا على حديثها-
  - أنا بحضن اختي الصغيرة قبل ما تكون بنت خالتي، ومش ذنبي ان في ناس فكرها ذبالة ودماغها بتتجه شمال دايمًا، ثم أنا سمعتي في الحارة جنيه دهب والكل عارف مين هو تميم رشدان..
  - على يدي!، انا اكتر وحدة عارفه بأخلاقك العالية..
  تشدقت بتلك الجملة متهكمه، فأبتسم داخليًا عليها، متفهمًا مقصدها تمامًا، انها تقصد ما يمليه عليها من كلمات غزل جريء تنفر سماعه، ألم يخبرها قبلًا ان تلك الجراءة في الكلمات والشخصية العابثة التي توشحه لا تفعل إلا بحضورها فقط فيجد ذاته لا يسيطر عليها وتتحرك غرائزه ويترجمها على هيئه كلمات حتى لا يصاب بالكبت..
وبمكر اردف بتلك النبرة الباردة المثيرة لاستفزازها قائلًا:-
  - طيب كويس إنك شاهدة وعارفة ولسه هتتأكدي وتعرفي أكثر قريب جدًا جدًا، اصل الواحد مننا مالوش الا سمعته بردك ولازم يحافظ عليها اُدام اللي بيهموا بس عشان يطمنوا على مستقبلهم معاه وأنا في الأدب ادي دروس خاصه وحصرية...
   - أما سافل وبجح بصحيح
هكذا همست وقد تداركت كليًا لما خلف كلماته من معاني مستترة تخصها، وكاذبة هي ان نفت تأثرها بها...
وفي المنتصف كانت سلمى تنقل بصرها بينهما، غير واعيه للتراشق بالكلمات بينهما او لعلها تتصنع هذا!..
فهتفت قائلة بنبرة يشوبها الحزن:-
  - انا مش كان قصدي يا تميم، أنت بس وحشتني.. اسفه لو كنت سببت لك مشكله، بس لأني متعودة أحضنك عادي..
  توسعت عين بهار بصدمه، قبل أن يتجه بصرها لتميم الذي كان  بالفعل قد  تأثر بنبرة سلمى ،.،    الضيق من أجلها فهتف موضحًا :-
  - عارف انه مش قصدك يا سلمى..
  ثم تابع قائلًا وقد وقع بصره على بهار وتدارك اخيرًا كلمات سلمى البريئه والتي قد تسبب له كمً من المصائب مع تلك التي يبدو وكأنها تتحكم في ذاتها بصعوبة-
- بس بهار كمان عندها حق، إحنا هنا في الحارة ومحدش هنا يعرف انتِ مين، غير انك كبرتي على كده، زمان كنت بحضنك لانك كنتِ صغيره، لكن دلوقتِ كبرتي وبقيتِ زي القمر..
  عينيها ناظرته بخجل، بينما عين الأخرى طالعته بأزدراء وغضب وكأنها تقول حقًا!، فأزدرد ريقه وهمس وهو يناظرها:-
  - مش قمر اوي يعني!..
  أزاحت بصرها عنه بغته،  فالتقطت عيناها نظرة مبهمه اقلقتها من عين سلمى سريعًا ما أزاحتها ما أن انتبهت لنظراتها الواقعه عليها،  فأنقبض قلبها  بغصه اعتملته، فلم تعجبها تلك الفتاة ولم تصدق تلك الهالة من البراءة التي تحيط نفسها بها، تراها مزيفه وعينيها بها لمعه من مكر الانثى لم تغفل عنه وكيف وهي انثى مثلها وسريعًا ما تردد في عقلها كلمات الحج رشدان حينما هاتفها قائلًا
  - بهار قصدك بخدمه وعايزك انتِ بالذات اللي تعمليها
اردفت مجيبه بمحبه خالصه له:-
  - عينيا ليك يا حج انت تأمر وانا انفذ فورًا..
تبسم الحج رشدان قائلًا:-
  - الله ينعم عليكِ يا بنتي أصيله وأصلك غالب
  ثم استطرد قائلًا:-
اخت الحاجه أم تميم رجعت من السفر النهاردة وسلمى بنتها عايزة تيجي تشوف حي العطارين والعطارة وعايزك انتِ اللي ترافقيها وما تفرقيهاش ابدًا يا بهار فاهمه..
وشدد على اخر كلماته التي ترددت الأن بعقلها، فجعلته يصول ويجول مفكرًا بها الأن، ترى هل هناك معاني مستتره خلفها، وهل يعلم الحج رشدان أساسًا بما بينها وبين تميم..
انتشلها من شرودها تميم الذي أنتبه له، فانتابه القلق وسريعًا ما اقترب منها قائلًا:-
  - الجميل سرحان في اية!..
  انتبهت له وطالعته بنظرات غاضبه،  ثوانًا وتبدلت الى اخرى ماكرة وهتفت قائلة:-
  - هااا لأ أبدًا بس كنت بفكر في خلطه جديدة كده
أردف مستفسرًا خلطة أيه!..
بابتسامه رائقه ونبرة باردة اردفت قائلة:-
  - مفيش في وحدة زبونه جات تشتكي ليا من جوزها اللي بيعُط كل شوية وعايزة حاجه تهده، قولت لها لازمك في جاحه وحاباه يعني ولا متنازله عن حقك فيه، قالت لي ولا طايقاه اشوف وشه، بس نفسي اشمت فيه واشوفه ذليل كده مش نافع، وأنت طبعًا عارفني وعارف أن بحب اخدم فأنا بعملها خلطه
مج مج
هتخليه مش نافع لحاجه خالص، هتحط له منها في كوبية الشاي بتاعته وهيطفحها من غير ما ياخد باله ويومين وهيكون زي أختها...

حب بنكهة البهارWhere stories live. Discover now