البارت الثالث

2K 106 31
                                    

البارت الثالــث
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الرغم من ضربات قلبها التي تقصف في صدرها توترًا من تلك المشاعر التي عصفت بها لقربه والتي اربكتها بشدة، إلا أنها تحكمت بها وانصاعت لعقلها، وسريعًا ما أبدت ردة فعل عنيفة اتجاهه، دفعته عنها بكلتا يديها وركلته بقوة ما بين قدميه، فأبتعد عنها متأوهًا،  ينحني بألم شديد صارخًا بها:-
  - ضيعتي مستقبلنا يا بنت المجنونة.. منك لله..  منك لله..

  أخذ يتأوه بشدة أمامها مما أضعف صمودها، ولاح شعورًا بالذنب على ملامحها، وكادت أن تقترب منه، لكن شراسة ملامحه وهو يرفع رأسه يطالعها بها بغته، احجبتها عن هذا،  فتراجعت للخلف خطوة، وشرارات عينيه تلاحقها وقد خفت المه قليلًا وهتف موبخًا لها:-
  - هو أنتِ مش هتبطلِ الغباء دا!، بدور عبده موتا اللي انتِ عايشه!، أيديكِ دايمًا سبقا لسانك اللي هو دبش أصلًا كمان..
هل كانت تشعر بالذنب اتجاهه!، حسنًا هذا الشعور تلاشى الأن والبغض هو كل ما تشعر به نحوه، فهدرت به قائلة:-
  - تستاهل... كنت عايزني أشوفك بتتحرش بيا وأسكت لك..  سبق وقولت لك أنه  مش أنا...
  هدر بها قائلًا بتذمر :-
  - اتحرش بيكِ يا بومه.. هو أنا عملت حاجه!.. دا انا قاعد اصارع نفسي وامنع شيطاني عنك وكنت محتاج بس أكون قريب منك.. لكن انتِ بومه....بومه... فيه واحده تعمل في واحد هيتجوزها كده!.. عايزة تدمري مستقبلي وتقضي عليا قبل ما ادخل عليكِ.. بس دا بعدك هدخل عليكِ يعني هدخل عليكِ...
 
كلماته أثرت بها، وتلونت وجنتيها بحمرة الخجل، نعم  فبالنهاية هي فتاة تمتلك مشاعر له، لكنها نفضتها وتحكمت في انفعالاتها واردفت قائلة:-
  - الغلط غلط يا تميم، واللي عملته دا ما يصحش وسبق وقولت لك أننا مش هقبل تقل في أدبك معايا وان ردة فعلي هتكون عنيفة، فقابل بقى ودا اللي عندي لو مش عجبك انت حر...
  - عجبني!.. وقابل بيه كمان....
هكذا اردف بنبرة تأكيد، ثم استطرد وهو يرفع قبضته يشير بها على قلبه قائلًا:-
- لأن دا بيحبك وواقع فيكِ..
ثم رفع يده مشيرًا لعقله وتابع الحديث قائلًا:-
  - ودا كمان مقتنع بيكِ...
ثم أشار على عينيه واحدة تلو الاخرى قائلًا:-
  - ودول ما بيشوفوش غيرك انتِ وبس يا بهار قلبي...
وصدقيني ما كنتش هعمل حاجه ولا هفكر ألمسك غير وانتِ حلالي ولو كنتِ استنيتِ لحظه بس كنت بعدت عنك من غير ما اقرب لك...لأني بحترمك وبقدرك وهراعي ربنا فيكِ... بس هو قربك مني اللي ضعفني شوية وانا مش قديس... أنا مجرد عاشق وقدامي كل الجمال دا.. صاروخ ارض جو....فلازم اضعف وإلا ابقى لا مؤاخذه يعني....
وألحق كلماته بغمزة في نهايتها...

بارع في الحديث، يتلاعب بالكلمات بجدارة، فيتلاشى صمودها أمامه وتبيت كورقة في مهب ريح هواه العاصف، فيلين قلبها رغمًا عنه، وتطفر بسمه مُلحه في الظهور على محياها تدغدغ مشاعره، فهتف قائلًا مازحًا على طريقة باز افندي:-
  - صلاة النبي أحسن... وأشرقت الأنوار يا فندم..
  رفعت رأسها تطالع جرح رأسه بندم قائلة:-
  - طيب أنت كويس..
  تمتم قائلًا وهو يرفع انامله يتحسس جرحه:-
  - أنا تمام ما تشغليش بالك جرحك بسيط وحبيبك قوي ويتحمل..
مدت يديها داخل حقيبتها واخرجت منديلًا  ورقيًا وزجاجة من الماء،  ثم سكبت بعضًا من الماء على المنديل واقتربت منه قائلة:-
  - طيب أستني ما امسح الدم دا عشان جرحك ما يتلوث..

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 09, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

حب بنكهة البهارWhere stories live. Discover now