لا أحد يناديكِ عزيزتي
حين تكونين جالسة على العرش...
...........................................................................................................................................................
نظر القسيس للدم في منديله يدرك كليا أنه ليس دمه..بل دم ضحيته لليوم
لذا دسه في جيبه بينما يخرج من حمام الكنيسة يغلقه بالقفل و هو يتفقد أن لا أحد في الرواق ليراه يفعل ذلك..
مسح على خصلاته السوداء بيده يتأكد من أنها مرتبة قبل أن يرتدي قطعة بيضاء صلبة كاللوح و يلفها حول ياقته السوداء المرتفعة لتلائم ثياب الواعظ السوداء التي يرتديها..
حين تأكد من أن مظهره جاهز مسح بأصابعه على خاتم حول إصبعه يرسم حوافه كأنه يرسم قواعدا ثلاثة داخله..قاعدة إثنان ثلاثة..ثم سار بهدوء و دخل للداخل..ليشرف على الزفاف..
عليه أن يتقن اللعبة إن أراد أن يحصل على مراده..لا شيء جديد عليه هنا..
خرج من الرواق يصعد على المذبح و انجرفت الأعين كلها نحوه لسببين..الأول أنهم لم يروه من قبل و الثاني أنه تأخر ..
عدد الحضور لم يكن كبيرا بل لا يتجاوز الثلاثين حتى ..كانوا منقسمين على جانبين..جانب العريس و جانب العروس..تمثال مريم العذراء خلفه و الحرارة كانت قوية كما هو الحال في شهر يوليو مما يفسر أن الكثير من النساء في الكنيسة تستخدمن مراوح يدوية للتبريد بينما تتحدثن بهمس و إبتسامات ..
زفاف تقليدي آخر لثنائي من المدينة هنا و أناس بسطاء..وضعية ممتازة لما فعله لأنهم لا يتوقعون شخصا مثله يرتدي ما يرتديه أن يفعل ما فعله..
تموضع هو مكانه في أعلى المذبح يحمل الإنجيل بين يديه يفتحه على صفحة معينة و يتجاهل بعض النظرات المصوبة نحوه و بعض الهمسات الإسبانية كذلك..
' هل هو جديد ؟..'
' أعتقد أنه يحل محل الأب غونزاليس لأنني لم أره من قبل...'
' أليس يافعا قليلا ليكون قسيس ؟ '
' سأسأل خوان لويس لاحقا لأنه يعرف الجميع في البلدة..'
' دعيني أخبرك..وجهه لا يبدو لي ملائكيا..'
' لقد سمعت من قبل أن الأب غونزاليس مريض قليلا و قد أكد ميغيل أنه طلب شخصا ليحل محله اليوم لذا لا بد و أنه هو..'
قلب هو الصفحات يقرأ منها بملامح هادئة رموشه منسدلة يركز على ما بين يديه و يصرف الهمسات التي بعد هذه..كان هناك ضيق داخله لا يُظهره وجهه وهو لا يحب بتاتا التحدث أمام جمهور حتى و إن كان الجمهور هم ثلاثون شخصا من بلدة على الحدود الأمريكية المكسيكية..لا أحد هنا يعرفه حقا لكن هذا لم يساعده بتاتا في التخفيف من ذلك الضيق..
أنت تقرأ
الكاهونا الأكبر
Romanceانتشرت شَائعِات عن كَنيسة القِديس فرنسِيس و طاَلت كُل المِكسيك ..شَائعات عَن تلِك المرأة بفستان أسود.. اقتحَمت الزِفاف تَحمل بُندقية تبحَث عن رَجُل لتتزوجَهُ..ومن بين كُل الرِجال هُناك اختطفت القِسِيس أمَام أعين الشُهُود... البَعض هَمسوا أنها مَجنون...