Part 05 : الخاتم و الكلمة

52.5K 4.5K 3.2K
                                    

 يمرقُ كالسيف

صوتك في ضلوعي..

.................................................................................................................................................

كانت كيهلاني تجلس في كرسي عند رواق المحكمة المدنية تضع قدما فوق الأخرى كأنها في الصفوف الأولى لعروض أزياء نيويورك ..

ملامحها هادئة ثابتة و كانت تنظر للجدار أمامها بتفكير كما لو أنها بقدر ما تبدو من الخارج سطحية و غريبة بفستان أسود ممزق و حذاء رعاة البقر بقدر ما كان عقلها يعمل على أشياء أخرى ..

وجانبها كان الرجل الذي ستتزوجه صامت منذ ساعات و لم تسمع صوته للآن..لو لم تكن تسمع أنفاسه لاعتقدته ميتا أو مجرد جثة ..لتلك الدرجة كان صامتا و لا يتحرك..و التفكير بذلك يجعلها تبتسم دون أن تنظر له ..

الرجل الذي ستتزوجه.. كانت تملك شعورا واحدا تجاهه كأنها قادرة على لمس طاقته كما هي قادرة على شم عطره من هذا القرب..و كل ما توصلت له أنه كاذب و غامض كالبئر..وهي تفضل أن تستند عليه وهو مغلق بدل أن تفتحه و تغرق..

قد يكون رجلا صالحا جدا أو سيئا جدا..

الخبر الجيد أنها تستطيع التعامل مع النوعين..

مقابلها كان يقف لويس يتكأ على الجدار مع بيرلا و يراقبان القسيس كأنهما في متحف وهو أغرب قطعة قابلتهم..

ليس فقط لكونه واعظ بثياب واعظ في محكمة ليتزوج بإمرأة تحت تهديد السلاح بل لأنه لا يعارض و لا يتحرك اصلا لا ليفتح فمه و يطلب المساعدة و لا ليسأل عما يجري..

احتمال حدوث هذا كان نادرا جدا لكن معرفتهما بكيهلاني كانت تؤكد أن حياتها غريبة و المصادفات العجيبة تحدث معها بكثرة..كتلك المرة التي تغيبت فيها عن حضور عشاء عيد ميلاد عمتها و تسمم الجميع من الطعام بعدها ..أو حين نامت في العشية و فوتت على نفسها موعدا مدبرا مع رجل اتضح لاحقا أنه مطلوب عند الشرطة و ألقي القبض عليه...أو حين ذهبوا للتخييم و قامت هي بوضع خيمتها في حقيبة مختلفة و كانت الوحيدة التي لم تتخرب بعد أن وقعت كل أمتعتهم في البحيرة بسبب خطأ ما..و طبعا لا أحد ينسى كيف أنها دوما تجد الأشياء الباهظة و النادرة مرمية في كل مكان بينما هم لا يجدون حتى عملة بيزو على قارعة الطريق..

رمشت بيرلا و لويس تبعا للحظة رفع القسيس أعينه لهما فجأة بعدما كان ينظر لأيديه منذ مدة..

بيرلا كانت متوترة قليلا و لويس توتره السابق اختفى بعدما قضى ساعات مع هذا الرجل الذي لم يتحرك أو يتحدث و بات توتره الآن حذر أكثر منه ترقب..فلا أحد يصطاد نمرا ضاحك و لا أحد يختطف رجلا هادئ..

شيء ما غريب يحدث أو خطب ما يعاني منه هذا الرجل..ولعله علم أن لويس ينظر له بشك كونه و بتلك الأعين الخاوية مررها على جسد المكسيكي الواقف من الأعلى للأسفل كأنه يقيمه..

الكاهونا الأكبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن