كَما تَرى "

30 5 8
                                    

. صوب أفق الجزيرة، حيث السماء والبحر يلتقيان، يلتحم أزرقهما ويزينهما الأبيض كالحُليّ، ولم ننسى بعض الطيور هنا وهناك لتكتمل اللوحة، تجولت دوينا ماشيةً تارة وقافزةً تارة، تقذف الحجارة بقدمها، ثم تمسك واحدةً و تصوبها صوب البحر،. بجانبها صديق طفولتها ليون، بعيونه الزرقاء المشعة، كأن البحر والسماء استقرا بهما،. شعر أسود مموج يصل لأذنيه،. سمار لذيذ وابتسامة هادئة، يتقدمها بضع خطواتٍ  ، بضع ثوانٍ وأخذ يبتسم بتحذلق مسترسلًا

"لعبة جديدة؟"

بنفس الابتسامة ولمحة المتعة نطقت الأخرى
"لِمَ لا"

أدارها بالأتجاه المعاكس، بصوتٍ كفحيح الأفعى "اختاري ما تريدين سيدتي"

"هذا"

"جميل، أنا عاجز عن النطق"
نظر لها بنهاية الجملة، النسيم يرتطم  بالأمواج، لترتفع بشموخ كوحش سيبتلع ما يعترض طريقه، ثم ما يلبث أن يهدأ بالنهاية
ابتعد بضع خطواتٍ مشيرًا برأسه،. سرعان ما أومأت له، رفعت رأسها للأعلى مستلةً نفسًا طويلًا مما أدى لزيادة الأدرينالين بعروقها

" أخيرًا ،أخيرًا"

.
..
...
....
.....
......                    ...                       ...

"آه دوينا،. كنت أبحث عنكِ،. أين كنتي بأي حال؟"

"أتجول هنا وهناك"

دخلت سورينا في تلك الأثناء، سحبت كرسيًا بجانب الطاولة وابتسمت باتساع، نارسيس بجانب الباب ودوينا ترتب الصحون

"اسمعا، اتخذت قرارًا بغاية الأهمية الآن"
نبست بعد قليل

"أي قرار؟"

"بغاية الأهمية، أعني بغاية غاية الأهمية "

" أريحينا سورينا  ما الموضوع"

"لقد قررت"

أخذت نفسًا طويلًا، أرجعت شعرها خلف رأسها

"قررت صبغ شعري ،إلهي تخيلوا أن يكون بُنيًا،. أو ربما أسود يبدو فخمًا،. ماذا عن... "

توقفت عن الكلام، رفعت رأسها بصدمة لما فعلا، كان نارسيس قد سكب كوب قهوته على شعر سورينا ودوينا رشت بعض البُن على رأسها أيضًا

"هاك، شعرٌ بُنِّي"
قهقه نارسيس وضرب كفه مع دوينا

نفضت سورينا شعرها، نظرت ليديها التي تلطخها القهوه الآن، نظرت لشقيقيها ونبست

"أتعلمان شناعة ما فعلتماه الآن".

نبرة باردة ببحةٍ كالفحيح،. نارسيس قد هلع بالفعل وأخذ يضحك بتوتر،. بينما ابتسمت دوينا وامسكت عبوة البُن من الطاولة المجاورة

"أوه عزيزتي أعلم تمامًا ما أفعل"

"دوينا لا تجرؤي،. أقسم لكِ أقسم إن.."

رَجْفَة "Where stories live. Discover now