انْصِهَارٌ وَئِيد "

54 5 21
                                    

.

              ¦| الراوي نارسيس

تتذبذب خطاي، بعذوبة الأثر وقدسية اللحن  كحديث الولادة أثب أو أزحف، لا فارق، صوب رتم السحب بجانب تفجر الأمطار وزحف الندى بالليل، اختباءً ،اقتناصًا؟ أم ولهًا؟ هل تشعر بأوعيتي؟ تتدفق الدماء حتى تكاد تثقب صدري، لأعالي الجبل المنحني لها، للصوت قابلية للاختراق ، أصوات الاصطدام تجعلك تهلع، المتفجرات تعج بصوت الموت، تحليق الطائرات فوق القرى يصاحب بصراخ الأطفال المتحمسين،فكما ترى للصوت طعم، تتذوقه في المنام، في الرثاء،. في الجذل،
بعضها يخترق حواجز الأذن، يثب كجندي بجسدك، إلى أن يصل للسان، نحن نتذوق الأصوات لا نصغي، ها أنا الآن أصغي، وثب صوتك كجندي أُغتصبت أرضه ، قفز قفزة الثقة داخل جسدي الضعيف، تذوقته،. اخترقني بالفعل، أنا المحاوط بالحدود والأفخاخ،. اللجام والمتفجرات،. والجنود المتشككون، عدو المشاعر وقاتلها اخترقتني بذبذبة حنجرة، للمشاعر مذاقٌ أيضًا،. كحالي الآن بعد رحيلك، أتذوق الحزن والأسى بكل ثانية  بكل نفسٍ،. امتزجت كل مشاعري مشكلةً ذلك المذاق،. المرارة،
ذاك الشعور الذي يهئ لك أنك قد تتقيأ قلبك بأي لحظة،.
الآن تقيأت روحي،. وقلبي يريد الوثب ليلحق بها، والإثنان وجهتهما واحده، إليكِ.

أقف محاطًا بالظلام ، الأزهار الذابلة أسفل قدماي والسماء رمادية، ذات الجثة الملقاة هناك، وسط بحرٍ من الدماء، هذه المرة لم أتحرك، لم أركض أو أتقدم، أعلم بالفعل إنه ذات الحلم وذات النتيجة بكل مرة، بَرُقت السماء من فوقي مزيلةً الضباب، وهذه المرة رأيت وجه الجثة، إنها آرين بالفعل كنت أعلم.
ما لا أعلمه هو استمراري برؤية نفس الحلم بكل مرة وكل ليلة، أو سبب تلطخ ملابسي بالدماء سابقًا.
وسط هذياني حاوطني الظلام من كل جانب وابتلع جثة آرين، ظللت أصرخ وأنادي، لكني لا أستيقظ
مَيَزتُ شخصًا ما بالجوار، ظَهْرُ فتاةٍ يافعة، شعرها طويلٌ مموج، ترتدي فستانًا أبيض تلطخت حوافه بالدماء
اقتربت منها متوجسًا، لاحظت ابتسامة على طرف وجهها.
اقتربت وأدرتها وإذا بوجهها يصبح أبيضًا بالكامل، عينيها حمراء تُقَطر دموعًا من الدماء
وفي تلك اللحظة استفقت.
نظرت حولي بتوجس، لا أقدر على الحركة بعد.
شلل النوم ،نعم بالطبع، لم أظن أني سأعاني منه بحياتي لكن ها أنا ذا
بضع دقائق واستطعت الحركة، ألهث كمن كان يركض للتو من ايطاليا حتى فرنسا، رغم أني لا أعرف ما تلك المسافة.

نظرت للنافذة، يبدو أنه الصباح، أستطيع سماع صوت سورينا التي تصرخ ودوينا التي تضحك لتستفزها، نهضت مستلًا نفسًا طويلًا وخطوت للخارج.

"اسمعيني دوينا ،أو لا تسمعي لن يتوعب عقلك البائس ما أقول، يجب أن تتشرفي بسماع اسم شكسبير كيف تجرؤين على التحقير منه!"

"اسمعي هذا، لا يهمني شرشبيل أو شسكبير هذا، إنه طفلٌ بكاء يحب المبالغة، انتهى النقاش"

رَجْفَة "Where stories live. Discover now