١٤

69 7 24
                                    

- وجهة نظر ماثيو -

كنت مرتاحًا، أكثر من اللازمِ رُبما.
لم أدرك حتى جاء الوقت الذي سنظحي بهِ بأروحنا.

ساحة المعركة كانت أبشع مما تخيلت بكثير، الناس كانوا يموتون فعلًا ويداي كانت مرتجفتين بشكلٍ جعلني أتأكدُ من أنني سأموت فورًا.

سواترنا لم تحمينا كما يجب، والجميع حولي كانوا يتساقطون والدماء تتناثر منهم، بعضهم نظر لعيني مباشرةً كما لو أنه يطلب النجدة، كيف لي أن أُنجدك؟

أُمي أنا خائف.

جمعتُ شتاتي ثم جريت صارخًا بأعلى مالدي من صوت، لايهم أن فقدتُ صوتي، أردت أن أعيش بعد هذا.
ضغطتُ على الزناد وهذه المرة كنت أنا المتسبب بسقوط أحدهم..
ضاق نفسي بشدة ونسيت كيف أتنفس حتى، أمتزجت دموعي معي عرقي دون وعيٍ مني وجسدي أبى الحراك بينما أراقب الجثة التي قتلتها..

- هل تريد أن تموت؟!
صاح بهذا أحد الجنود وقد أنبطح أعلاي كي يحميني، نظراتهُ كانت غاضبةً بحق و ودَ لو لكمني وقتها
- أستعد وعيك! هذهِ ساحةُ حرب إن لم تَقتُل تُقتَل!
إنها ساحة حرب.. فعلًا، من قتلتهُ كان ليقتلني..
رأيت من حماني عاود الجري لكن قامت رصاصةٌ بإختراقِ قُبعته ثم أُخرى أخترقت ساقه، قلبي يُعتصر بشدة وشعرت بأنني سأفقد الوعي، لكن هذا بالتأكيد ليس الوقت المناسب.

إستجمعتُ شجاعتي ثم واصلت التقدم بينما أخطو على جثث الجنود، شعرت بأنني أُهينهم وأُهين تضحياتهم بالدوس عليهم لكن لم يكن هنالك طريقٌ مفتوحٌ آخر،
أرغب بالأعتذار لهم..

جيش الدنمارك لم يكن مساويًا لعددنا لكنهُ تميز بالقوة والشجاعة والتي لم تكُن تنقصنا أيضًا!

و وسط اصوات الإنفجارات والطلق الناري في كُل مكان،..
لمحتُ تلك الأعيُن الخضراء، خضارُها فاقعٌ وجذّاب، تلك العينان اللتان بأمكاني تمييزهما بين ألاف الأعين! شعرت وكأن الكون سكنَ للحظاتٍ  بينما أراقب وجههُ المُتسخ وتعابيرهُ الغاضبة وهو ينطق "تقدموا! " بصوتٍ مرتفعٍ لم أسمعهُ قبلًا،
أنا متأكدٌ من هويته! لستُ أتخيل أُقسم!
شعرتُ بالضيق أكثر من السعادة، لم أُرد أن يكون لقائنا في ساحة الحرب، وضد بعضنا! أرجو إلا تلتقي أعيننا.


- نهاية وجهة نظر ماثيو-

أتت رصاصةٌ بشكلٍ سريعٍ ومفاجئٍ لتخترق كتف ماثيو في لحظةِ شرودهِ وسكونه وهذه المرة لم يهرع أحدٌ لمساعدته.
حاول ماثيو أن لا يفقد الوعي إلى نهاية الحرب وأستمر بالقتال وأبعاد شعور الذنب الذي يراودهُ بينما يدعوا في داخلهِ أن يرى فيرديناند في النهايةِ حيًّا.

في النهاية، أستمر هجوم الألمان على الدنمارك نصف ساعةٍ فقط حتى خضعت البلاد لحكم وسيطرةِ ألمانيا مع الكثير من الخسائر من ناحية السكان والجنود.
الشعب لم يكُن راضيًا لكن.. ماذا بأستطاعتهم فعله؟

مَاريونتOnde histórias criam vida. Descubra agora