خربوشة 43

28 5 5
                                    

خربشات

جلست الشابة على الاريكة في غرفتها بشكل فوضوي ، و تنهدت بعمق لآلاف المرات وهي تفكر في ما حدث مع الشاب ..

' محظوظ هو من سيتزوج بك ، لابد ان والدته دعت من اجله كثيرا ! '

تذكرت كلماته و شعرت بفراغ في قلبها ..

كانت تغطي وجهها الذي اشرف على ذرف الدموع ولكنها كانت تضحك على نفسها بشكل ساخر !

في الاونة الاخيرة ، بدأت تدرك فداحة ما كانت تفعله حقا و ان ما تشعر به من السعادة و الاطمئنان قد يتبخر كما لو كان وهمًا..

لقد ارادت ان تكون مخلصة دائما للرجل الذي سيكرس نفسه من اجلها ، ولكنها في النهاية منحت مراتها الاولى لرجل تشك انها قد تكون قادرة على الزواج به ..

لم يكن نقصًا منها ، و انما غموضًا منه !

لم تستطع ان تفهمه او تحله ، فقد بدا كأحجية معقدة استمتعت في محاولة حلها في الكثير من المرات ..

ما الذي بقي منها لتمنحه الرجل الذي ستتزوج منه مستقبلا ؟!

روحها ، جسدها ، ام قلبها ؟!

الخجل ، الاهتمام ، الاندفاع ، العفوية ، الحب و القلق منح للشاب !

حتى انها لمحت اليه بسذاجة بأنها ترغب برجل مثله ..

من هي التي لن ترغب ؟!

وان كانت تجهله فما اظهره لها كان كافيا حتى الوقت الحالي لها ، كان يخاف عليها و يهتم بها و يقلق عليها ، كان يدعمها و يشجعها دائما ..

كانت علاقة مريحة و دافئة ، لكن دون اي مسمى !

بالرغم من انهما كان يتبادلان الالقاب اللطيفة و المحببة ، الا ان كل واحد منهما لم يستطع وصف الاخر بحبيب او صديق ..

هي لم تستطع التفكير به مع امرأة اخرى ، ولكنها شعرت بالتقزز عند التفكير برجل اخر يعاملها مثله !

بل وكانت واثقة من انها قد تصفعه و تصفه بالمتحرش ، اذن لماذا لم تستطع ان تفكر هكذا بالشاب ؟!

ما الذي كان يتوجب عليها فعله ؟!

هل عليها البقاء في هذه العلاقة ؟!

و تنتظر لترى ما خلف الستار ، كان ضريبة الغموض باهظة !

لقد رأت ذلك في والدها ، كان قد تخلى عن منصبه العالي في شركة عريقة و بدا انه تخلى عن عمله الاستثماري في مجال الاخباز و الاطعمة الصحية و بقي دون اي عمل ..

في ذلك الوقت لامت والدها كثيرا ، و كرهته في بعض الاوقات لكونه كان مقصرا للغاية معها ومع المنزل ..

كان بالكاد يحضر الطعام ، و اعتمدت والدتها على جدها الثري لتعيل العائلة !

ولكن في النهاية..

اكتشفت حقيقة ان الشركة كانت تؤذي والدها ، وهي السبب في تدهور صحته و امراض القلب التي اصيب بها ..

العمل الاستثماري الذي وضع فيه مئات الالوف راح هباءً ، لان الشيف الذي احضره لم يكن يملك شيئا سوى مهاراته و استغل والدها ليكون موطئ قدم اليه ..

و ترك العمل معه في النهاية و بحث عن شركاء اكبر ، بينما بقي والدها تحت الديون بسبب الالات و الاشياء التي احضرها من الخارج لاجل العمل ..

والدها لم يطلع حتى والدتها التي كرهته في النهاية على كل شيء ، وبقي غامضًا دائما !

كانت هي من نبش في اشياءه و بحثت عن الحقيقة ، لتكتشف انه كان يحاول ان يحميهم و لا يثير شفقتهم عليه و يفضح عرض الرجل الذي قام بخيانته ..

لقد تحمل الكثير و ضغط على نفسه بهذا الغموض..

ولكن هذا كلفه الكثير ، فقد نبذته زوجته لتقصيره و لانه كان لا يفسر لها شيئا و يتركها جاهلة ، بينما لم تعد هي و اخوتها يتعمدون عليه مطلقًا ...

ضريبة الغموض الخاصة بالشاب قد تكون اشد ثقلا ..

وقد تكلفها سنوات من عمرها دون ان تسمع منه ما يفكر عنه تجاهها و كيف يراها ..

كانت تشعر الان بالعجز و الضياع !

يتبع-

......................
ثرثرة الكاتبة:

قولو لي اذا تبون تكملة من وجهة نظر الشاب 🌝👍🏻

خرابيش ريجينا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن