فائدة 7

46 7 51
                                    


في اختلاف الصحابة

عليك أن تعرف أنك كمسلم تتبع المنهج الوحيد الذي سيدخلك الجنة (مذهب أهل السنة و الجماعة و لا غير) أن هناك عقيدة خاصة في الصحابة، و عندما نقول عقيدة فمعناه أنه لا يجوز لك أن تخالف هذا الأمر تحت أي ظرف من الظروف و إصرارك على مخالفته قد يدخلك في دائرة الكفر.

الصحابة مفردها صحابي هو كل شخص لقي الرسول صلى الله عليه و سلم مسلماً و مات على ذلك سواء ذكراً أم أنثى.

يجب أن تؤمن كمسلم أن جميع الصحابة مسلمون مؤمنون متقون عدول، هم أفضل المخلوقات بعد الأنبياء، ليس فيهم منافق و لا مشكك و لا ضعيف إيمان، إيمان الواحد منهم و عمله الصالح أكبر من جميع البشر السابقين و اللاحقين ما عدا الأنبياء، لا يوجد أفضل منهم من البشر مهما بلغت مرتبته.

إذا كان الله قد اختار محمد لقيادة البشرية من قبل أن يخلق السماوات و الأرض، فهو قد اختار هؤلاء اختياراً ليكونوا معه و أعوانه و أصحابه، اختارهم الله اختياراً لنشر رسالته و دينه الذي لولاه لن تدخل الجنة أبداً.

يجب أن تؤمن هناك تفاضل بينهم و هذا التفاضل معتبر و من صميم الدين، فأفضلهم أبوبكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي ابن أبي طالب، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة، ثم من شهد بدراً، ثم أصحاب الشجرة، ثم الذين أسلموا قبل فتح مكة، و هكذا و هكذا.

و يجب أن تؤمن أنه واجب عليك أن تترضى عنهم و أن تذكرهم بالخير، و حرام عليك سبهم أو لعنهم أو الطعن فيهم أو انتقادهم أو الانتقاص منهم أو السخرية منهم أو التقليل من شأنهم، و أن تسكت عما جرى بينهم من خلاف و لا تعلق عليه و تخوض فيه.

و أشهر خلاف حدث بين الصحابة هو بين اثنين.

بين

علي ابن أبي طالب

ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم و زوج أحب بناته إليه فاطمة رضي الله عنهم، الذي أسلم ليلة نزول الوحي و عمره سبع سنوات فكان أول من أسلم من الصبيان، أول من فدى الرسول صلى الله عليه و سلم بجسده، أحد العشرة المبشرين بالجنة، رابع الخلفاء الراشدين، هو من قال فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه رجل يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله.

و بين

معاوية ابن أبي سفيان

صهر رسول الله صلى الله عليه و سلم و خال المؤمنين بزواج رسول الله من أخته أم حبيبة رضي الله عنهم، أحد كتاب الوحي ، ليس أحد من الصحابة إلا و شهد له بالحكمة و الفقه و العلم و السيادة و هو أول خليفة في الاسلام من بعد الخلافة الراشدة و على يده هو و الحسن بن علي رضي الله عنه تحققت الكثير من نبوءات الرسول صلى الله عليه و سلم.

بدأ الأمر كله مع شخص يدعى عبدالله بن سبأ، هو يهودي من اليمن و المؤسس الحقيقي للمذهب الشيعي، بدأ يوجه الانتقادات لعثمان بن عفان، الذي انتهج سياسة أكثر ليونة في حكمه على عكس عمر بن الخطاب الذي اشتهر بشدته و حزمه، و ذلك لاتساع رقعة الدولة و دخول شعوب بأكملها في الاسلام في محاولة منه لاستقطاب قلوب هذه الشعوب إلى الاسلام و تعريفهم بسماحته.

كان عبدالله بن سبأ يكيل الاتهامات لعثمان، و في نفس الوقت يقوم بتعظيم علي ابن أبي طالب حتى وصل إلى القول بأن علي هو الله!

تأثر كثير من الناس بأفكار ابن سبأ، حتى وصلت إلى ظهور مذهب جديد هو أول مذهب يدعي الاسلام اسمه الخوارج، متأثراً بأفكار ابن سبأ و أسباب سياسية أخرى منها عزل عثمان ابن عفان عمرو ابن العاص عن ولاية مصر أجج أحقادهم على عثمان عفان، كان عثمان يرفض أن يكون أول سفك للدماء بين المسلمين يكون في عهده رغم محاولات علي ابن أبي طالب اقناعه بالقتال لكنه استمر بالرفض، حتى اغتال الخوارج عثمان بن عفان، و لم يستطع أحد التعرف على هوياتهم و ذهبوا و اختبؤوا مع معسكر علي ابن أبي طالب.

اجتمع الناس في ساعتها و ألزموا علي ابن طالب بالخلافة و قبلها رغماً عنه، و كان أول قرار اتخذه أن ينقل العاصمة الاسلامية من المدينة إلى الكوفة للابتعاد عن المشاكل و الفتن في وقتها. كان هدف علي ابن أبي طالب تهدئة الأمور أولاً لكي تستكمل حياة الناس و تعود لطبيعتها أولاً من بعد الفوضى التي حصلت بعد استشهاد عثمان، خصوصاً بعد بداية انتشار الافكار الدخيلة على الاسلام من شيعة و خوارج.

على الجهة الأخرى، كان معاوية ابن أبي سفيان هو والي الشام عينه عمر ابن الخطاب عليها، هو صاحب أكبر قوة سياسية في ذلك الوقت يطالب علي بتسليم قتلة عثمان، كان علي يرى أن التوقيت غير مناسب خصوصاً أن مؤسسات الدولة منهارة و يجب اعادة بناءها، و معاوية يخشى فرارهم من العدالة و ذلك موضوع لا يسكت عنه في أعراف العرب كون أن عثمان من بني أمية نفس قبيلة معاوية.

و بسبب الشحن الطائفي و السياسي الذي تسبب به الخوارج بنشرهم الشائعات الكاذبة عن الطرفين، و عبدالله ابن سبأ (الذي أعدمه علي ابن أبي طالب) وصل الأمر لتلاقي جيشين بين معاوية و علي، دارت رحى مناوشات و قتالات شديدة سببها قيام الخوارج المختبئين في معسكر علي باستفزاز الجنود في معسكر معاوية برميهم بالنبال حتى يتقاتلوا.

ثم بعد تدخل بعض الصحابة أوقف كل من علي و معاوية القتال و تصالحا و اتفقا على تأجيل جميع الأمور و محاولة تهدئة الأوضاع، جن جنون الخوارج بسبب هذا، فقاموا بتكفير جميع الصحابة و على رأسهم علي و معاوية وبدؤوا بعلي فأغتالوه، و لم يستطيعوا الوصول لمعاوية لأن الوضع قد اهتاج و لقوة معاوية و مركزه.

اجتمع الناس مرة أخرى على الحسن بن علي ابن أبي طالب و نصبوه خليفة، غير أن الحسن كان يعرف أن فيمن نصبه خليفة هو بذاته من بدأ كل هذه الفتنة، فقام بالتنازل بالخلافة لمعاوية ابن أبي سفبان، و شاء الله أن يتمكن معاوية من القضاء على جميع من تسببوا بهذه الفتنة و تثبيت أمور الدولة و إعادتها إلى نصابها حتى سمي العام بعام الجماعة و بداية عهد جديد في الإسلام.

من خلال القراءة في الأحداث التي وردت، لم يقم أحد من الصحابة بتكفير الآخر أو سبه أو لعنه أو شتمه أو التشفي فيه، كانوا جميعاً مجتهدين يسعون للخير و صالح الأمة الاسلامية، و هذا الخلاف الذي بينهم هو خلاف سياسي محض، يحصل يومياً في جميع دول العالم و أسوأ بكثير.

رضي الله عن علي

رضي الله عن معاوية

رضي الله عن جميع الصحابة و التابعين.

تساؤلات دينية؟ أحضرها هناWhere stories live. Discover now