الغيرة الدامية

234 27 2
                                    


كُــــــــــن واثـــــــــق فِي قـــــــــدرة اللـــــــه ولن تنــــــدم أبــــــــداً

لقد جمعت وربطت كُل شئ ببعضه والأن في يدها الحقيقة الغريبة العجيبة بِنسبة لها والتي لم تشأ الإعتراف بها أبدًا السيدة التي لطالما إعتبرتها والدتها هي مُجرد إمرأة لا تفقه عن الأمومة والحب شئ! لقد ألقت إبنتها ايعقل!! وتلك الفتون الأن هي تعتبر شقيقتها.
هل يمكن أن تكون قد تاهت مِنها مثلًا أو لا لا بالطبع لا فـ النظرة التي تراها في أعين هالة كفيلة بإخبارها أنها تعلم كُل شئ، وأن فتون تلك إبنتها! نعم تحليل الـ DNA قد أثبت هذا، وهـي الأن لا تعلم ما يجب عليها فعله هل تواجههم أم ماذا لكن بئر الحقيقة ماذال مُمتلئ يجب أن تعرف كل شئ أولًا.
افزعها صوت والدها بدر يدق علي باب حُجرتها أخفت ظرف التحاليل سريعًا وأجابت:« أيوا يابابا أنا جاية» دلف والدها وأردف:«حببتي عاملة ايه انهاردة»

قالت وقد اندهشت من طريقته عادة لا يأتي لها غُرفتها اهو يوم المُفاجات ام ماذا اجابت:«بخير يابابا انت كويس؟»
جلس قائلًا:«كنت عاوز أخد رأيك في موضوع»
جلست جواره بقلق:«اتفضل»
_«أنا جبتك هنا مصر بلدي بلد الأمان البلد الـ اخواتي وقريبي فيها عشان عمري مكنت هطمن عليكي في الغربة، عشان كدة أنا حابب أجوزك هنا احنا مش هنرجع الإمارات تاني انا هرجع عشان شغلي اما أنتِ وأمك هتفضلو هنا هتكملي دراستك هنا وحياتك المستقبلية إن شاء الله.»

ربُما شعرت بالحزن قليلًا علي عدم رؤية اصدقائها ومعارفها هناك ولكنها سُرعان ما انتبهت لشئ و قالت بعدما شعرت انه هناك لغز وراء حديثه:« ماشي بس انا مش فاهمة حضرتك بتلمح لـ ايه»
قال وكأنه يعبث بأفكارها:« فاكرة أحمد ابن مراد بيه الـ كنتِ بتلعبي معاه وانتِ عمرك سنتين»
قلبت عيناها بسخريه مُبتسمة من طريقة ابيها:«لا الحقيقة مش فاكرة وانا عندي سنتين تحديدًا كنت بعمل ايه، يابابا بقا قولي فيه ايه»
ربط علي يدها وقال:«بصي ابوه عرض عليا إن ابنه يجي يتقدملك وانا بصراحة قلتلو يجي تشوفيه مش هنلاقي شاب احسن منه ليكي»
ووقفت قائلة بحزن وغضب:« ليه كدة يابابا مخدتش رأيي ليه قبل متقولهم يجو إفرد انا مش عاوزة دلوقت.»
ذهبت امام نافذة الغرفة تنفث عن غضبها تفكر بسليم ربما يأتي. فلديها بعض الأمال لم تتبدد بعد.
اقترب والدها يربت علي ظهرها بحنان:«يامرام ياحببتي أنا بس عاوزك تشوفيه وتقعدي معاه»
وافقت بشرط أنها ستقابله فقط وقضت ليلتها تفكر بأشياء عديدة مما حدثت في هذا النهار.

" ومع شفق فجر جديد"

كان بعض العُمال يستكملون تجيهيزات المطعم ومعهم المهندس الذي احضرته مـي كان شاب بالغ الطول لطيف الهيئة مُتسرسل الشعر خجول بعض الشئ.
بالطبع لاحظ ساهر أن أي شئ يريده هذا الشاب يطلبه مِن مـي التي تقبع بجانبه طيلة وجوده، كان عليه أن يعترف أنه شعر بالغيرة.
كانت فتون أيضًا تقضي جلَ وقتها معهم لقد أخبر الطبيب سعد أن تبقي في تجمُعات وأن تشارك الأخرين فإن كان علينا التخلص مِن شئ فالنقبع داخل بؤرته نفسها تحديًا له.
كانت ايضًا تجلس تُساعدهم في بعض الأعمال البسيطة وكان الجميع يُنهي عمله بدقة بينما كانت فتون تُراقب تعابير وجهه ساهر كُلما نظر اتجاه مـي وهذا المهندس ليجدهم سويًا وكانت تضحك بخفوت مِن مظهره العابث التي حفظته عن ظهر قلب هو يشعر بالغيرة الأن مؤكد، ومثلما يقولون العاشق تفضحه نظراته.
تسألت هل وصل لتلك المرحلة؟!
قبل ان تنغمس في افكارها اكثر  قد إستمعت لأصوات صيحات عالية
إتجهت نحو ساهر والمهندس الذين كانت الأصوات تُصدر مِن اتجاهمم لا تعلم متي ذهب ساهر لهناك لقد غفت عيناها عنه قليلًا في برهة تفكير.
اردف ساهر بغضب:« قولتلك النظام دا مـش عاجبني ومش داخل دماغي وهيتغير واصلا مين قالك اعمله»
اردف المهندس بهدوء:«حضرتك مينفعش لو هدناه هنعيد الـ تحتو تاني، وأنسة مـي ال قالتلي»
تحدثت مـي:«أيوا أنا الـ قولتله ياساهر فيه ايه مش دا الـ احنا اخترناه سوا»
قال بعِناد:«لا مش هو التاني مكنش كدا، بصي هيتهد مش عاجبني يعني مش عاجبني وانا حر»
تحدثت فتون لتهدئته بينما في داخلها تبتسم علي عِناده الذي تعلم سببه ولكنها لن تظهر هذا فهو مجنون لابد من تهدئته:« ساهر خلاص التصميم جميل سيبه!»
تحدث ساهر ناظرًا للمهندس:«هيتهد ودلوقت حالًا لأن دا مش شغل، ومش منظر»
أردف المهندس بغضب:«يا أستاذ حضرتك بتقلل مني كدا وقلت مش هينفع يتهد هياخد وقت و...»
صاح ساهر مُقاطعًا:«وأنت مالك! مياخد وقت هو مش بيدفعلك فلوس؟»
تتطلع الهندس لـ مـي:«أنسة مـي مينفعش كدا دا مش أسلوب اما ترسو علي حل ابقو كلموني»
أوقف ساهر المهندس:«وانا بقولك مش هتمشي غير لما تهد الـ القرف دا»
صاحت مـي:« مخلاص ياساهر شايفه ماسك فاس ماشي بيه! عيب كدا سيب الراجل يمشي»
اردف بغضب وصاح وقد أمسكها من ذراعها:«أخرسي إنتِ ملكيش دخل واشمعني دلوقتِ عاوزاه يمشي ما من الصبح كنتِ قاعدة تهزري معاه ولا كأنه خطيبك يامحترمة.»
شهقت فتون وتتطلعت علي اثار الصدمة التي وجدتها علي وجه صديقتها أثر عِبارة ساهر الأخيرة.
خطي سعد قريبًا اتجاههم وهو يستمع لما حدث مؤخرًا، قبلها كانت هاتفته فتون واخبرته أن يأتي قليلًا ان انهي عمله لتوريه بعض التصاميم التي سيضعونها في الخلفيه الإخيرة وحين اتىَ إستمع الي ما قيل اتجه ناحية ساهر وجذبه ليترك زراعها واردف بكلمتين:«ساهر سيبها»
وتطلع للمهندس المندهش لما يحدث وقال:« اتفضل أنت يابشمهندس دلوقت.»
اتجه المهندس للباب ليرحل ولكن غيرة وغضب ساهر اقوي من مزاحه ولامُبلاته احيانًا جذبه ساهر من قميصه ليُعيده وقام المهندس الذي انفجر غاضبًا بلكمه أثر تلك الحركة التي تُعد اهانة له.
واصتدم كلهما ببعض قام ساهر بلكمه بقوة ووجه المهندس يرد له لكمات اكبر واشتد الضرب أخذ ايضًا سعد لكمة من ساهر بغير قصد واغمض عينه بغضب قبل ان ينفجر فيهم جميعًا أبعد ساهر عن المهندس وجذبه بعيدًا حتي كادات زراع ساهر تتمزق
وأبعد العُمال المهندس عنه.
كل هذا وفتون تُهدئ مـي الباكية التي ركضت اوقفت تاكسي لتُغادر المكان حاولت فتون تهدئتها بشتي الطرق
أردفت مـي بسخط وغضب:«سبيني يافتون أنا استحالة اقعد مع الحيوان دا في مكان تاني بعد كدا»
_« بالله عليكِ إستني بس يامـي متمشيش وانتِ كدا»
اغلقت مـي باب التاكسي واخبرت السائق انا يسير.

رُفقاء الملجأ " الرابطة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن