خطة هࢪوب

144 15 3
                                    


بَعض الأمور، يُمكننا أن نُمررها مرور الكرام، وإن أحزنتنا قليلًا، ولكن مِن الصعب أن نُمرأ كسور القلب، القهر الناتج عنه، والألم الذي نشعر به عند فتور مُعاملة أحبائنا تنفذ طاقة أجسادنا إن لم نزودها بالغذاء كذلك تنفذ طاقة قُلبنا إن لم يمدُنا من نحب بالطاقة اللازمة من دعم وإطمئنان ورُبما تنتهي وتنطفئ إن فطرها الأحباب مرة تلو الأخري.

أمام شاشة التلفاز جلستا يتسامران، إحدهن اللتوي فمها بعبوث وأردفت:«مش عارفة بتجيبي الثقة دي منين يافتون انا حاسه انه بيخوني نفسي أمسك عليه حاجة بس هطربق الدنيا فوق دماغه وقتها، والبت يختي السوسة الصغيرة تقولي
"أشربي بق ماية الدخان هيطلع من بوقك" يكنش تنين مُجنح أنا ولا ايه!
قهقة فتون علي مي وما قصته لها وأفعال شهرزاد التي تُشبه مي علي أي حال.
وقالت من بين ضحكاتها:«اهدي يامي مش كدة أنتِ عارفة ساهر بيحب الناس كُلها وبيثق فيهم وشخصية مِعطأه وطيب علشان كدة تلاقي كُل الناس بتحبه وبتجري وراه عندك مثًلا سعد جوزي الـ مدي لناس كُلها وش خشب برا..
_«طب بتجيبي سيرتي ليه دلوقت يعني أنا غلطان! اروح اروق علي نفسي وابقي صايع زي ساهر»
شهقت فتون ومي عندما فاجئهم بكونه خلفهم
جالت مي بنظراتها خلف سعد وباغتته بسؤالها بطريقة تظُنها ستردتي نظارات المُحقق كونان أو المفتش كرمبو وقالت:« أومال صاحبك راح فين هو مش انتم كُنتم مع بعض؟»
قال سعد بدهشة:«لا ابدًا حتي أني مشفتهوش أنهاردة رغم أن قولتله هعدي عليك في المطعم مش فاهم الواد دا اما ابقي عاوزة بيختفي.»
نظرت مي لـ فتون بحسرة وأردفت:«جالك كلامي مش قولتلك»

ثم وضعت يداها علي خديها بقهر وتتطلعت لتلفاز بضيق

حرك سعد اكتافه بإشارة مُعتذرة عندما رمته فتون بنظرة عتاب تعني _ما كان عليك قول هذا_

الحياة ليست عادلة بالمرة لا نعلم ماذا يخبئ لنا القدر حُزن، فرح، حب، كره، رُغم هذا ما يجب أن نعلمه جيدًا أنه مهما فعلنا لن نستطيع تغير أقدارنا لذا علينا تقبُله أي كان ونحمد ﷲ فكُل حزن سيمر بمشيئته.
"صباحًا"
إرتشف كوب القهوة خاصته بالبلكون يتطلع للمارة هُنا وهناك.
نظرت له لا تعلم كيف تشرح له، إنها والدتها بالأخير هل تقوم بطردها!
جلست أمامه قائلة بعدما، وضعت كف يدها علي يده:«متزعلش مني يا أمير انا استقبلتها لإنها في النهاية أمي كفاية أني مكُنتش بروح ازورها كونك كُنت بتضرر من كدة أنا بجد أسفة أنا كُنت هعمل أيه أنا..»
قاطعها بقوله:«خلاص ياجيجي ياحببتي انا مش زعلان انا بس قلقان أُمك مينفعش نثق فيها تاني ونرحب بيها بنا انتِ ناسيه عملت أيه كانت هتقتل مرات سعد خاطفتها، وخطفت ساهر وعذبته وناسية عملت فيا أنا ايه كمان؟
انا مش قصدي أعيرك بيها أبدًا لكن المنطق بيحثنا منثقش فيها ولا أنتِ أيه رأيك؟»
أردفت بحنجرة مُتحشرجة:«منكرش كلامك لكن أنا مش هقدر أقفل الباب في وشها مهما كان دي أمي، وحتي فتون لو حكتلها هتقولي كدة وهتأكد عليا اني لازم اعمل كدا هي دايمًا بتكلمنا عن بر الوالدين في أغلب قعدتنا هي سامحت أُمها رغم أنها رمتها.
قاطعها أمير من جديد مُعلنا أنتهاء حديثه:«لكن فتون أمها محولتش تقتل حد... عمومًا ربنا يقدم الـ فيه الخير والـ ربنا كاتبه هيكون.»
ثم أستأذنها قائلًا انه ذاهب للعمل.
بينما تتطلعت هي بأثره بحزن جما طغي علي تقاسيم وجهها

رُفقاء الملجأ " الرابطة "जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें