الاحجيه|ᵛᴷ the puzzle

2

Hoseok :

لم يُخالف ليود توقعاتي بموافقته على مقابلتي ، وبلا ادنى تردّد

متناسياً المشاكل السابقه التي دمّرت صداقتنا لثلاث سنوات اراحني انها لم تغيّره مطلقاً

عندما حافظ على رفضه المعتاد لتناول وجبه عشاء معي في احد المطاعم الفاخره التي يسخر من فخامتها

مفضلاً شراء علبتَي مياه غازيه وشطيرتَي هوت دوغ ، سنلتهمهما - على حد تعبيره - في الهواء الطلق

موعدنا بالقرب من البحيره الجنوبيه بعد نصف ساعه من الان

ثلاثون دقيقه ، كانت كافيه لأستعيد جزءاً من ماضي علاقتي بهذا الرجل ..

التقيت به ضمن برنامج خاص يشارك فيه طلبه الجامعه لأعاده تأهيل الجنود الشباب العائدين من الجيش و مساعدتهم على استكمال دراستهم و الاندماج في الحياه المدنيه بشكلٍ طبيعي .

شاب وسيم في مقتبل العمر ، طويل القامه عريض المنكبين ، حليق الوجه ، تحمل عيناه الخصراوان حزناً دائماً ، ولا أصعب من رؤيته مبتسماً ، ما منَحَه جذابيه فريده من نوعها .

رجلٌ دمّرت الحرب حاضره بقتلها رفاقه ، وأجهزت على مستقبله بقطعها ساقه اليمنى ...

عاد الجندي الجريح من الجحيم مصدوماً و محطّماً ، واضطرّ الاطباء لبتر ساقه وتعريضها بأخرى صناعيه ، سيكون مجبرا على التعايش معها مدى الحياة

علمتُ بالامر بعد مراجعتي للتقرير المرفق بملفه اما الاعتماد عليه هو للتحدث عن ماضيه فكان اقرب للمستحيل

وجدت فيه شاباً لطيفاً رغم وهدوءه الدائم

تفهمت انطوائيته وحبه للعزله ، فتعاطفت معه ، باذل كل ما في وسعي للتخفيف عنه وبدافع انساني يتجاوز ما كلفّتني به اداره الجامعه

عرّفته على مرافق الكليه ، و قدمت له بعض النصائح و الارشادات حول دروس السنه الاولى ، كما ساهمتُ مع بعض الاصدقاء في الاعداد لحفله صغيره رحّب من خلالها زملاؤه الجُدد بقدومه ، مصفَّقين له بحراره ، كبطلٍ تحدّى كلّ الصّعاب

كلام عاطفي تفاعل معه بشبه ابتسامه نادره أدركت بعد انها مستهزئه لا مباليه ...

انتهت مهمتي مع البدايه الرسميه للموسم الدراسي الجامعي

فألتحقتُ بأصدقائي في السنه الثالثه ، تخصص الأداب المعتصره

دون ان يمنعني ذلك من التواصل معه من حين لأخر ، حسب ما يسمح به وقتي وانا وربما رغبته هو ايضاً ، ليقرر فجأه فتح اول كوة في جداره المنيع