38

1.8K 148 184
                                    














•••





خمول، ركود، صرير الصَمت المُزعج وحوائط تلك الغُرفة التي احتضنته برفقة تخبُط افكاره لثلاثة ايام.. كان يتمدد فوق الاريكة بينما ينظر للسقف اعلاه، التبغ إلتصق به، يخرج من الغرفه فقط عندما يود إرتشاف سجائره والعادة التي حاول التخلص منها عادت اليه اقوى من ذي قبل..

حسنًا جونقان قام بترتيب افكاره بأكملها كالتالي..

اولًا، هو يتيم الاب، وذلك الاب يكون رئيس واحِدة من عصابات كوريا على حسب اقوال والدته وتشانقبين، وبشكل اوضح، جونقان ابن رئيس عصابة ويانق ليس سوى شخص تظاهر بكونه والده طوال هذه السنوات والان.. يبتغي السوء له

ثانيًا، كُل ما عاشه حتى الان محضُ هُراء وتوجب عليه التفكير مليًا في ما إن كانت الشخصية التي هو عليها هُراء وتم إحاكتها من قبل غيره ام لا

ثالثًا، الضياع هو كل ما يشعُر به.. مهما حاول جمع شتات نفسه لا يستطيع.. مهما عزم الوقوف على قدميه بإستقامه، رفع رأسه ومواجهة العالم يجد رأسه يدنو وظهره ينحني وعزيمته تسقُط ارضًا

رفع ذراعه ووضعها فوق عيناه.. عيناه التي تشتكي جفافًا، تُحرقة لشدة ما ذرف من دموع، اخذ منه الامر عدة ساعات.. فقط عدة ساعات يحاول بها ربط كُل شيء داخل رأسه لكن ما حصل عليه هو اعين حمراء جافه ورغبة تدخين عارِمه

امسك بهاتفه بعد ان ابعد يده ونظر للساعه وتاريخ اليوم، اليوم سيقابل تشانقبين.. لا يعلم حقًا مالذي يحتاجه به تشانقبين لكنه يفضل الذهاب معه على ان يبقى بمفرده برفقة افكاره التي لن تتردد بنهش ما تبقى له من عزيمه..

"آه.." تأوه عندما رفع ظهره جالسًا، إلتف يمينًا ويسارًا مُفرقعًا اياه ثم تلاه بعُنقه مُفرقعًا اياها كذلك، نهض ناحية دورة المياه وإغتسل مُبعدًا ترسبات التبغ من شعره لأخمص قدميه وعندما انتهى لمح هاتفه يهتز مُنبهًا اياه على وجود من يتصل به

توقعاته كانت صحيحه.. إسم والدته كان يتوسط الشاشة عندما رفعه، تنهد بقلة حيلة، هل يُجيب؟ هل يُجيب؟ لا يستطيع تجاهلها كثيرًا وبنهاية المطاف والدته تبقى والدته وليس قادرًا على احتمال فكرة ان يتأكلها الهَم بسببه لذا هو اجاب ثم وضع الهاتف ضد اذنه.. غير قادر على التفوه بكلمه واحده

"بُني، هل انت بخير؟" بعد صمت دام للحظات هي اخيرًا تحدثت، نبرتها مُتوترة وبِها شبح إنكسار ولذلك جونقان انزل جسده فوق السرير بتعب

"انا بخير، ماذا عنكِ؟"

"سأكون كذلك إن كُنتَ بخير، هل تستطيع القدوم؟" قالت بتوتر وجونقان عقد حاجبيه لذلك

chaperone | HNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن