الفصل الرابع

17.9K 761 30
                                    

الفصل الرابع.

#بداية_الرياح_نسمة
#حي_المغربلين
#الفراشة_شيماء_سعيد

تركض بالطرقات بلا هوية أو هدف، خا*ئفة من عتمة الليل و المكان الخالي من المارة لا تعلم أين هي أو إلى أين ستصل، أنفاسها تتصارع مع صداع رأسها عينيها غا*رقة بالدموع.
انتهت فريدة المدللة أصبحت رماد... العالم وقف عند نقطة معينة يرفض التحرك منها، كلماتها الأخيرة بعرض نفسها عليه الشيء الوحيد المتكرر برأسها.

عصت الله و أضاعت ثقتها بنفسها و ثقة جليلة بها، نظرت للمكان حولها أخيرا هي أمام بيتها و لكن كيف ستدخل.

أزالت دموعها بطرف أصابعها ثم صعدت إلى شقتها، حمدت الله ألف مرة على عدم وجود أحد مستيقظ بالحي.

تتقدم خطوة إلى الأمام و ألف خطوة للخلف حتى فتحت باب المنزل؛ لترى جليلة و أزهار و فتون بالصالة.

أغلقت عينيها لا تريد أن ترى نظرة الخذلان بعين إحداهن، إلا أنها تفاجأت من عناق جليلة لها مردفة بندم:

_ حقك عليا يا نور عيني كدة يا فريدة جليلة تهون عليكي و تروحي تنامي عند أزهار.

إلى هنا و قدرتها على التحمل إنتهت سق*طت دموعها أكثر و أكثر مع ارتفاع شهقاتها هذا الحنان يشعرها بالنقص، ضمت نفسها إلى شقيقتها أكثر تخفي نفسها من نظرات الجميع بين أحضانها.

زاد شعور جليلة بالندم و أخذت تمرر كفها على ظهر فريدة مردفة:

_ أهدي يا فريدة.

ابتعدت عنها قائلة:

_ أنتي اللي حقك عليا يا جليلة مش أنا، عايزة أكون لوحدي.

دلفت سريعا إلى الحمام دون أن تنطق كلمة واحدة ثم أغلقت الباب خلفها بالمفتاح، وقفت أمام المرايا تهمس لنفسها دون وعي:

_ كل حاجة راحت في لحظة واحدة يا فريدة، بقيتي مش بنت و كمان ممكن يكون م*ات يا رب خدني عندك مش قادرة أتحمل.

أزالت الملابس من عليها و فتحت الماء لتسقط على جسدها ربما تطهره، لطالما رسمت أحلام لليلة زفافها و كيف سيكون فارس أحلامها، حر*يق مشتغل بأعماق صدرها يأكلها.

ترتجف تحت الماء الساخن غير مستوعبة لما حدث معها، جلست على الأرض تضم جسدها إليها تحتمي من المجهول، تعلم مع من كانت فهو فارس المهدي من لا يعرف الممثل المفضل لدى الجميع.

آه و ألف آه عليكي يا فريدة، نهاية لو تعلم أنها ستصل إليها لقط*عت قدميها قبل الذهاب.

_ كل حاجة راحت فريدة راحت و فتون كمان هتروح و جليلة، أبيه فاروق أنا خليت كل الناس تشيل ذنبي معايا، يا رب أنا خا*يفة أوي و مكس*ورة.

بالخارج استأذنت أزهار لتذهب إلى شقتها لتقترب فتون من جليلة قائلة:

_ فريدة جات أهي و كل حاجة هيكون ليها حل أدخلي نامي دلوقتي و نبقى نتكلم بكرة يا جليلة.

حي المغربلين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن