الفصل الخامس والثلاثون

14.1K 674 43
                                    

الفصل الخامس والثلاثون..
#عاصفة_باسم_الحب
#بداية_الرياح_نسمة
#حي_المغربلين
#الفراشة_شيماء_سعيد

الحاج منصور و رجال الحي من الاتجاه الأمامي للقصر يحاولون بشتى الطرق إطفاء النيران، توقفوا فجأة مع سماع صريخ أحدهم من مكان قريب ليسيروا خلف الصوت حتى وصلوا للحديقة الخلفية و هنا كانت الكارثة، فوزي الخولي يحترق أمام الجميع و كارم يحاول إفاقة هاجر، أما فاروق غارق مع أزهار ببحر الأحلام...

قبل أن يقترب الحاج منصور منهم أتت الشرطة و الإسعاف...

بعد خمس ساعات..

كانت فتون تجلس هي و فريدة بين أحضان جليلة بصمت، الحمولة أصبحت فوق طاقتهم و كأن السعادة ترفض البقاء بحياتهم، أخذت جليلة تسبح ربها بدموع جافة تتمنى سماع أي كلمة تريح قلبها و تعيد لها الروح..

خرج الطبيب من غرفة العمليات الخاصة بفاررق ليركض الجميع إليه ثم قال فارس بلهفة :

_ طمنا يا دكتور فاروق عامل إيه..

ابتسم إليه الطبيب باحترام مردفا :

_ اطمن يا نجم مصر فاروق باشا ده أسد، الطلقتين واحدة سطحية و التانية عميقة شوية بس مالهاش أي تأثير سلبي عليه فيما بعد، و حرق بسيط في ضهره الحمد لله برضو مش عميق، المشكلة بس أنه نزف دم كتير و احنا بنحاول نعوضه ساعتين و هيدخل أوضة عادية...

تنفس الجميع بارتياح إلا جليلة التي كانت تنظر لغرفة شقيقتها الثالثة بقلب مقهور، أزهار تلك الزهرة الجميلة التي لم تأخذ من إسمها أي حظ تعاني منذ نعومة اظافرها، من البداية تفقد كل شي تحبه وراء الآخر و ها هي اليوم تفقد شيء أعز...

عادت للجلوس على أقرب مقعد غير قادرة على الصمود و التحلي بالقوة أكثر من ذلك، وضعت كفها على رأسها محركة إياها بحسرة هامسة :

_ يااا رب..

ساعة أخرى مرت علي حرق الأعصاب هذا، فتون تضم جسدها لعابد الجالس بصمت خائف على جارته المسكينة، سقطت دموع فتون فجأة بقوة و بلا سابق إنذار مرددة :

_ تفتكر هيحصل ايه في أزهار يا عابد بقالها كتير أوي جوا، أنا خايفة...

هو الآخر كان خائفا.. من يعرف أزهار و يرى ابتسامتها و لا يخاف عليها، قبل رأس زوجته بحنان قائلا :

_ ربنا كبير و أزهار قوية هتخرج منها زي ما خرجت من حاجات كتير قبل كدة، ادعي لها بس يا فتون، خليكي هنا أنا رايح أصلي و راجع...

أما فريدة فانكمش جسدها بزاوية بعيدة عن الجميع، اقترب منها فارس بقلق هامسا باسمها إلا أنها فضلت عدم الرد، بتلك اللحظة أقصى أمنية لديها خروج فاروق و أزهار بطفلهما سليم و هذا يكفي، أزهار لو كانت جبلا لسقط على الأرض من ثقل الأوجاع، شعرت بيده على وجهها تزيل دموعها بحنان قائلا :

حي المغربلين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن