إنضِـمـام

169 21 1
                                    

بِغرفة صغيرة وَجميلة
مزينة بالتصاميم الوردية والدبب المحشوة التي تتوضع في كل ركن من أركان الغرفة
سريرٌ صغير ، ذو وسادة من الحرير
ونافذة جميلة تطل على حديقة لا أجمل منها..
بمنظر كان ليُعجب أي طفل صغير وتجلعه يتمنى ان تكون غرفته كالتي احتازت عليها صغيرتنا
صغيرتنا التي لا تشبه أي طفل في عمرها
أينما كان يجب ان تنشغل باللعب مع الدمى..
انشغلت صغيرتنا بالتفكير.. غارقة في همومها
بالتفكير في قذارة البشر التي لم تشفق على صغر سنها
كُشِّرت انيابهم و سال لعابهم
بصورة اذعرت الفتاة المسكينة
كذئب يحاصر فريسته..
زارعا الخوف و الرجفة بكيانها
لم يبالي من في الغابة بتلك الفريسة الصغيرة التي تنادي باحثة عن بطلها الذي سينقذها
لاكنها لا تعلم.. لا تفهم
لا توقن أنه لا وجود لذلك البطل..
لأن كل من في الغابة يمجّدون الذئب
لأنه اقوى منها ومن امثالها
يمجدونه لأنه ولي القوة و الهيمنة
بخلافها هي..
مجرد فريسةٍ خُلقت لتكون فريسة


• • • • • • • • • •

" أيمكنني الدخول؟.. "
أردفت المرأة خلف الباب تطرقه..
كانت نفسها المرأة التي اشترت الفتاة مقابل خمس مائة الف دولار..
او لنقل "العبد" إن صح التعبير
وبدون اي إجابة ، تقدمت الصغيرة لمقود الباب فاتحةً إياه
" صباح الخير.. لم تتناولي فطوركِ بعد ، ألم يمنحه لك آرثر؟ "
أبصرت المرأة بعينيها القاتمتان جثمان الفتاة الصغيرة ثم سألتها بينما تدخن سيجارتها بيمناها وتضع يسراها على خصرها النحيف
اجابتها الشقراء بصوتها الهزيل:
" لاجوع.. "
" لا جوع؟."
اندهشت المرأة من تعبيرها ثم اضافت قولاً:
" كلا ، يجب عليكِ ان تتناولي فطوركِ حالاً ، فكتوريا! "
ناولت المرأة يد الصغيرة جارةً إياها للمطبخ اينما يجلس رفاقها هناك
رفاقها الذين يبصرون الفتاة بدهشة وتساؤل عن حالتها.

لم تنقضِ إلا خمسة دقائق..
كانت الصغيرة تتناول بعض البيض المسلوق والجميع امامها يراقبها بألف علامة استفهام تتجول بذهونهم
" جيسيكا.. من هذه الفتاة التي اشترتيها؟ "
تمكن الفضول من إحداهم فوجهت بصرها لذات الشعر الاسود وخاطبتها مطالبةً بجواب يرضيها
" مجرد فتاة وجدتها في السوق "
اجابت المرأة بينما تتعمق في سم سيجارتها بهدوء
" أهذه الصغيرة عبد!؟ "
سأل مارسال بنبرة تحويها الصدمة ثم اضافت ليليث:
" لاكن ياجيسيكا.. مالذي سنفعله بها؟ "
اطفأت المرأة سيجارتها بغضب ثم استأنفت قولها:
" أنتم كثيروا الاسئلة بحق! ، كل ما سأفعله هو أنني سأضمها لنا "
الجميع ملتزم للهدوء بينما يراقب جيسيكا التي تتحدث معهم:
" ستحارب مصاصي الدماء معنا وسأشرف على تعليمها "
" تحارب مصاصي الدماء؟ ، هل انتِ بخير جيسيكا؟.. إنها طفلة صغيرة لا تزيد عن العشر سنوات! "
نهضت ميلي من مكانها تخاطب قائدتها بدهشة ثم التفتت خلفها لسماع حديث لوثر:
" أتفهمك جيسيكا.. العالم لا يرحم وكانت الصغيرة لتصبح عبداً يتعرض للعنف و الظلم ان ابتاعها غيرنا..
لا معنى للحياة ان عاشها المرء على القطن ، بل عليه ان يدع الظروف من تجلع منه شخصاً ناضجاً "
رُسِمَت ابتسامة خافتة على شفتي جيسيكا ثم اردفت قائلة:
" ذكي كما عهدتك ، لُوثر.. "
التفت لوثر الى الصغيرة وخاطبها بابتسامته الجذابة:
" نُرحب بك في منظمة كوايرد { KFV } ايتها الصغيرة الوحيدة.
أُدعى لوثر ، واكون نائب القائدة جيسيكا
سيُشرف كلانا على تعليمكِ وتربيتكِ حتى وان تطلب الأمر تعريضك لبعض الخطر
ستتذوقين أساس العالم البشري ان لم تعهديه قبلاً
فالألم حليفك ياصغيرة كوايرد ، أليس كذلك؟ "
" عذرا.. ماهو الالم؟.. "
رفعت الصغيرة رأسها بدهشة جاعلةً الجميع في دهشة من سؤالها
" ستعرفينه لاحقاً فكتوريا ، امامنا رحلة طويلة "
اجابها لوثر صاحب الشعر الاسود القاتم بابتسامته المعتادة

Judas | زَعــيـمُ الجَحِــيـمWhere stories live. Discover now